دفع الشعب ثمن المبالغة في الدفاع، بعد التقدم بهدف على حساب الجزيرة، ليخسر في النهاية 1- 2، ويهدر التعادل على أقل تقدير، فقد لعب «الكوماندوز» بشكل «متوازن» في الشوط الأول، لكنه تراجع عن ذلك في الشوط الثاني بشكل كبير ليمنح لاعبي «الفورمولا» فرصة التحرر من أي ضغط، وليشارك بكل خطوطه في دعم المهاجمين، لإدراك الفوز الذي تحقق في النهاية.
ووجد لاعبو الشعب ومدربهم الروماني سوموديكا أنفسهم أمام «ترسانة» هجومية تضم أولييفيرا وفالديز وعلي مبخوت وبرادة، وهم الذين يجيدون التحرك في المساحات الخالية، وذلك مع نفاد اللياقة البدنية للاعبي «الكوماندوز»، وهو ما جعل الجزيرة يسجل هدفين خلال 10 دقائق ويهدر العديد من الأهداف الأخرى.
ضغط لاعبو الشعب على لاعبي الجزيرة بشكل جيد في الشوط الأول، ونجحوا في تحقيق هدفهم، ولو استطاعوا إكمال المباراة بالطريقة نفسها لما خسروا نقاطها الثلاث، خاصة أن الهجمات المرتدة التي كانوا يعتمدون عليها من خلال طريقة 4- 2- 3- 1، بوجود الفرنسي ميشيل لورنت في الأمام وخلفه سيلسكي وتياجو داسيلفا ووباي جوليوس، وفي الارتكاز عيسى علي وإبراهيم عبد الله أمام رباعي الدفاع أحمد عيسى وعيسى محمد وعلي ربيع وعبد الله صالح.
وافتقد لاعبو الجزيرة الطريقة المناسبة لتطوير الهجمات لوقت طويل من زمن المباراة، وذلك في ظل تركيز اللاعبين على تمرير الكرة لأقرب زميل دون هدف خططي محدد، ولذلك جاء التمرير عرضياً وإلى الخلف في معظم الحالات، ثم يكون التمرير إلى الأمام، وذلك دون وجود من يقوم بالاختراق والمناورة أمام ضغط لاعبي الشعب.
ولعب الإسباني لويس ميا مدرب الجزيرة معتمداً على طريقة 4- 2- 3- 1، ولكن الرباعي الهجومي فالديز وأوليفييرا وبرادة ومبخوت كانوا في حاجة لمن يصنع لهم الفرص ويبني الهجمات، خاصة أن طريقة لعبهم تجعلهم غير مكملين لبعضهم، لتشابه طريقة الأداء وغياب اللاعب القادر على إدارة العملية الهجومية، والاستحواذ وتطوير الهجمات والمناورة داخل منطقة الجزاء، والتحرك في الأجناب، وهذا لا يمنع الاعتراف بالقوة الهجومية للاعبين الأربعة، وهي فقط تحتاج إلى تعديل في شكل اللعب، ويحسب للاعبي «الفورمولا» ومدربهم اللعب للفوز حتى النهاية، وامتلاك القدرة البدنية، وأيضاً امتلاك الصبر أمام دفاع الشعب.
عدد اليوم
