المؤتمر السنوي الثالث للتعليم ينطلق الشهر المقبل

أبوظبي (الاتحاد) - ينظم مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية مؤتمره السنوي الثالث للتعليم بعنوان: “تكنولوجيا المعلومات ومستقبل التعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة”، وذلك في الفترة من 2-3 أكتوبر 2012، في مقر المركز بأبوظبي برعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس المركز. وأكد الدكتور جمال سند السويدي مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية أهمية انعقاد هذا المؤتمر الذي يأتي استجابة لتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بضرورة متابعة تنفيذ استراتيجية الدولة في التربية والتعليم 2010 /2020 وتطويرها خلال المرحلة المقبلة، مشيراً إلى أن المركز، أخذ على عاتقه متابعة أحدث الاستراتيجيات التعليمية والتربوية الرقمية المطبقة في بلدان العالم المتقدمة من حيث المناهج وتقنية المعلومات ونظمها وبرامج التعليم الذكي، وقد حثَّنا على تشديد متابعتنا لهذا الموضوع أكثر، المبادرة التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي في شهر أبريل الماضي من خلال برنامج “محمد بن راشد للتعليم الذكي” وتم تخصيص مليار درهم للبدء في تنفيذه. وقال السويدي: علينا أن ندرك جيداً أن قيادة الدولة الرشيدة ومنذ أربعين عاماً ظلت تعد الاستثمار في الإنسان هو الغاية الأساسية والهدف الأسمى في جميع استراتيجياتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتنميتها المستدامة، ولعل القول السامي للمغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “إن رصيد أي أمة متقدمة هو أبناؤها المتعلمون وإن تقدم الشعوب والأمم إنما يقاس بمستوى التعليم وانتشاره”، يمثل خير دليل على رؤية القيادة وما توليه من أهمية بالغة للتعليم تجاه أبناء شعبنا. وأضاف السويدي: إن ما دفع بنا وحفزنا لعقد هذا المؤتمر، وفي هذا التوقيت بالذات هو التوجيهات السديدة والمباشرة من لدن الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، بضرورة مواكبة أحدث النظم التعليمية وتقنية المعلومات في الدول المتقدمة، من خلال استقدام ودعوة الباحثين المتخصصين في هذا الميدان من البلدان والجامعات والمراكز المعنية بهذا النوع من التطبيقات التعليمية، وذلك بهدف الوصول إلى نتائج وتوصيات تشكل أرضية ملائمة للانطلاق منها لتنفيذها في الحال، من قبل الوزارات والجهات المعنية في الدولة، مشيراً إلى أن خلق بيئة علمية وتعليمية حديثة، لابد أن يبدأ من المدارس في المراحل الأولى، والقرار الذي اتخذته الدولة بضم جميع المدارس للصفوف والشعب الذكية وتوزيع أجهزة لوحية على جميع الطلبة، وتزويد جميع المدارس بشبكات الجيل الرابع فائقة السرعة، يجسد إرادة الدولة وعزمها على تنفيذ استراتيجيتها بعيدة المدى في هذا المضمار، وذلك لتطوير القدرات العلمية للطلبة، والارتقاء بمخرجات التعليم في الدولة بما يواكب أرقى المستجدات المعاصرة في بلدان العالم. وقال السويدي: إن الصراع اليوم هو بين من يملكون المعلومات وبين من لا يملكون، بين المنتجين للمعرفة وللمعلومات وبين المستهلكين التابعين، وباتت المعلومات وتقنياتها تمثل اليوم بدون شك، القوة الدافعة والمؤثرة في التحولات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والأمنية، بل لن تحظى أية دولة في هذا العصر بأية فرصة للتقدم والرقي ما لم تسارع في الاندماج في ثورة المعلومات واقتصاد المعرفة لتلبية احتياجات أبناء مجتمعها على اختلاف الشرائح والمهن. وقال السويدي: لهذا فإني أدعو جميع المعنيين والباحثين والمتخصصين إلى الاهتمام في بحوثهم ودراساتهم المستقبلية والاستراتيجية بموضوع التسريع في تنفيذ الخطط التعليمية، وخلق بنى تحتية ومناهج ونظم تطبيقية تنسجم مع رؤية القيادة الرشيدة في بناء جيل ينشأ على تربية المعرفة التقنية لبناء مجتمع اقتصاد المعرفة، وفي الوقت نفسه إنشاء جيل تتأصل فيه المبادئ والقيم العربية والإماراتية ليكون دعامة الرقي والتطور، وقادراً على العطاء لقيادته ووطنه المعطاء. ومن المقرر أن تبدأ فعاليات اليوم الأول للمؤتمر بكلمة افتتاحية يلقيها معالي حميد محمد عبيد القطامي وزير التربية والتعليم، وكلمة رئيسية يلقيها معالي الدكتور فايز محمد السعودي وزير التربية والتعليم في المملكة الأردنية الهاشمية، بعدها تبدأ الجلسة الأولى وهي بعنوان “مبادرة محمد بن راشد للتعليم الذكي”، حيث تناقش في الجلسة، ثلاثة بحوث خاصة بالمبادرة. ومن المقرر أيضاً أن تناقش الجلسة الثانية وهي بعنوان “الواقع التعليمي الجديد في دولة الإمارات” ويرأسها د. عبدالله محمد الأميري مستشار وزير التربية والتعليم السابق، أستاذ مشارك بقسم الهندسة الميكانيكية في جامعة الإمارات، بحوثاً في هذا المجال. وسيفتتح البروفيسور ديفيد هون مساعد عميد مكتب البحوث التربوية، المعهد الوطني للتعليم في سنغافورة، جلسات اليوم الثاني من المؤتمر بكلمة رئيسية، لتبدأ الجلسة الثالثة، وهي بعنوان “التكنولوجيا والعملية التعليمية الحديثة” يرأسها الأستاذ فاهم النعيمي الرئيس التنفيذي، شبكة الإمارات المتقدمة للتعليم والبحوث (عنكبوت) في دولة الإمارات. وفي الجلسة الرابعة، والتي سترأسها د. جميلة سليمان خانجي، مستشار دراسات وبحوث مؤسسة التنمية الأسرية ستقدم بحوثا خاصة بـ “التكنولوجيا والآفاق المستقبلية للتعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة”، ثم تختتم بجلسات حوارية وكلمة ختامية للدكتور جمال سند السويدي مدير عام المركز.