السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

طبيب عائد من حلب: متشددون يخططون لـ«دولة دينية» في سوريا

10 سبتمبر 2012
باريس (رويترز) - حذر جاك بيريه الجراح الفرنسي وأحد مؤسسي منظمة “أطباء بلا حدود” الخيرية، والذي قام بعلاج مقاتلين في حلب، أن مقاتلين متشددين يسعون لتحويل سوريا إلى “دولة دينية”، تتزايد أعدادهم في صفوف المعارضة المسلحة المناهضة لنظام الرئيس بشار الأسد، ويعتقدون أنهم يخوضون “حرباً مقدسة”. وعاد بيريه من سوريا مساء الجمعة الماضي، بعد أن أمضى أسبوعين يعمل سراً في مستشفى بمدينة حلب المحاصرة. وفي مقابلة مع رويترز بشقته وسط باريس قال بيريه (71 عاماً) إنه على خلاف ما شاهده في زياراته السابقة إلى حمص وإدلب في وقت سابق العام الحالي، فإن نحو 60% ممن عالجهم هذه المرة كانوا من مقاتلي المعارضة نصفهم على الأقل ليسوا سوريين. وقال الطبيب “في الحقيقة كان ما رأيته شيئاً غريباً. إنهم يقولون بشكل مباشر إنهم ليسوا مهتمين بسقوط الأسد بل مهتمون بكيفية الاستيلاء على السلطة بعد ذلك وإقامة دولة إسلامية تطبق الشريعة لتصبح جزءاً من الإمارة العالمية..بعضهم كانوا فرنسيين من صغار السن ومتعصبين تماماً بشأن المستقبل الذي يأملون فيه”. ومن بين المقاتلين الأجانب شبان فرنسيون قال إنهم يستلهمون نهج محمد مراح وهو متشدد إسلامي من تولوز قتل 7 أشخاص في مارس الماضي، باسم تنظيم “القاعدة”. وقال بيريه إنه أثناء زياراته السابقة لسوريا في مارس ومايو الماضيين، رفض ما ردده البعض من أن المقاتلين الإسلاميين يهيمنون على المعارضة المسلحة، لكنه الآن مضطر لإعادة تقييم الوضع. وتعزز رواية الطبيب ما يتردد بشأن أدلة على أن الصراع ضد الأسد يجتذب فيما يبدو أعداداً أكبر من المقاتلين الأجانب، كثيرون منهم بدافع ديني. وتحدث بيريه عن علاج العشرات من هؤلاء المتشددين من دول عربية وكان بينهم على الأقل شابان فرنسيان. وقال “عالجت أيضاً عددا قليلا من المتشددين الفرنسيين الذين أصيبوا وتحدثوا بالفرنسية لهذا فهمنا بعضنا جيداً وكان الأمر مؤثراً للغاية..شبان متعصبون جداً”. وأضاف “أبلغوني ذات مرة أن محمد مراح نموذج يحتذى به”. وعلى مدى سنوات، عبر بيريه عن قلقه من أن المتطرفين الإسلاميين الفرنسيين الذين يسافرون إلى مناطق تفتقر لحكم القانون، سيعودون لتدبير وتنفيذ هجمات في بلدهم. وسافر مراح إلى أفغانستان وباكستان لتلقي تدريبات. وفي زياراته السابقة عمل بيريه في مستشفيات متنقلة لكنه قال إنه في هذه المرة كان يستقبل ما يصل إلى 40 مصاباً يومياً في مستشفى عادي تحت سيطرة المعارضة المسلحة في حلب. وأضاف انه كان عالج مدنيين أصيبوا أثناء وقوفهم في طوابير للحصول على الخبز في مركز تسوق عندما تعرض للقصف. من جانب آخر، قال بيريه الذي دخل سوريا عبر الحدود الشمالية مع تركيا، إن لديه أيضاً مؤشرات على أن أنقرة تحاول منع السوريين الفارين من عبور الحدود. وأشار إلى حقيبته التي يحمل بها أدواته الجراحية وحذاءه وملابسه الملطخة بالطين، وهو يقول إن القوات التركية غمرت منطقة ريحانلي الحدودية بالماء حتى تجعل من الصعب على اللاجئين عبور الحدود دون اكتشاف أمرهم. وأضاف “كان الأمر صعباً جداً في الآونة الأخيرة لأنه كان هناك الكثير من اللاجئين السوريين الذين ذهبوا إلى تركيا قرب ريحانلي ولهذا قرروا إغلاق الحدود ولأن هذا لم يكن كافياً لمنع تدفق اللاجئين، فقد فعلوا شيئاً حاذقاً..أغرقوا الحدود باستخدام العشرات من خزانات المياه. سكبوا آلاف اللترات من المياه وأصبحت الحدود الآن عبارة عن مستنقع ..”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©