الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نعمـة أم نقمـة

20 ديسمبر 2006 01:04
نبدأ موضوعنا هذا اليوم وفيه الكثير من التساؤلات والاستفسارات الاستيضاحية حول موضوع اجتماعي غاية في الأهمية ومن الدرجة الأولى، ويحمل بين طياته نوعاً من الاستغراب والاستفهام بعض الشيء، فمجموعة هذه الأسئلة هي فعلاً تحتاج الى وقفة متأنية للجواب عليها بشكل دقيق وصريح بدون تحيز أو مجاملة لحساب طرف على الآخر· مجموعة هذه الأسئلة تتعلق بالزواج من المرأة الثانية، ونبدأ بهذه الأسئلة أولاً ولاحقاً نعقب عليها، فهل الزوجة الثانية حرام أم ممنوعة على الرجل؟ وهل إذا تزوج الرجل من امرأة ثانية ولا نقول ثالثة أو رابعة، فنحن ما زلنا في بداية الطريق لمشروع الزواج من مثنى وليس ثلاث أو رباع، فهل يعتبر ذلك خروجاً عن الدين وتعدياً على المألوف؟ ولماذا كل هذا الوجه الظلامي الدامس المأخوذ دائماً عن الزواج الثاني للرجل؟ مع أن الشارع في الدين الإسلامي السمح قد أباح له أن يتزوج أربع نساء طالما لا يوجد عذر شرعي أو قانوني يمنع ذلك، وطالما أن الرجل قادر على القيام بواجباته الأسرية كما ينبغي وكما يجب، ولماذا دائماً يتم تصوير الزواج من امرأة ثانية على أنه صراع وعراك أسري؟ لماذا لا يحاول كتابنا الفنيون الأفاضل قلب حقيقة هذه الصورة ولو لمرة واحدة على شاكلة أسرة مسلسل الحاج متولي المتزوج من أربع نساء· لماذا دائماً نضع الرجل في خانة الاتهام من الناحية الاجتماعية والسلوكية، لا لشيء سوى أنه تزوج من امرأة ثانية· فهل الزواج من امرأة ثانية حرام أو عيب أو سلوك اجتماعي مرفوض أو خاطئ أو خارج عن الإطار الاجتماعي العام المتعارف عليه أم ماذا يا ترى؟ ولماذا يتم تصوير الزوجة الثانية بأنها السبب في التفكك الأسري خاصة لأبناء الأسرة الأولى، أي الزوجة الأولى؟ ولماذا دائماً يتم إثارة الجانب السلبي في الزواج من الثانية ولا يتم إثارة الجانب الإيجابي، وهو كبير جداً يتعدى السلبي بدرجات ومراحل كبيرة وعديدة وإلا لما أباح المولى سبحانه وتعالى للرجل أن يتزوج أربع نساء· وهل الزوجة الثانية شيطانة ماردة متغطرسة أو شريرة إلى هذا الحد؟ وهل الزواج في السر والكتمان سواء كان للرجل أو للمرأة هو أحسن وأجدى؟ أم هل أن زواج المسيار الذي بدأ يطفو على السطح في أيامنا هذه هو الأحسن والأجدى، أم الزواج الشرعي المرتكز على الشريعة الإسلامية الغراء من خلال الكتاب المنزل والسنة النبوية المطهرة والرضا والقبول بين الطرفين والإشهار بين الناس؟ ما نود تسليط الضوء عليه هنا هو ما نسمعه ونشاهده دائماً من خلال الأعمال الفنية وبكل أشكالها، فدائماً ما يتم تصوير الزوجة الثانية وكأنها قد ارتكبت جرماً عندما تزوجت من رجل لديه زوجة سابقة، والرجل هو كذلك وكأنه قد فعل شيئا معيبا أو ارتكب جريمة نكراء بحق المجتمع وبحق زوجته الأولى، فلا بد وأن يعاقب على هذه الخطيئة التي هي في نظر الكثير من كتابنا الفنيين الأفاضل، وتصوير الزوجة الثانية على أنها السبب في تفرقة الأسرة الأولى وضياع وشتات الأبناء، هذا ما نشاهده باستمرار في مجمل الأعمال الفنية من أفلام ومسلسلات وأعمال درامية مختلفة إلا ما ندر منها وهي قليلة جداً قياساً بما يعرض فيها من النظرة التشاؤمية والخاطئة عن الزوجة الثانية، أعتقد أن على إعلامنا العربي بالذات أن يحاول قلب هذه الصورة المخيفة التي يرسمها دائماً للزوجة الثانية حتى أصبح الجميع في مجتمعنا يقتدي بما يشاهده ويسمعه من الأعمال الفنية، وهذا شيء مؤسف حقاً، وهو الذي يفترض فيه أن يقرب هذا البعد وهذا التنافر بين الزوجة الأولى والثانية أو حتى الثالثة أو الرابعة بأن يقرب بينهن المسافات ويحاول أن يعطي انطباعاً جيداً وسلوكاً سليماً، وان الزواج بأكثر من امرأة هو نعمة اجتماعية وليست نقمة كما تصورها الدراما الفنية دائماً، فلو أعطي هذا الجانب الاجتماعي المهم بالذات ذلك الاهتمام الأكبر خاصة من الناحية الدينية وتم التعاطي معه بشيء من الفهم الجيد والصائب عن المعاني السامية لمثل هذا الزواج، وكيف أنه يحافظ في المقام الأول على المرأة نفسها من الشر والفتنة، ويكسوها لباس العفة والصون والكرامة، بالإضافة الى حمايتها ووقايتها من خطر العنوسة وما تشكله من هاجس اجتماعي مؤرق، وفي نفس الوقت حماية للرجل كذلك من الوقوع في الرذائل والانزلاق خلف الشهوات الزائلة والكاذبة وتجنب الفتن الخارجية خاصة في هذا الزمان الذي كثرت فيه الفواحش وسط هذا الكم الهائل من الإغراءات المختلفة التي تأتينا وتتحدر علينا من كل حدب وصوب، خاصة تلك التي تصب في خانة الغرائز الجنسية؛ مما تشكل بدورها ضغطاً نفسياً على كثير من الرجال والنساء معاً، فقط نريد الجواب منكم أيها السادة الكرام، هل أنا على صواب فيما قلته أم على خطأ؟ فقط نريد الجواب على كل هذه التساؤلات التي طرحناها ونتمنى أن تكون هذه المادة وهذا الموضوع الاجتماعي المهم هو مادة ثرية للمناقشة والحوار الجاد والصادق فيما بيننا لمن أراد أن يتفضل بالحوار الجاد والبناء في هذا الجانب الاجتماعي وهذا الشق الإنساني المهم، ومن ثم نرى وجهات النظر لدى كل الأطراف المشاركة في هذا الحوار، حتى يمكن أن نخرج في النهاية بنتيجة منطقية وعادلة ترضي الجميع، فقط نرجو أن يكون الحوار بشكل هادف وبناء وبعيداً عن الأهواء والميول الشخصية والانحياز نحو طرف دون آخر، نريد أن يبقى الحوار ذا فائدة ومغزى وبشكل كبير من الموضوعية· حمدان محمد - كلباء
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©