الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

أغنياء الهند يتسابقون في شراء السيارات الفاخرة

أغنياء الهند يتسابقون في شراء السيارات الفاخرة
10 سبتمبر 2012
احتدم السباق بين الشركات الألمانية لصناعة السيارات للفوز بأكبر حصة من سوق السيارات الفاخرة في الهند. وفاقت مبيعات “أودي” خلال يونيو لأول مرة مبيعات “بي أم دبليو” في الهند، حيث تسعى كل من الشركتين بنهاية العام الحالي بيع نحو 9 آلاف سيارة. وفي غضون ذلك، تراجعت “مرسيدس” عن مركز الريادة الذي احتلته لفترة طويلة من الوقت لتحل ثالثة، حيث أعلنت مؤخراً عن نيتها استثمار نحو 4 مليارات روبية (72 مليون دولار) في الهند خلال الثلاث سنوات المقبلة. ويقول ديبيش راثور، مدير مؤسسة “آي أتش أس” للمركبات في الهند، :”يبدو أن سوق السيارات الفاخرة موعود بنمو أسرع من السيارات العادية ومن المتوقع أن يكون قوياً لحد كبير خلال العشر سنوات المقبلة”. وعلى الرغم من أنه من المتوقع أن يتم بيع نحو 40 ألف سيارة فاخرة خلال العام الحالي، إلا أن ذلك العدد يعتبر ضئيلاً مقارنة بأسواق الدول المتقدمة الأخرى. وتجاوزت قيمة سوق السيارات الفاخرة في الهند في 2010 مليار دولار، بزيادة قدرها 36% عن السنة التي سبقتها مع توقع أن يفوق النمو في هذا القطاع مبيعات السوق الأخرى. وعلى سبيل المثال، بلغت مبيعات الشركات الألمانية الثلاث في العام الماضي أكثر من 22 ألف سيارة بزيادة تقارب 50% عن السنة الماضية. ولا يبدو هذا السباق نحو الريادة في طرق البلاد غير المعبدة سهلاً أبداً. وتواجه الشركات الألمانية بالإضافة إلى شركة “جاكوار – لاند روفر” البريطانية، ظروفاً قاسية هذه السنة، مثل ارتفاع أسعار الوقود ورسوم الوارد وبطء النمو الاقتصادي. لكن يبدو التوجه طويل الأمد نحو النمو واضحاً للغاية، ما يدفع المشاركين للجوء إلى تطوير طرق جديدة لكسب مميزات إضافية في سوق الهند الضخمة والمعقدة. وتشكل تقنيات الإنتاج الذكية جزءاً من الحل. وتعمل الشركات الألمانية الثلاث على تجميع سياراتها في الهند، حيث بلغ إنتاج “بي أم دبليو” في الفترة الأخيرة نحو 25,000 ألف سيارة من مصنعها في مدينة “شيناي” التي تمثل مركز السيارات الهندي في غرب البلاد. ويعني ارتفاع التعريفة الجمركية للوارد، صناعة المزيد من السيارات محلياً في المستقبل، في وقت تعمل فيه كل الشركات على زيادة نطاق الموديلات، خاصة الرخيصة منها وكذلك عدد المعارض. ويرى معظم المحللين، أن الشركة التي تفوز بأكبر قدر من العملاء هي تلك التي تسلك أفضل السبل لتلبية أذواق المهتمين بالسيارات من الطبقة الغنية في البلاد، في وقت ساعد فيه النمو الاقتصادي الكبير على زيادة عدد العملاء المحتملين. ومن المتوقع زيادة الطبقة الغنية في الهند التي يزيد إنفاق الفرد فيها عن 250 مليون روبية على لعب الأطفال الغالية، بنحو ثلاثة أضعاف إلى 286,000 ألف في غضون الخمس سنوات المقبلة. وذكر مايكل بيرشيك، مدير “أودي” في الهند، أن شركته تستهدف الأسر الصناعية الكبيرة التي يتراوح عددها بين 500 إلى 1,500 في الهند، والتي تتميز بوعي أكبر في ما يتعلق بالعلامات التجارية، مقارنة بالدول الناشئة الكبيرة الأخرى. وتبذل الشركات الصناعية مثل “أودي” جهوداً مقدرة لجذب هذه الطبقة الجديدة من المستهلكين، وذلك من خلال تعيين الشخصيات المشهورة في مجالي السينما والرياضة. كما تولي هذه الشركات اهتماماً أكبر بالمقاعد الخلفية في السيارة التي عادة ما يجلس عليها الأثرياء الذين لا يقودون سياراتهم بأنفسهم، من مساحة ووسائل ترفيه. ويمكن القول، إن سوق السيارات الفاخرة في الهند لا تزال في مهدها، حيث لا تزال هناك الكثير من الفجوات التي تتطلب جسراً، لاسيما وأن سوق السيارات الرياضية لم تنطلق بعد، وذلك نتيجة عدم توفر الطرق وشبكاتها المناسبة. كما لا تزال كل من مومباي ودلهي تسيطران على النصيب الأكبر من المبيعات، على الرغم من أن المحللين يرون أن ذلك يتيح المزيد من المساحة للنمو، في حين تزيد سوق السيارات الفاخرة من رقعتها في مختلف أرجاء البلاد. ويقول راجات داوان، المسؤول عن نشاط المركبات الهندي في مؤسسة “ماكينزي” الاستشارية، :”ما يحدث في الهند الآن، هو ذاته ما حدث في كوريا في ثمانينات القرن الماضي وفي الصين في الألفية الثانية، عندما ارتفعت وتيرة النمو بالسرعة التي أثارت استغراب العديد من الشركات الصناعية”. وفي حين يشهد سوق السيارات في الهند نمواً متسارعاً، تحرص جميع الشركات الكبيرة على الاستفادة من ذلك بأكبر قدر ممكن. وإذا كانت السيارات الفاخرة العادية لا تكفي، وفرت شركات صناعة السيارات الآن للهنود الأكثر ثراء، سيارات أكثر ترفاً ورفاهية لتلبية رغباتهم، كان أخرها موديل “فانكويش” الذي طرحته “أستون مارتن” في يونيو الماضي في مدينة مومباي. نقلاً عن: «فاينانشيال تايمز» ترجمة: حسونة الطيب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©