السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لينا العيدروس: التصميم الجيد يجلب السعادة للمنزل

لينا العيدروس: التصميم الجيد يجلب السعادة للمنزل
24 يناير 2011 20:27
تستقبلك النباتات التي أخذت مكانها عند مدخل الفيلا كأنها تعبر عن حفاوة اللقاء، وتبث في النفس مفهوم الجمال والراحة في ردائها الأخضر اليانع ، لنلج إلى مشروع المصممة لينا العيدروس التي حاكت تفاصيل الفراغ بروح الكلاسيك الأصيل إلا أن الطراز الحديث لم يغادر ثراء المكان. فتستقبلنا بوابة ضخمة مقوسة الشكل من الخشب الماهوجني القاتم ذي خطوط ناعمة، وترتكز على جوانب البوابة أعمدة تعلوها زخرفة بسيطة من الحديد المشغول، وتقودنا هذه البوابة إلى بهو واسع، استطاعت المصممة أن تحد من اتساعه بوضع طاولة تعلوها فازة كبيرة. وتركن على الجهة اليسرى من المدخل آلة موسيقية قديمة أصبحت قطعة من الأنتيك وضعت كتحفة أنيقة يعلوها حيز من الفراغ في الجدار يضم في أحشائه مقتنيات وتحفا، ويقبع على جانبي هذه الآلة كرسيان من الخشب المطعم باللون الذهبي. تقول لينا العيدروس: هذه الفيلا تسير على نهج البناء القائم على الفراغات المفتوحة وهو الخط الهندسي الحديث الذي يجعل من المكان وحدة واحدة لا تتجزأ وتنقلنا من جزء إلى آخر بأريحية تامة كما أنها تمدنا بالاتساع وتخلو من الفواصل والجدران الذي يعوق الامتداد البصري، هنا يبدأ المصمم في وضع الحواجز الوهمية، من خلال مفردات الأثاث وقطع الديكور التي ترسم أبعاد المكان، فالتصميم الجيد والواعي المدرج لكافة متطلبات الفراغ إنما يبعث حقا على الرضا والسعادة ويجدد مفهوم النشاط والحيوية إلى جانب الراحة المطلوبة في كل بيت. مجلس السيدات يطل على الجهة اليمنى من المدخل مجلس للسيدات حيث روح الكلاسيك تنبض في تفاصيله، فاللون الماروني والذهبي يكسو هذا الفراغ، حيث تقول العيدروس: في هذه الجلسة طلينا الجدران باللون الأصفر ذي البريق الذهبي، وأدخلت اللون الماروني كي يمتص قوة اللون الأصفر، وتبرز قطع الأثاث ، حيث قسمت المكان إلى جزءين الجزء الذي يقع أمام مدخل المجلس كانت الجلسة عبارة عن كنب باللون الماروني المشجر محفور بالخشب، كما أضفت قطعا من الكنب باللون الأصفر السادة كل قطعة منها تتسع لشخصين ، وننتقل إلى الجزء الآخر من خلال درجين يؤديان إلى جلسة عربية الطراز على شكل L مارونية مشجرة أضفت جلسة مستطيلة الشكل، وتزين الجدران مرايا ضخمة بإطار خشبي قاتم هذه المرايا إنما تمنح المكان مدى واتساعا ولم يخل المكان من الرتوش وهي الاكسسورات وقطع الأنتيك التي يجب ان تكون حاضرة في مجلس السيدات كونها تخلق فخامة وأناقة ونعومة في الوقت ذاته. استغلال السلالم وتشير العيدورس قائلة: هذه الفيلا تتميز بالنظام الهندسي القائم على وجود سلالم جانبي المدخل الأمر الذي جعلني استغل الجزء والحيز الموجود تحت الدرج بطريقة وظيفية وفنية، فوضعت تحت أحد السلالم طاولة طعام وبعض أحواض النباتات التي تكسر حدة الجدران وتنشر الحياة في أرجائه. في حين نجد تحت السلم الآخر منظرا نطل منه على متحف ثري بمقتنيات فريدة لها قيمتها ووزنها، هذا المتحف هو عبارة عن جلسة صغيرة من الأنتيك تزينها بعض الصناديق القديمة المندوس التي كانت تستخدم في وضع زهبة العروس، وبعض الصواني التي علقت كخلفية لهذه الجلسة التي صنعت من الخشب المحفور ذي الطراز الهندي الذي يقدر عمره حوالي 130 عاما، وطاولة نحاسية وضع عليها بعض المقتنيات. فالأنتيك لها لغة تخاطب البصيرة، وتبوح بما تحمله من أسرار الحضارات التي حفرت على أخشابها وتركت بصمات الأزمنة و في طيات خشبها الذي حضرته الأيادي الماهرة حكايا الحنين، للأزمنة الغابرة فهي شواهد تجسد تواريخ حياة وثقافة وبيئة أخذت ملامحها من السنوات والعقود وربما القرون، فهي تحاكي تفاصيل الحياة اليومية التي نتعرف عليه من خلال استغلال مساحة وحيز من المكان لعرض هذه الأنتيكات التي تلعب دورا مهما في خلق بيئة فنية إبداعية ثرية، وكونها محطة تراثية يكون لها وقع واثر خاص في النفوس، وهذه المقتنيات ارتبط بها أجدادنا وكانت ضمن نطاق احتياجاتهم اليومية وعاشوا في وسطها واستخدموها في حياتهم، فلابد أن نحفظ هذا الإرث بأن نجعله يعيش بيننا من خلال هذه المقتنيات التي نعيد تألقها مجددا بطريقة أكثر أناقة وأصالة. صالة المعيشة أما صالة المعيشة التي تقبع في الجهة الخلفية من المدخل، فقد حملت عنوان الراحة والاسترخاء في تصميمه حيث اعتمدت العيدروس النمط الحديث في هذه الجلسة الممتدة على مساحة جيدة لتنطق بلغة الراحة والهدوء من خلال الكوشينات الوثيرة التي منحت الجلسة الغزارة والبساطة، والألوان الباردة التي تحاكي النمط الحديث حيث اللون الزهري السادة والبيج المشجر. وتشير العيدروس قائلة: البساطة والنعومة وفق منظومة الفن الحديث أجده عنصرا ملائما جدا لصالة المعيشة التي تعد محطة مهمة للجلوس وتبادل أطراف الحديث مع أفراد الأسرة على أن يجمع الاثاث بين الناحية الجمالية والعملية بحكم استخدامه بشكل يومي ، فهي تعتبر محطة أساسية لأصحاب المنزل ونقط التقائهم لذا وجب توفر فيها بعض الاشتراطات حتى يقوم هذا الفراغ بدوره الوظيفي على أكمل وجه. فالألون الهادئة تتسلل إلى النفس وتؤثر فيها بطريقة إيجابية، عدا عن نمط التصميم للجلسة الواسعة المريحة التي تجعل المرء يجلس لفترة طويلة دون ضيق أو ضجر. وقد ادخلت العيدروس بعض قطع الكراسي المفردة زهرية اللون مطعمة بالخشب لتعود بنا إلى النمط الكلاسيكي، إلى جانب كنب لشخصين باللون البيج المخضر، لتصل إلى التناغم بين قطع الاثاث في هذا الفراغ، فكسيت نوافذها التي تطل على حديقة خلفية، بستائر رومانية الطراز. وتتوسط هذه الجلسة طاولة عريضة صممتها العيدروس لتكون “فاترينة” تضم في أحشائها بعض المقتنيات من الفضيات كالأساور والعقود والأسلحة القديمة. فتضفي قيمة جمالية ووظيفية لحفظ المقتنيات التي تعتبر أرثا عائليا متوارثا قد يعود إلى مئات السنين. المطبخ العصري تفترش أرضية الصالة قطعة من السجاد حديث الطراز، تحد من مساحة الفراغ التي يطل عليه المطبخ العصري المفتوح حيث تشير العيدروس : من الضروري عند انتقاء وعمل نظام المطابخ المفتوحة أن تكون إطلالتها على صالة المعيشة أو الحديقة ، وبعيدة عن أماكن استقبال الضيوف، كما يجب اختيار أثاث المطبخ بحيث يتناسب مع الفراغ الذي يطل عليه ، حتى يتناغم مع روح المكان وتفاصيله، وعند استخدام المطبخ يفضل ان يتوفر فيه مراوح شفط قوية تسحب الروائح خارج المنزل، ويفضل ان يكون هناك مطبخ خارجي لاستخدامه في الطبخ . كما يمكن ان نزين جدران المطبخ ببعض اللوحات والمعلقات التي تحاكي ألوان صالة المعيشة ، ونزين أسطح الوحدات العلوية ببعض التحف التي تعبر عن روح المطبخ، وتثري تفاصيله وقد استخدمت في هذا المطبخ ذي الروح الكلاسكية خشب الزان المحفور بخطوط ناعمة لمنح المكان الدفء والفخامة. وبالرغم من أهمية عنصر الإضاءة في المطبخ إلا أن وجود المطبخ على مقربة من فراغات تتسلل إليها خيوط الشمس الذهبية وتبقى مضاءة طوال النهار من الأمور المفضلة، بأن تكون الإنارة طبيعية في فترة الصباح، وفي المساء لابد من الاستعانة بإضاءة تكون عادة مواجهة على دائرة العمل ويمكن أن تحاط بإضاءة خافته فتمنح المكان أجواء حميمية ساحرة. ولم يخل المنزل من النباتات التي تعتبر مصدر راحة وسعادة حيث تنشر سحرها بين المكان فتعيد للنفس الهدوء والراحة فتجلب الرضا وتجدد النشاط وان نختار النباتات الجيدة التي تتناسب مع شكل وحجم المكان، بأن تكون منسجمة مع لون وحجم الاثاث ومتناغمة في اللون مع شدة إضاءة المكان وان تكون أيضا منسجمة مع الأصيص والذي لابد ان يتوافق ويحاكي خامات الديكور.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©