الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

استغلال المساحات «كلمة السر» في تفوق الشباب على العين بـ «الثلاثية»

استغلال المساحات «كلمة السر» في تفوق الشباب على العين بـ «الثلاثية»
17 سبتمبر 2013 22:36
المحلل الفني: الدكتور طه إسماعيل إعداد: صبري علي بعد أن تغلق ملاعب «دورينا» أبوابها عقب كل جولة، من جولات دوري الخليج العربي، يفتح «ستاد الاتحاد» أبوابه، ليقدم إلى القارئ العاشق لكرة القدم، رؤية تحليلية عميقة للمباريات، بوجهة نظر فنية بحتة، من خلال الخبير الكروي، والمحلل الفني، والمحاضر الدولي الشهير الدكتور طه إسماعيل، الذي يطل عبر صفحاتنا مرة أسبوعياً للعام الثالث على التوالي، ليقلب معنا أوراق الجولة بنظرة هادئة محايدة، مجردة من أي انتماء أو هدف، سوى تقديم خدمة متميزة لكل الجماهير، مهما اختلفت الألوان والانتماءات. ويستعرض الدكتور طه إسماعيل أحداث المباريات السبع، في كل جولة بطريقة فنية عميقة تحدد مواطن القوة والضعف في كل فريق، وتشرح طرق اللعب، والتغييرات التي أدت إلى الفوز أو الخسارة، ومدى نجاح المدرب أو فشله في إدارة المباراة، من خلال طريقة اللعب والمتغيرات الأخرى، أثناء مجريات اللقاء، ليجد القارئ نفسه أمام المباراة مرة أخرى، ولكن في شكل جديد. ظهر نجاح «إستراتيجية» البرازيلي باكيتا، مدرب الشباب، في إعداد فريق قوي يضم اللاعبين الأساسيين المؤهلين والبدلاء الجاهزين، وهو ما جعله يحصد ما زرعه في الموسم الماضي مع بداية دوري الموسم الجديد بفوز مستحق على العين حامل اللقب، من خلال أداء متميز، ومستوى ثابت لم يهتز، وهو عكس ما كان يخشاه جمهوره بعد رحيل سياو ووليد عباس إلى الأهلي، لكن المدرب البرازيلي المتمكن نجح في إزالة كل هذه المخاوف من الجولة الأولى. بنى باكيتا عمقاً متميزاً من اللاعبين البدلاء والواعدين الذين يستطيعون تنفيذ أفكاره، فوجدنا لاعباً مثل حسن إبراهيم، الذي يلعب أمام رباعي الدفاع يدافع ويهاجم من الوسط بوعي كبير، وزادت ثقته بعد الانضمام لصفوف المنتخب الوطني، ثم راشد حسن الذي استطاع صنع الفارق في الشوط الثاني مع هبوط أداء الفريق، وتسبب في الهدف الثاني ببراعة كبيرة، ثم مانع محمد الذي لعب في مركز الظهير الأيمن، ثم انتقل إلى الظهير الأيسر، وتميز بإجادة المراوغة والتحرك بوعي كامل. وأصبح داوود علي لاعباً أساسياً ومؤثراً في تشكيلة الفريق، بقدرته على المرور بالكرة والتحكم في إيقاع اللعب، ومعه لاعب مثل سند علي، وآخرين، وهو أمر ليس سهلاً مع اعتماد المدرب على أبناء النادي، دون صفقات خارجية من المواطنين. ثم نجح في تعويض غياب سياو بضم أديلسون، ولم يتأثر بغياب فيلانويفا للإصابة، وهو يواجه حامل اللقب، وهو ما جعل الفريق في موقف قوة، وقادر على تحقيق أهدافه، قبل أن تبدأ المباراة من الناحية الفنية. وفي المباراة لم يغير باكيتا طريقة اللعب التي كان يطبقها في الموسم الماضي، بالاعتماد على غلق المساحات أمام الفريق المنافس، بأداء دفاعي منظم، دعمته عودة عصام ضاحي، مع وجود حمدان قاسم ومحمد مرزوق، ثم التحول السريع والانطلاق إلى الهجوم، مع قيام أديلسون بدور سياو في سحب فريقه لملعب المنافس، والاعتماد على الكرات العرضية العالية المرسلة إلى إيدجار، مع إحكام الرقابة على عمر عبدالرحمن لمنعه من قيادة هجمات «الزعيم»، ووقف أهم مصادر الإمداد الهجومي للفريق المنافس. وأزعجت تحركات أديلسون دفاع العين من خلال سرعته العالية، واستغلال المساحات والتسديد بعد المراوغة، وظل باكيتا متفاعلاً مع المباراة طوال فتراتها، ولم يكتف بالمشاهدة من خارج الخطوط، وأجرى التبديلات المناسبة في الوقت المناسب، عندما شعر بتفوق العين، ولم يلجأ إلى تكثيف الدفاع، بل أشرك راشد حسن بدلاً من ناصر مسعود ليقلب المباراة رأساً على عقب بصناعته للهدف الثاني، كما أشرك الموهوب مانع محمد بدلاً من عبد الله فرج، ثم أشرك محمود قاسم بدلاً من حمدان قاسم. ولعب العين بالطريقة نفسها التي اعتمد عليها الشباب وهي 4-2-3-1، ولكن مع اختلاف طريقة التنفيذ والتزام اللاعبين، وذلك بسبب الأداء «المترهل»، وزيادة المساحات الخالية بين لاعبيه وبين الخطوط الثلاثة، فلعب محمد عبد الرحمن وحده أمام رباعي الدفاع، واندفع رادوي خلف المهاجمين، رغم العلم التام بالطريقة التي يعتمد عليها الشباب، باستخدام المساحات الخالية، خاصة بين لاعبي الارتكاز، وخلف محمد أحمد المدافع الأيمن، الذي يتقدم كثيراً، وقد ظهر التأثر الكبير بغياب هلال سعيد عن منطقة الوسط الدفاعية وخلف المهاجمين. ولم يكن نجوم العين في مستواهم، وفي مقدمتهم أسامواه جيان، وكان دياكيه تائهاً في مركزه مع الثلاثي خلف رأس الحربة، ولم يقدم باستوس الدور المطلوب، وهو ما جعل مهمة اختراق دفاع الشباب صعبة للغاية، في ظل الضغط المستمر من لاعبي «الجوارح»، وكانت هناك أخطاء دفاعية على المستويين الفردي والجماعي، خاصة في المواقف التي سجل منها الشباب أهدافه، في غياب الضغط من المدافعين وضعف الرقابة، ونقص السرعة مقارنة بلاعبي «الجوارح». ولم تحدث تدخلات المدرب أحمد عبد الله التأثير المطلوب، في صفوف العين عندما لعب هزاع سالم بدلاً من محمد أحمد ويوسف أحمد بدلاً من دياكيه، وعبد السلام محمد بدلاً من رادوي، وذلك لأن الأمر أكبر من مجرد تبديلات لتعديل الشكل، فقد ظهر العين في صورة تختلف تماماً عن صورته التي أنهى بها دوري الموسم الماضي، ويبدو أن عدم الاستقرار الفني في فترة التحضير لبدء الموسم، وتغيير طريقة اللعب تحت قيادة فوساتي قبل إقالته، أمر يحتاج إلى بعض الوقت لتداركه، حيث أثرت هذه الأمور على تجانس الفريق وتفاهم اللاعبين. ولكن لابد من تأكيد حقيقة مهمة من الناحية الفنية أن الشباب كان رائعاً في تعامله مع المباراة، وكان يمكنه تحقيق الفوز على أي فريق مع قوة أداء لاعبيه والتزامهم الخططي ونجاح المدرب في إدارة اللقاء من خارج الخطوط.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©