الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«جريمة الألب» تدخل «نظرية المؤامرة»

«جريمة الألب» تدخل «نظرية المؤامرة»
10 سبتمبر 2012
كشف تقرير إخباري لصحيفة “دلي ميرور” البريطانية أمس، عن أن سعد الحلي البريطاني من أصل عراقي أحد ضحايا الجريمة المروعة التي تعرضت لها عائلة بريطانية في منطقة الألب الفرنسية يوم الاربعاء الماضي، كان يعمل في مختبر نووي بريطاني سري للغاية. وقالت ان ارتباطه بالمختبر المعروف باسم “روثرفورد ابليتون” للأبحاث الذي حظي بشهرة عالمية خلال فترة الثمانينيات من القرن الماضي سيغذي ما وصفته بـ”نظريات المؤامرة” بشأن ظروف مقتله وزوجته إقبال وامرأة أخرى في سيارته في حادثة غامضة نجت منها ابنتاه، ولم تتكشف تفاصيلها بعد. وقالت الصحيفة “إن ما تكشفه من معلومات جاء في أعقاب مزاعم أن عائلة الحلي امتلكت مصنعا للمعدات الهندسية في العراق، وأنه تعرض لعمليات تجسس من قبل الفرع الخاص (أحد الأجهزة التابعة للاستخبارات البريطانية) خلال حرب الخليج، وأن شركته لخدمات الصور الجوية الملتقطة بالأقمار الاصطناعية عملت لصالح وزارة الدفاع البريطانية”. ونقلت الصحيفة عن زميل سابق للحلي في مختبر روثرفورد في ديدكوت بمنطقة اوكسفوردشاير قوله “إن سعد عمل على انتاج مسرع جسيمات عملاق يستطيع تصنيع مواد مشعة”، واضاف “إنه كان ذكيا للغاية ومثابرا في عمله منذ ان جاء إلى مختبر روثرفورد للحصول على خبرة عملية خلال دراسته للحصول على درجة علمية في جامعة كينجستون عام 1984 وكان يعود بصورة منتظمة في أشهر الصيف”. وأضاف الصديق الذي لم تكشف الصحيفة عن هويته “أن سعد لم يظهر مطلقا أي اهتمام بالعمل في مشروعات مرتبطة بصناعة الأسلحة”. وتابع قائلا”لا يمكنني التفكير في أي سبب وراء وقوع مثل هذا الأمر له..لم يكن له أعداء على الاطلاق”، لكنه أضاف “أن سعد لم يكن يحب الأميركيين ولا يبالي في قول ذلك، ولقد أخبرني بأشياء كانوا يفعلونها في العراق، لم تذكر هنا، وعندما تأملتها بدت أنها حقيقية”. ويعمل في المختبر مشدد الحراسة 1200 شخص ويوفر دعما لما يربو على عشرة آلاف عالم ومهندس. وذكرت الصحيفة أنه في مايو الماضي، حكم بالسجن لمدة خمس سنوات على الفيزيائي السابق الذي عمل في المختبر الدكتور عدلان هيشور لإدانته بالتخطيط لشن هجمات لـ”القاعدة”. ونقلت الصحيفة عن متحدث باسم مجلس المنشآت العملية والتكنولوجية الذي يدير المختبر قوله إنه لا يمكنه التعليق نظرا لتحقيقات الشرطة الجارية. وذكرت الصحيفة أن سعد انتقل إلى المملكة المتحدة في عام 1978 عندما فرت عائلته من العراق خوفا من نظام صدام حسين بعد الهجوم على أحد أقاربه. وقالت مصادر عراقية إن سعد عاد مؤخرا من زيارة الى العراق في محاولة لاستعادة مصنع العائلة الذي استولى عليه نظام صدام. وقال أحد جيرانه ويدعى فيليب مورفي في وقت سابق إن سعد خضع لعمليات تجسس من “الفرع الخاص” في داره في منطقة كلايجيت بمقاطعة سوري البريطانية. وأضاف إن عناصر تجسست على سعد من مدخله الخاص وتتبعته في سيارات. الى ذلك، ذكرت تقارير إعلامية فرنسية أن صغرى ابنتي الحلي ستعود إلى بريطانيا برفقة أقاربها. وقالت صحيفة “لو دوفين ليبر” وقناة “بي إف إم” التليفزيونية أن اثنين من أقارب الفتاة وصلا إلى فرنسا السبت مع أحد مسؤولي الرعاية الاجتماعية سيعيدان الفتاة زينة التي تبلغ من العمر أربع سنوات إلى بريطانيا. وكانت الحادثة التي وصفت بأنها أشبه بـ”عملية الإعدام” حدثت الأربعاء الماضي بالقرب من بحيرة آنسي، حيث عثر على الحلي وزوجته وامرأة اخرى يعتقد انها الجدة قتلى في سيارة العائلة في مرآب للسيارات بالمنطقة. كما عثر على دراج فرنسي مقتولا إلى جوار السيارة. وقتل الجميع جراء طلقتين في رأس كل منهما ما أدى إلى تكهنات بشأن عملية قتل مأجور. وذكرت الشرطة إنها تبحث في كل الدوافع المحتملة ابتداء من وجود نزاعات عائلية إلى ما بين سطو مسلح أو هجوم عنصري. وأصيبت ابنة الحلي الكبيرة زينب بطلقة في الكتف وتعرضت لضرب مبرح ما أسفر عن إصابتها بكسور في الجمجمة وترقد فاقدة للوعي في مستشفى بتولوز حيث توصف حالتها بالمستقرة. بينما عثر على اختها زينة مختبئة في السيارة وسط الجثث بعد ثماني ساعات من الهجوم. واستجوب محققون امس مجددا سكان منطقة شفالين، حيث وقع الهجوم من أجل الحصول على معلومات بشأن القاتل أو القتلة. وأفادت صحيفة “لو جورنال دو ديمانش” أن اثنين من عمال البناء كانا يعملان في منزل قريب من موقع الحادث شاهدا سيارة عائلة الحلي في نفس يوم الهجوم. وتحدث مقيمون في المنطقة عن رؤيتهم لسيارة خضراء رباعية الدفع ودراجة بخارية في المنطقة بعد فترة قصيرة من الهجوم. وواصل فريق مكون من محققين فرنسيين والشرطة البريطانية عملية تفتيشهما منزل الحلي في ضاحية كلايجيت بلندن. وقالت مصادر إن الشرطة تأمل في العثور قدر الإمكان على معلومات بشأن الأسرة. وأكدت أن الشرطة سوف تستجوب زيد شقيق الحلي الأكبر مثل كل أفراد العائلة الذين ستحدد هويتهم في الأيام المقبلة لا أكثر ولا أقل. ونفى زيد الحلي الذي قدم نفسه للشرطة البريطانية الخميس الماضي تقارير إعلامية بوجود نزاع مع شقيقه بشأن الميراث.
المصدر: لندن، باريس
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©