الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قراء «الاتحاد»: برامج «تلفزيون الواقع» تجاوزت الخطوط الحمراء

قراء «الاتحاد»: برامج «تلفزيون الواقع» تجاوزت الخطوط الحمراء
24 يناير 2011 20:24
تفاعل العديد من القراء مع عمود «أبجديات» للكاتبة عائشة سلطان الذي استقبل غالبية تعليقات القراء الموجهة لأعمدة «الاتحاد» في الأسبوع الماضي، وذلك تعقيباً على مقال لها بعنوان «خالد وأسيل، وماذا بعد؟» الذي تناولت فيه الجرأة الزائدة على المحظورات الاجتماعية في برامج تلفزيون الواقع، من خلال محادثة بين النجمين الخليجين «خالد وأسيل» عن أمور زوجية خاصة، أثارت كثيراً من الاستهجان في المجتمعات الخليجية. انصبت غالبية تعقيبات المتصفحين على مقال «خالد وأسيل وماذا بعد؟» للكاتبة عائشة سلطان، حول التأثير السلبي لبرامج تلفزيون الواقع على تقاليد وقيم العائلة العربية القائمة على المحافظة. ويتساءل المعقبون عما يجنيه القائمون عليها من وراء تجاوز كل الثوابت والأسس الأخلاقية في سبيل عرض الحياة الخاصة على شاشات التلفزة أمام الملأ. تساؤلات مشروعة جاء في المقال الذي أثار العديد من الردود: «تلفزيون الواقع، شيء بين التجارة وقلة الأدب، شيء بين الترويج لأصول البيع والشراء والمبالغة في عرض الحياة الخاصة على الهواء مباشرة بكل تفصيلات هذه الحياة وتحديدا التفصيلات الحميمة. ماذا يستفيد المشاهد العربي من برنامج يتبارى فيه زوج وزوجة على تقديم تفاصيل حياتهما للجميع بكل بساطة؟ بعيدا عن كل ما تعلمه الإنسان العربي في أسرته ومدرسته وحتى في كليات الإعلام عن احترام الحياة الخاصة، وموقف الرجل العربي من التداول العلني لشؤون أسرته أمام الآخرين، ونخوة الرجل وفوران دمه حينما يتعلق الموضوع بذكر زوجته وأهل بيته أمام الرجال، فكيف يصل الأمر برجل عربي إلى أن يتحدث هكذا وبكل برود عن تأخر الدورة الشهرية لزوجته؟» وتضيف الكاتبة متسائلة «ماذا يريد خالد والمطربة أسيل أن يقولاه لنا من خلال العمل الذي قاما به؟ لا خصوصية لحياة الإنسان بعد اليوم؟ لا حدود بين العام والخاص؟ لا قداسة لشيء من قبيل الخصوصيات والأسرار؟ لا اعتبار لقيم النخوة والقيم والأخلاقيات والغيرة العربية؟ وإذا كان هذا هو الهدف، فلمصلحة من يتم ذلك؟ لمصلحة السوق فقط؟ لمصلحة العولمة؟ لمصلحة التغيير؟ أم لمصلحة خالد وأسيل فقط اللذين يواجهان قضايا قانونية حاليا؟» المنظومة الأخلاقية حظي المقال بمداخلات عديدة كانت في مجملها مؤيدة لما ورد في مقال سلطان من انتقادات، وفيما يلي نماذج من آراء القراء الذي شاركوا بتعليقاتهم على الموضوع: القارئ ذياب سعيد يعتبر أن هذه النوعية من البرامج، لها أكثر من هدف تتخطى هدف الربح المادي البحت. ولكن جميع أهدافها تتضافر لتقويض قيم العائلة العربية الإسلامية، فكتب: لو أن أي شخص أعمل ذرة واحدة من تفكيره لاكتشف أن الهدف الرئيس من هذه البرامج هو إشاعة التردي الأخلاقي بالإضافة الجشع المادي، ولا يوجد شيء أدل على ذلك من مناخ الاختلاط بين أولئك الشباب الذين شجعتهم هذه القنوات، على كسر الحواجز، ثم يضيفون على ذلك الملابس الفاضحة والكلمات النابية، والحديث عن أمور لا تتلاءم مع الذوق الإنساني، إضافة إلى القبلات، والنظرات، والضحكات، ثم النقل الفضائي الموجه على مدار الساعة، وهذه الأمور لا تدع مجالاً للشك في أن الأمر له مجموعة من الأهداف، تتخطى الربح المادي البحت، وإنما هو مشروع تقويضي للمكتسبات الأخلاقية في مجتمعاتنا المحافظة». برامج مشبوهة يرى المتصفح سهيل المرر أن «أهم الواجبات للإعلام الوطني النزيه، تتمثل في فضح هذه النوع من البرامج المشبوهة، محذراً الشباب من الوقوع في حبال هذه البرامج لأن المشكلة الحقيقية التي قد لا تخطر على بال هؤلاء الشباب، هي انجرافهم وراء الشهرة والمال، مع أنهم لا يدرون الخطر الكامن في هذه النوعية من البرامج التي تعمل على تفريغ المجتمعات من قيمها وأخلاقها، بإشاعة قلة الحياء بين نسائها وشبابها». ويضيف «كان الله في عوننا، ومن المهم أن تعمل الأقلام الشريفة الواعية على فضحهم وتوعية الناس بمخاطرهم. تلك مهمة سامية للإعلام الوطني النزيه (...) وشكراً للكاتبة على انحيازها الدائم لقيم ومصالح المجتمع». القدوة السيئة من جانبه، يعتبر القارئ أحمد السعدي أن «خطورة هذه البرامج تكمن في تكوين قدوة سيئة لدى الشباب، لأن أصحاب هذه البرامج يصبحون نجوماً بين عشية وضحاها، وهو ما يجعل منهم قدوة يتأثر بها جيل الناشئة في المجتمعات، فتهبط المثل العليا عند أجيالنا، وهذا أمر سيقع شئنا ذلك أم أبينا، لأن الأبناء يشاهدون قنوات تنقل نقلاً مباشرًا لحياة مختلطة بين مجموعة من أشباه الرجال والنساء، وتنقل بالصوت والصورة سلوكهم الرخيص وغير الهادف، وغير البريء، وأكلهم ونومهم وكل شيء في حياتهم». ويتابع «إذا شاهد الشاب الذي ما زال دون مرحلة النضج الفكري الكامل هذه العناية بهؤلاء الأفراد، سيظن أنهم جاؤوا من كوكب آخر، وأن لهم مزية تجعلهم يستحقون هذا، فيحاكونهم ويعجبون بهم، وهكذا ينشرون الفساد في المجتمعات، كما أن الشريط المتحرك أسفل الشاشة يعزز هذا الإفساد فهو يحمل رسائل غرام لا تقل مجونًا عما تحمله الكاميرا».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©