الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الكروشيه»..عُقدأنيقة من الخيوط

«الكروشيه»..عُقدأنيقة من الخيوط
7 أكتوبر 2014 20:35
تبقى الأعمال اليدوية قريبة إلى وجدان كل من يتقن مهارة ما، تكسبه ميزة خاصة، وتجعلها انغماسا للنفس في تذوق حلاوة ترجمة الأفكار عبر منتجات حرفية غاية في الدقة والإبداع، وظلت هذه الأعمال محفوظة تتوارثها الأجيال جيلا بعد جيل، ومن تلك الفنون فن الكروشيه، القائم على عقد خيوط بطريقة فنية متناغمة لتشكل بها الكثير من المنتجات، كالحقائب والأكسسوارات والأحدية، والكثير من المنتجات التي تنطق بولع النسوة اللاتي برعن في محاكاة الخيوط الصوفية لتلبية احتياجات أسرهن. ممارسة قديمة حول تاريخ فن الكروشيه وتطوره عبر العصور، تقول يسرى بهاء الدين، الخبيرة في مجال فن الكورشيه، إن تاريخ فن الكوروشيه يرجع إلى القرن الثامن عشر، حيث ظهر أول باترون للكوروشيه في المجلة الألمانية Penelopeعام 1824، ومن هنا يستنبط المؤرخون ممارسة فن الكروشيه في الحضارات القديمة، مشيرة إلى أن المنشأ الرئيس لفن الكروشيه فرنسا، حيث اشتقت «كروشيه» من الكلمة الفرنسية، والتي تعنى الصنارة، أو الخطاف، وهي إبرة حياكة الكروشيه، ومن فرنسا انتشر في جميع دول العالم، خاصة أوروبا، وازدهر بشكل خاص في إيرلندا. وتوضح «تشير إحدى النظريات أن الكروشيه ظهر في الجزيرة العربية، وانتشر شرقا إلى التبت وغرباً إلى إسبانيا، ومنها انتشر إلى بلدان متوسطية أخرى سالكا في ذلك طرق التجار العرب»، لافتة إلى أن نظرية أخرى تشير إلى أقدم دليل على وجود الكروشيه يوجد في أميركا الجنوبية، حيث يعتقد أن إحدى القبائل البدائية كانت تستخدم الزخارف المشغولة بالكروشيه في طقوس البلوغ. وربما النظرية الأكثر احتمالا أن الكروشيه قد تطور من تطريز الطبول والدفوف، وهو شكل قديم من شغل الإبرة تستخدم فيه صنارة معقوفة معروفة في الصين وتركيا والهند وبلاد فارس وشمال أفريقيا، وقد وصل هذا الشكل من التطريز إلى أوروبا في القرن الثامن عشر، وتطور هذا الشكل من التطريز، حيث تم التخلي عن قماش الخلفية، وحيكت الغرز بمفردها. وتتابع «استخدم الكورشيه في البداية في الدول الأوروبية، كحرفة لكسب الرزق، خاصة في الحرب العالمية الأولى، وقد ظهر أيضا كبديل للدانتيل الباهظ الثمن، وكانت الطبقة الراقية تنظر إلى قطعة الدانتيل المنسجة من الكروشيه إلى أنها نسخة مقلدة زهيدة الثمن، ولكن غيرت الملكة فكتوريا من حدة هذا الانطباع بشرائها العلني للدانتيل المصنوع من الكروشيه بين الطبقة الراقية». انتعاش بعد أفول تلفت بهاء الدين إلى أنه بالرغم من أن فن الكروشيه قد أفل نجم شعبيته، إلا أن أوائل القرن الحادي والعشرين شهد انتعاشاً في الاهتمام بالحرف اليدوية، حتى بدأت السيدات في امتهان هذه الحرف وعمل منتجات متنوعة ومبتكرة، واستطعن تسويقها وتحقيق مكاسب بسيطة تعينهم على مشقة الحياة ومتطلباته، فضلاً عن تحقيق خطوات كبيرة في مجال تحسين جودة وأصناف الغزل، وتجديد سوق الحرف اليدوية الذي يشهد تنامياً في مجالاته المتنوعة، حتى أصبح البحث عن المنتج المشغول باليد هو مقصد الكثير من النسوة اللاتي يبحثن عن منتج مبتكر ومميز في أحيانا كثيرة، مشيرة إلى أن الديكور المنزلي أصبح يزهو بفن الكروشيه بمختلف أكسسواراته بدأ بمفارش المنضدة، وصولا إلى التحف التي وزعت بطريقة فنية راقية أكسبت المكان روح القديم بفنياته الأصيلة، التي تنحدر من التصميم الفكتوري الراقي، فيمكن أن نجد المخدات التي نسجت بخيوط الكروشيه، وأطقم الشاي الذي كسي بالكروشيه لتقدم للضيوف بطريقة فنية راقية بأشكالها وألوانها التي تحاكي لون الأثاث وروح المكان. وتؤكد بهاء الدين أن هذا الفن يلقى صدى بين محبيه ،ومع استمرار ظهور خيوط جديدة ومثيرة في السنوات الأخيرة تجدد أعمال الكروشيه، وهو يحتل اليوم أكثر فأكثر مكانة مميزة كأداة للتعبير الفني وليس فقط كشغل يدوي منزلي، موضحة أن الموضة العالمية تشهد دخولاً لقطع من الكروشيه التي تترك لمسة من البساطة على المظهر. عالم الديكور توضح يسرى بهاء الدين، الخبيرة في مجال فن الكورشيه، أنه خلال النصف الأول من القرن العشرين استمر استعمال الكروشيه للقبعات وأطواق الأكمام، ولم تتوقف على الملابس فقط، وإنما اقتحمت عالم الديكور في جميع مجالاته، حيث نشرت العديد من تصميمات الكروشيه الخيالية الجديدة الخاصة بمناديل المنضدة والمفروشات المنزلية الأخرى، كما يوجد عديد من الكتب التي تحتوي على باترونات حديثة. ودعت هذه الباترونات لاستخدام خيط القطن والكتان لعمل الدانتيل، والغزل الصوفي لتصنيع الملابس، في كثير من الأحيان بتوليفات من الألوان الزاهية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©