الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«السرد» يرصد تحولات الرواية الخليجية الجديدة

10 سبتمبر 2012
انطلق صباح أمس بقصر الثقافة بالشارقة ملتقى الشارقة التاسع للسرد الذي تنظمه دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، وتتواصل الجلسات الصباحية والمسائية للملتقى على مدار يومين، بمشاركة كوكبة من النقاد والروائيين والباحثين المحليين والخليجيين والعرب الذين يتناولون في الدورة الحالية من الملتقى محور “الرواية الخليجية الجديدة”، من أجل تقصي أثر التغيرات الحضارية الجديدة على السرد الخليجي الذي انتقل عبر محطات مهمة في مسيرته وتطوراته وفقاً للتبدلات الاجتماعية والاقتصادية. وسعى ملتقى السرد في دوراته السابقة إلى مراكمة الفعل الثقافي الهادف عبر سلسلة الملتقيات والندوات في محاور الإبداع والآداب والفنون كافة وإلى تأكيد أهمية فن السرد في توثيق الانطباعات الشخصية والعامة المؤثرة والمتأثرة بالحراك الظاهري والخفي للمكان الذي ينطلق منه القاص أو الروائي لتحقيق متعة السرد، ولإحياء الأسئلة والجدل النقدي حول الظواهر المجتمعية بإيجابياتها وسلبياتها وانشغالاتها. ويتضمن الملتقى ستة محاور رئيسية حول الرواية الخليجية الجديدة، حيث جاء المحور الأول بعنوان: “الرواية الخليجية بانوراما تاريخية وفنية”. المحور الثاني “تحولات الرواية الخليجية، ملامح فنية عامة، تبدلات البنية السردية في الرواية الجديدة، الشخصية الروائية في فضاء الرواية الجديدة”. أما المحور الثالث فيتحدث عن الرواية النسائية آفاق جديدة، ويضم مسارات عدة، منها :مدخل، الرواية النسائية الجديدة، الرواية النسائية الخليجية جدل الماضي والراهن، صورة الرجل في الرواية النسائية الخليجية الجديدة، فيما يأتي المحور الرابع حول صورة المدينة في الرواية الجديدة ويشمل: تمثيلات المدينة المتحولة، إشكالية الهوية المتجددة، الخروج من المكان إلى الذات، ويخصص المحور الخامس لرواية السيرة الذاتية، ورواية السيرة الذاتية وإشكالية المصطلح، السيرة الذاتية بين الواقع والخيال المكونات الفنية والبنائية لرواية السيرة الذاتية، وتختتم الفعاليات بالمحور السادس حول التحولات وأثرها على الفنيات.. الرواية الخليجية نموذجاً. واستهلت عائشة العاجل رئيسة قسم الإعلام بالدائرة تقديم الملتقى بكلمة ترحيبية بضيوف الشارقة في ملتقى السرد قالت فيها “نلتقي اليوم في أولى جلسات ملتقى الشارقة التاسع للسرد حول الرواية الخليجية الجديدة، بمشاركة نخبة من المبدعين والنقاد العرب والإماراتين، وهو تتويج لمرحلة عمل واهتمام بالسرد بدأت منذ منتصف الثمانينيات من القرن الماضي برعاية كاملة وشراكة مع اتحاد كتاب وأدباء الإمارات”. ثم ألقى عبدالله العويس رئيس دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة في بداية الملتقى كلمة الدائرة أشار فيها إلى أن المُلتقى يكتسب أهمية خاصة في الزمن الثقافي العربي المعاصر، باعتبار أن النَفَس الأدبي في الكتابات السردية العربية تتنامى، وتتفاعل مع العناصر الثقافية مُتعددة المشارب، عطفاً على أساليب السرد المُتحوِّلة دوماً، بل المُتواشجة مع العناصر الفنية المختلفة، في تأكيد آخر على مركزية القيمة التفاعلية في النص السردي، في مُلتقى هذا العام، وفي مستهل الأنشطة الثقافية النوعية في الشارقة، نتوقَّف أمام الملامح المستجدة في السرديات العربية.. تلك الملامح التي تفتح الباب لمزيد من الاجتهادات النقدية، والرؤى الجمالية، والمقاربات الفكرية. وأضاف “ما زال الراهن الأدبي العربي يتأمل في اكتمال الجماليات المُتجسِّدة في علمي جمال الشكل والمضمون، وما زال التجريب والسردية حاضرين بسخاء في بعض أروقة الزمن الروائي العربي، وذلك استناداً على شواهد الكتابات الباحثة عن بهاء، منوهين إلى المنجز السردي غير المنكور في العالم العربي، بل يكفي القول إننا في لحظة تاريخية لمنجز سردي بامتياز، وإن القادم سيكون الأفضل والأجْلَى نصوعاً”. ثم ألقى الناقد المغربي سعيد بن كراد كلمة ضيوف الملتقى قال فيها “سنحاول جميعا من خلال أبحاثنا ومن تجاربنا في السرد وفي النقد وفي التأمل العاشق للذات، البحث في ذاكرة تخيلية تُبنى ضمن تفاصيل اليومي. سنحاول تحديد ما يمكن أن يبنيه التخييل والمحتمل والاستيهامي، وتبنيه أيضا حقائق الذات التي لا تعرف سرها سوى “عينة” تتطور في الزمن من خلال السرد لا من خلال وظائف عابرة أو أدوار اجتماعية تتلاشى في المألوف، فلا خلاص للوجدان إلا من خلال المشخص والتصوري. فنحن في نهاية الأمر لسنا شيئا آخر غير ما تبنيه هذه المحكيات مجتمعة. إن وجودنا لا يستقيم إلا من خلال تفاصيل السرد” وانطلقت بعد الكلمات الافتتاحية أولى جلسات الملتقى بإدارة القاص والكاتب الإماراتي إبراهيم مبارك، وبمشاركة الدكتور رشيد بوشعير من الجزائر، والدكتورة عائشة الحكمي من السعودية. حيث قدم بوشعير رؤية بانورامية للرواية الخليجية تضمنت أبعادها التاريخية والفنية، مشيراً إلى أن الرواية الخليجية لم تشكل وحدة متجانسة في نشأتها وتطورها بالرغم من التجانس الجغرافي والثقافي والديني واللغوي والتاريخي والإثنوغرافي النسبي لأقطار الخليج الستة. وتحدث بوشعير عن النمطين المباشر وغير المباشر في الرواية الخليجية، منوهاً إلى أن النمط المباشر يتمثل في الاستجابة السردية التي ترصد ملامح التعبير التاريخي والكرونولوجي التي طرأت على المكان، بأسلوب صريح غير مضمر. أما النمط غير المباشر، فتمثل ــ كما أشار الباحث ــ في التأريخ للمدينة الخليجية وثوثيقها خوفا من التغيرات السريعة والهائلة التي طرأت على هذه المدن المتحولة والمتبدلة وفقا للتبدلات الاقتصادية والاجتماعية وتغير منظومة القيم مع الهجرات الكبيرة الوافدة للمكان. ولخص بوشعير بحثه بالتأكيد على أن الرواية الخليجية نشأت بحكم الضرورة التاريخية الاجتماعية المتمخضة من هواجس المجتمع المديني، ثم أخذت هذه الرواية تنحو باتجاه الذاتية المنشغلة بتحرر تلك الذات المتشظية جراءها وما كان يرهقها من مواضعات المسكوت عنه. وقال “استطاعت الرواية الخليجية أن تتمثل جماليات السرد الكلاسيكية والرومانسية والواقعية، ثم أخذت في العقدين الأخيرين تتطلع إلى تمثل الأساليب الحداثية وما بعد الحداثية وتخوض غمار التجريب، وبذلك تمثل رافدا غزيرا يثري نهر الرواية العربية في الأقاليم الأخرى مثل مصر وبلاد الشام والمغرب العربي. أما الدكتورة عائشة الحكمي فأشارت إلى أن تحولات الرواية الخليجية جاءت كنتاج طبيعي للتمدن والتفاعل مع الأحداث والتطورات المحيطة بالكاتب، وركزت الحكمي على أقوال الباحث الإسباني خوان آخيل حول تطورات الرواية وتحدثت عن البانوراما الوصفية في الرواية الخليجية، والتي عبرت عن مقارنات الماضي والحاضر، وتأثير ذلك على النسق الاجتماعي والإبداعي على السواء. وترأس الجلسة الثانية للملتقى الباحث والكاتب المصري عبد الفتاح صبري بمشاركة كل من الدكتورة فاطمة البريكي من الإمارات والدكتور سمر روحي الفيصل من سوريا والدكتورة ابتسام الحجري من سلطنة عمان.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©