الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

كيف نهيئ المنتخب نفسياً ونحميه من ضغوط خليجي 18 ؟

كيف نهيئ المنتخب نفسياً ونحميه من ضغوط خليجي 18 ؟
20 ديسمبر 2006 00:47
سعيد عبدالسلام: كيف نحمي لاعبي المنتخب من الضغوط ونهيئ لهم كل الأجواء النفسية قبل انطلاقة خليجي (18) حتى يحقق الأهداف المرجوة ويعانق كأس البطولة؟ هذا السؤال بالتأكيد يطرح نفسه على الجميع·· المسؤولون واللاعبون والأجهزة الإدارية والفنية وحتى الإعلام والشارع الرياضي·· فيا ترى كيف يرى الخبراء الوسائل التي تساعد في تهيئة اللاعبين نفسياً قبل انطلاقة البطولة· يقول الدكتور محمد سالم سهيل الأمين العام المساعد للهيئة العامة للشباب والرياضة·· إن الغريب في الأمر أن دورة الخليج هي دورة صغيرة أقيمت لأنه لم يكن هناك مشاركات للمنتخبات الخليجية كثيرة في ذاك الوقت، وكان من أهدافها التقارب بين الأشقاء·· لكن الضغوط النفسية التي تصاحبها أكبر منها، وأكبر من التي تصاحب المنتخب عندما يشارك في بطولات كبرى كنهائيات أمم آسيا والتصفيات الأولمبية وغير ذلك، وهذا أمر غريب لأنها أخذت أبعادا عصبية أكثر مما ينبغي· أما كيف نحمي لاعبينا من الضغوط النفسية المصاحبة للمشاركة في البطولة·· فأعتقد أن المسؤولين الإداريين عليهم الدور الأكبر، حيث لا يجب أن نحمِّل اللاعبين أكثر من طاقاتهم بمعنى ألا نطالبهم بالفوز بالبطولة·· فكرة القدم لا تعرف التكهنات·· ومثل هذه الأمور تضيف حملا زائدا على اللاعبين· الأمر الثاني يتعلق بالجماهير، حيث يجب ألا نردد دائما أننا لم نفز بدورة الخليج من قبل حتى لا ننزع الأمل من نفوس اللاعبين·· فقد يكون فريقك جيدا ولا يفوز باللقب· كما أن للإعلام دور أساسي في تهيئة الأجواء النفسية، بحيث يجب ألا نبالغ في طلب الفوز بالبطولة·· وفي نفس الوقت عليه أن يشد من أزر اللاعبين ويعطيهم الثقة في أنفسهم· كما أن لاعبينا اليوم أقرب للاحتراف، وعندما يصل اللاعب إلى المنتخب الوطني يجب أن يعرف كيف يتعامل مع المباريات والبطولات، حيث يفترض أن يقدم كل ما لديه في الملعب ولا يجعل الضغوط الخارجية تساعد في إحباطه وتبعده عن مستواه، وعليه ألا يعرف اليأس، وأيضا ألا يحمل معه الإحباطات السابقة، ويترك كل ما سبق ويبدأ مع الشيء الجديد· وتطرق الدكتور حمدون إلى نقطة مهمة عندما قال: نحن محتاجون إلى خبراء نفسيين في هذا المجال، وأيضا خبرات اللاعبين القدامى الذي لديهم القدرة على المساعدة في تهيئة اللاعبين نفسيا· أخطاء الآخرين ويقول الكابتن محمد مطر غراب رئيس اللجنة الفنية باتحاد الكرة السابق: إن الشخص المكلف بإعداد الفريق نفسيا هو المسؤول الأول عن هذا الجانب، بحيث تبقى هذه العملية من خلاله·· فهو الذي يعرف كيف يجعل اللاعبين يعيشون أوضاع الأمور التي تؤثر عليهم·· كما أن للإعلام دورا مهما ومؤثرا وكبيرا في هذا الجانب، بحيث يركز على الفرق المنافسة وما يدور داخل معسكراته بشكل أكثر، وفي المقابل يرفع الإيجابيات التي يعيشها المنتخب·· كما على الإعلام أيضا أن يكشف الجوانب السلبية التي تدور في معسكرات الفرق الأخرى ويثيرها بشكل يعود بالفائدة على منتخبنا·· وهذه عملية كبيرة وليست سهلة· وتطرق محمد مطر غراب إلى نقطة أخرى عندما قال: كما يفترض أن يتم تحضير الجمهور والمجتمع لكي يشارك في المساندة الإيجابية للمنتخب، بحيث تظهر أدواره بشكل إيجابي، وهذا يعني أنه من المهم أن يعرف متى أن دوره يبدأ عندما ينتهي المنتخب من إعداده·· فمنذ اللحظة التي يدخل فيها المنتخب أرض الملعب يبدأ دور الجمهور وهو غاية في الأّهمية لأنه لابد أن يساند الفريق في الظروف الصعبة التي قد يمر بها أثناء سير المباراة، بحيث يساعده على الخروج منها، وإلا لماذا نطلق على الجمهور اللاعب رقم (12)·· فدوره يوضع ضمن المنظومة، وبالتالي يجب أن يساهم في رفع دوافع اللاعبين في الوقت الذي يحتاجون فيه لذلك، ففي بعض الأحيان نلاحظ أن المدرب يتفاعل بشكل معين من خارج الخطوط لأنه يدرك التوقيت المهم والمناسب لذلك، وبالتالي فدور الجمهور مهم وأساسي وليس مكملا فقط· وقال أيضا: هنا يصبح الدور الكبير والمهم عند اللاعبين أنفسهم·· فعملية الجاهزية الذهنية تتوقف على كثير من الأمور، وإن الثقة في النفس لا تأتي إلا من واقع وتصرفات اللاعب خارج الملعب·· حيث يجب أن يعد نفسه الإعداد السليم ويجعل حياته الخارجية إيجابية، بحيث تنعكس على أدائه داخل الملعب·· وهنا يصبح على اللاعبين دور خاص كأفراد أكثر من العمل الجماعي·· فالمسؤولية تبدأ من عندهم وإذا أرادوا أن يقف الجميع إلى جوارهم لابد أن يبدأ اللاعب بنفسه حتى يبدأ الآخرون، وبالتالي يفترض خلال المرحلة المقبلة وحتى من خلال مباريات الأندية أن يثبت اللاعب ومن خلال أدائه أنه في حالة جاهزية عالية· واختتم غراب كلامه قائلا: نحن في حاجة إلى أن نبني ثقة الفريق في نفسه من خلال المباريات الأولى·· وهذه عملية غير صعبة·· كما علينا أن نستفيد من كل صغيرة وكبيرة بالنسبة لفرق مجموعتنا·· فمنتخبا الكويت وعُمان يعيشان الآن في بوتقة بعض المشاكل·· ومن المفترض أن الذي يحدث عندهم نعيشه تماما بحيث نستغله ويصبح أحد الأسلحة التي يمكن استغلالها في الأوقات المهمة· كلها نفسية وقال الكابتن منذر عبدالله مدرب المنتخب الوطني في خليجي (15) التي أقيمت بالسعودية عام 2001: لابد من التحضير النفسي للمنتخب لأن التهيئة لهذا الأمر مطلوبة·· وهذا عمل إداري أكثر منه فني؛ لأن المدرب يفكر ويركز على تحقيق النتائج الإيجابية·· وبالتالي لابد أن يتولى هذه المسؤولية شخص من الإداريين المقربين من اللاعبين، وفي نفس الوقت يكون معايشا لدورات الخليج، بحيث يتحدث معهم عن أحداث دورات الخليج والتي تعتمد على الفرقعات والتصريحات· ومن هنا لابد من تحضير اللاعبين حتى لا يفاجأوا؛ لأن هناك بعض اللاعبين من أصحاب الخبرة القليلة في مثل هذه البطولات وبالتالي لابد أن يخبروا اللاعبين بالأحداث التي يمكن أن تحدث بحيث يعيشون الوضع·· فقد لا تستطيع أن تمنع التصريحات لكن ليس الحل في منع اللاعبين من قراءة الصحف لأن هذا الأمر يزيد من الضغوط على اللاعبين·· فيجب أن يصبح الأمر طبيعيا حتى يدرك اللاعب الأجواء المحيطة به·· فالمفروض أن لاعب المنتخب يكون قد وصل إلى معرفة التعامل مع مثل هذه البطولات، كما يجب وضع اللاعب في أسوأ الظروف، وتعلمه بأنه سيواجه ضغوطا كوننا الدولة المضيفة، وبالتالي عليه أن ينتبه إلى هذه الضغوط بحيث يستطيع التعامل معها ولا يتأثر بها سلبا· وقال أيضا: مطلوب عمل محاضرات يومية للاعبين حول هذا الجانب ليس من خلال شخص واحد بل من خلال عدة أشخاص، حيث يشارك في عملية الإعداد النفسي أعضاء اتحاد الكرة وكذلك اللجنة الفنية التي تضم أعضاء كلهم لاعبون سابقون يمتلكون الخبرة الكافية للتعامل مع مثل هذه الدورات·· فدورة الخليج مدتها قصيرة لكن ضغوطها كبيرة·· ويصبح في الأول والآخر أن العملية النفسية تأتي في الدرجة الأولى، وبعدها يأتي العمل الفني والخططي والبدني·· لذلك يجب أن تأخذ التهيئة النفسية الحيز الأكبر في عملية الإعداد·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©