الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

طرد النجوم نقطة سوداء في الثوب الأبيض

طرد النجوم نقطة سوداء في الثوب الأبيض
17 سبتمبر 2013 23:06
تغطية مباريات النسخة الخامسة لدوري المحترفين لكرة القدم لا تقتصر على رصد النتائج، وتصريحات مختلف عناصر اللعبة، خاصة الأجهزة الفنية واللاعبين، وأيضاً التحليل الفني للقاءات كل جولة، ولكن هناك أيضاً العديد من الجوانب التي تحتاج إلى إلقاء الضوء، مثل «سوبر ستار» الذي يركز على النجم الأول في الجولة، مع التركيز على أهم لحظات التحول في اللقاءات، ورصد الأحداث التي تمثل خروجاً عن النص، واللاعب الذي يجلس على دكة البدلاء ويسهم دخوله في قلب الموازين رأساً على عقب، بالإضافة إلى العديد من المحاور الأخرى التي ترصدها «الاتحاد» عقب نهاية كل جولة. مع بداية الموسم الجديد لدوري الخليج العربي لكرة القدم، لم نجهد عقولنا كثيراً في البحث عن ظاهرة الجولة الأولى التي تتجلى فيها مشاهد «الخروج عن النص»، فقد وجدنا الرد سريعاً، والبرهان ساطعاً، والسقوط مدوياً، ممن اعتبرناهم عوناً لأنديتهم، خصوصاً من اللاعبين الأجانب الذين جاءوا إلى دورينا لإثرائه، وقبل أن تبدأ المنافسات في الدوري، ومع بداية الظهور في الجولة الأولى من كأس المحترفين كانت السقطة الأولى من اللاعب الأرجنتيني دوندا لاعب الوصل، حينما قام ببعض الإشارات التي اعتبرها الحكم إساءة له وللتحكيم بشكل عام، وأشهر له البطاقة الحمراء مباشرة، وتحال الواقعة إلى لجنة الانضباط التي أوقفت دوندا. الأرجنتيني دوندا هو نجم الشباك الأول في فريق الوصل، ولمن تابع «الفهود» في الموسمين الأخيرين، يعرف بكل سهولة أنه أهم لاعبي الفريق، وأن غيابه للإصابة في معظم فترات الموسم الماضي كلفت الفريق الكثير، وأن إدارة النادي بذلت من أجله الغالي والنفيس، حتى تعالجه وتبقى عليه وتتمسك به، فقدمت له البرهان الكافي على تقديرهم لمواهبه وإمكاناته، لكن على العكس جاء الرد قاسياً لتلك الإدارة الوفية، ولجمهور «الإمبراطور» العاشق، وللفريق بشكل عام الذي تأثر أداؤه بهذا القرار في المباراتين التاليتين، فقد خسر أمام الظفرة على ملعبه ووسط جماهيره في الجولة الثانية، ثم خسر أمام «الملك الشرقاوي» في دوري الخليج العربي، والغريب أن دوندا حينما سقط في فخ العقوبة، كان فريقه فائزاً في مباراة الجولة الأولى بكأس المحترفين أمام الشباب، ولم يفكر اللاعب لحظة واحدة في عواقب تلك الإشارة، رغم أنه محترف، واللاعب المحترف لابد أن يشعر بمسؤولية أكثر تجاه فريقه، وأن يكون قدوة لباقي زملائه. ويستمر «المشهد الأسود» في الجولة الأولى أيضاً، عندما يشرب ليما لاعب النصر الأول من كأس دوندا نفسه، ويحصل على البطاقة الحمراء في مباراة فريقه أمام الوحدة، وبالغ في الاعتراض على الحكم الذي قام بطرده، ويخسر فريقه نتيجة اللقاء، ويخسره فريقه في المباراة القادمة، وتتحول قضيته إلا ساحة من الجدل، والجدل المضاد ليضيع الطريق من تحت أقدام اللاعبين، وتتشتت أفكار اللاعبين، وتنفجر الشائعات من خلف الكواليس، وكان ليما نفسه قد تعرض للإيقاف أكثر من مرة في الموسم الماضي، بسبب البطاقات الصفراء، حيث حصل على 6 بطاقات، وتعرض للطرد مرة واحدة، وفي الموسم الذي سبقه حصل ليما على العدد نفسه من البطاقات الصفراء والحمراء، ورغم أن العدد ليس كبيراً مقارنة بغيره من الأجانب، إلا أن المواقف التي تعرض اللاعب بسببها للإيقاف كان يمكن تفاديها بسهولة، إلا أنه يبدو وكأنه لا يستفيد من الدروس. وفي السياق نفسه، تأتي واقعة جرافيتي التي حصل فيها على بطاقة صفراء، وأظهرتها الإعادة بأنها اعتداء على رامي يسلم دون كرة، حتى لو كان رأي رامي نفسه أن جرافيتي لم يقصد، فالشاشة لا تكذب، والصورة موجودة لكل من لديه شك، وعند التدقيق في الصورة يتضح كل شيء، والغريب أن جرافيتي قائد الأهلي، هو الذي كلف فريقه الكثير الموسم الماضي، عندما اعتدى على حسن زهران مدافع الظفرة، وتعرض للإيقاف 6 مباريات بسبب تلك الواقعة الغريبة، وكان الأجدر بجرافيتي أن يعرف معنى القيادة لفريقه، وأن تصله رسالة الإدارة في النادي بمنحه شارة القائد، وأن يكون أكثر تحملاً للمسؤولية، وأن يستوعب دروس الماضي التي كلفت فريقه الكثير، خصوصاً أنه الرجل الذي احترف في الدوريات الأوروبية، ويملك خبرات طويلة، وتسيء لتاريخه كلاعب تلك الوقائع والملابسات. وتنتقل الظاهرة من اللاعبين الأجانب إلى المواطنين، فقد حصل علي عباس على بطاقة حمراء في مباراة فريقه الظفرة مع الإمارات، في الوقت الذي كان يحاول فيه فريقه أن يدرك التعادل، حيث كان متأخراً بهدفين مقابل هدف على ملعبه، ووسط جماهيره، وكان طرد علي عباس مؤثراً بشكل لافت على الفريق، فتلقى الهدف الثالث ليسدل الستار على اللقاء، وتضيع النقاط الثلاث، ومع ذلك وبعد المباراة يؤكد اللاعب أنها حالة طرد طبيعية جداً، وأنها تحصل مع كل لاعبي العالم في المباريات، وأنها جزء من اللعبة ، فاللاعب دائماً ما يغلبه الحماس الزائد في المباراة، خصوصاً عندما يكون فريقه متأخراً، فيحاول بشتى الطرق مساعدة فريقة في تعديل النتيجة وترجيح كفته. وأضاف: في تلك الحادثة لم أقصد إيذاء اللاعب إطلاقاً، وكنت أريد استخلاص الكرة فقط ، ولكن الشد العصبي الذي يولد بالمباراة يدفعك لارتكاب مثل هذه الأخطاء غير المحسوبة. ولم تكد تطوي الجولة الأولى صحفها إلا بعد أن يتعرض فيها لاعب آخر للطرد هو مهند العنزي مدافع العين الذي حصل على البطاقة الصفراء على أثر عرقلة مهاجم الشباب داخل منطقة الجزاء، فيحصل الشباب على ركلة جزاء ينهي بها المباراة لمصلحته، ويخسر العين مهند في مباراته القادمة. أكد عبيد سالم الشامسي نائب رئيس اتحاد الكرة أن ما تابعه في الجولة الأولى، لدوري الخليج العربي، بخروج بعض اللاعبين الأجانب تحديداً عن النص في السلوكيات أثناء المباريات يدعو إلى القلق، وأن الأجانب يتم اختيارهم لدورينا، ودفع المبالغ الطائلة فيهم، حتى يكونوا قدوة لأبنائنا من اللاعبين، لأنهم يكبدون خزائن الأندية مبالغ طائلة، ومن جهتي أعتقد أن إدارات الأندية لا بد أن تتدخل، وتضع حداً لهذه السقطات من اللاعبين بمضاعفة العقاب، من أجل التصدي لهذه الظاهرة السلبية، وأنه ليس من المعقول أن يقع اللاعبون الأجانب في تصرفات غير مسؤولة تدفع ثمنها إدارات الأندية. وأوضح نائب رئيس اتحاد الكرة أن استمرار تلك الظاهرة، وتكرار الأخطاء من لاعبين أمثال دوندا وليما وجرافيتي يعني أن الإدارات غير حازمة في التعامل مع مثل هذه الظواهر. ومن جانبه، قال ياسر سالم اللاعب الدولي السابق والمحلل في قناة أبوظبي الرياضية، إن ما يدعو للعجب أن بعض إدارات الأندية تتصدى للدفاع عن أخطاء لاعبيها في الأمور التي تستحق والأمور التي لا تستحق، مشيراً إلى أن مثل هذه المواقف هي التي تدفع اللاعبين أنفسهم إلى تكرار أخطائهم السلوكية غير المقبولة في ملاعبنا، لأن اللاعب الأجنبي لابد أن يكون مثالاً يحتذى به للاعبين الصغار، خصوصاً إذا كان بمهارات ماريانو دوندا أو لاعب النصر ليما أو مهاجم الأهلي القنّاص جرافيتي، حيث إنهم يملكون قدرات فنيّة عالية تجعلهم محط أنظار اللاعبين الناشئين، وهو الأمر الذي يجعل الأجيال الجديدة تتعامل معهم وكأنهم قدوة. وقال: أنا شخصياً معجب جداً بقدرات جرافيتي، ومهارات دوندا، وفنيات ليما، لكن للأسف أن هؤلاء اللاعبين يكلفون أنديتهم الكثير عندما يطردون لأخطاء سلوكية، ويتعرضون للإيقاف مثلما حدث مع جرافيتي وليما، ودوندا أيضاً بعد عودته من الإصابة. وقال ياسر سالم، كان من الأحرى لإدارات الأندية أن تعاقب لاعبيها المخطئين بدلاً من أن تدافع عن الخطأ، حتى تنتهي هذه الظواهر السلبية ولا تتكرر، والعقوبات من الممكن أن تبدأ بعقوبات مالية، وتصل إلى إيقاف عن اللعب حتى تصل الرسالة القوية إلى هذا اللاعب. وقال سليم عبدالرحمن المدرب المساعد للوصل إن الوجه الآخر الذي لا يعلمه الكثيرون عن ماريانو دوندا بشأن حالة الطرد أن اللاعب يتحدث بيديه كثيراً، وهي عادة مرتبطة به منذ فترات طويلة، حيث أنه لعب في الدوري الإيطالي لسنوات، وهناك تشابه كبير بين الإيطاليين والأرجنتينيين في التحدث بأيديهم، ثم أن دوندا لم يقصد اتهام الحكم بالرشوة، لأنه ليس من الذكاء أن يقوم لاعب بحجم وتاريخ دوندا في الملاعب بتوجيه تهمة الرشوة لحكم في أول مباراة، وفي بطولة ليست هي البطولة الأساسية في الموسم. ومن ناحيته، أكد خالد عبيد مدير فريق النصر أن موضوع طرد البرازيلي ليو ليما أخذ أكبر من حجمه كثيراً، وقال: كل ما حدث أن اللاعب أخطأ ثم اعترف بالخطأ، وأعلن تقبله لأي عقوبة يتم توقيعها عليه، وهو ما يغلق الملف نهائياً، خاصة أن ليما من اللاعبين المتميزين المعروف عنهم الأخلاق الجيدة، رغم حصوله على بطاقات صفراء كثيرة في الفترة الأخيرة، لكن دون حدوث أي شيء غير أخلاقي من جانبه. وأضاف: أي لاعب مُعرض للحصول على البطاقات الصفراء، ولكن على الأجنبي محاولة تفادي ذلك بكل الطرق، حتى لا يضر نفسه وأيضاً فريقه، ونتمنى أن يكون ليما استوعب هذا الدرس المهم.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©