المنزل الذي يتخيل أن يعيش فيه رويل فان دي كرول، منزل صديق للبيئة، تستخدم فيه الطاقة الهيدروجينية. ويحتوي سطح المنزل على خلايا شمسية، حيث يتم فصل الماء إلى هيدروجين وأكسجين. ويقوم أنبوب بنقل غاز الهيدروجين إلى خزان ضغط في قبو المنزل، حيث تحوله خلية وقود إلى كهرباء. حتى تلك العملية الصديقة للبيئة قد تخلف ما يكفي من الهيدروجين لملء خزان سيارة تعمل بخلايا وقود الهيدروجين.
ولم يتخط فان دي كرول، عالم مواد في مركز هيلمهولتز للمواد والطاقة في برلين، وزملاؤه من جامعة دلفت للتكنولوجيا في هولندا سوى العقبة الأولى. إذ ابتكر فان دي كرول وزملاؤه جهاز وقود يعمل بالطاقة الشمسية يفصل الماء إلى هيدروجين وأوكسجين. وبالرغم من أن الفكرة ليست جديدة، إلا أن المادة جديدة؛ فقد دمج العلماء أنوداً ضوئياً مصنوعاً من مادة فانادات بزموت أكسيد المعادن غير المكلفة بخلية شمسية بسيطة عبارة عن شريحة رقيقة معظم مكوناتها من مادة السيليكون.
والجهاز ليس فقط غير قابل للتآكل لكنه أيضاً أرخص من أجهزة سابقة تستخدم لفصل مكونات الماء. ويصف فان دي كرول، الذي يعمل في معهد وقود الطاقة الشمسية التابع للمركز، ذلك بأنه “انطلاقة مبدئية”.
لكن الجهاز الجديد يخزن فقط خمسة في المائة من الطاقة الشمسية كيميائياً في شكل هيدروجين. وأقر فان دي كرول بأن الابتكار يتطلب أن تكون كفاءة تحويل الطاقة الشمسية إلى مادة كيميائية عشرة في المائة على الأقل حتى يكون هذا الابتكار قابلاً للتسويق. ويعتقد فان دي كرول أن ذلك ممكناً.
وقال وزير البيئة الألماني بيتر ألتماير إنه متفائل بأن هذا التطور الجديد يمكن أن يساعد على جعل عملية إنتاج الهيدروجين أسهل. وتمثل تقنيات التخزين الفعالة جانباً مهماً من تحول ألمانيا الطموح من الوقود النووي والأحفوري إلى مصادر الطاقة المتجددة.
وعلق بيتر ستراسر، عالم مواد في جامعة برلين التقنية، قائلاً إن تحويل الطاقة الشمسية عن طريق خلية كميوكهروضوئية كفاءتها خمسة في المائة يعد تقدماً هائلاً وغير عادي”.
عدد اليوم
