شنت إيران أمس حملة ضد باكستان، متهمة إياها بتقديم الدعم للجماعات المسلحة المعارضة لضرب أهداف مدنية وعسكرية داخل الأراضي الإيرانية، وسط تقارير تفيد بأن العناصر المتورطة في هجوم جابهار تلقت تدريبات في باكستان. واعتقلت القوات الأمنية الإيرانية 8 متورطين في تفجير جابهار، فيما دانت الجامعة العربية وسوريا ولبنان وباكستان والاتحاد الأوروبي الاعتداء.
وقال وزير الداخلية الإيراني محمد نجار أمس إن جماعة إرهابية، تتلقى تدريبات خلف الحدود الشرقية المشتركة مع باكستان، هي التي قامت بالتفجير الانتحاري، الذي استهدف مصلين في مدينة جابهار الإيرانية. وأكد أن هذا الموضوع تتم متابعته وقد تم تنبيه المسؤولين الباكستانيين، ومن المقرر ممارسة المزيد من النشاطات في هذا السياق.
وأشار نجار إلى أن مجلس الأمن القومي الإيراني نظم جلسة حول الاعتداء الإرهابي في جابهار، واتخذ قرارات جديدة خلال اجتماعه، مضيفاً “نحن نتابع اعتقال العناصر الإرهابية الضالعة في الحادث”. ولفت إلى أن أدلة جيدة حيال هذه العملية الإرهابية قد تم الحصول عليها، مؤكداً أن وزارة الأمن اعتقلت بعض الأشخاص.
في السياق ذاته، اتهم نائب وزير الداخلية للشؤون الأمنية علي عبداللهي بعض المسؤولين في الحكومة الباكستانية بـ”تسهيل عبور الإرهابيين إلى إيران عن طريق تزويدهم بوثائق رسمية للعبور إلي إيران”.
وأضاف أن “هناك معلومات استخبارية إيرانية تفيد بأن هذه المجموعات المسلحة تلقت تدريبات كافية داخل باكستان وأن طهران نبهت الحكومة الباكستانية إلى هذه الحقيقة مراراً، لكن الحكومة لم تبد أي رد فعل إزاء التحذيرات الإيرانية”. وأكد أن زعيم جماعة عبدالمالك ريجي قد اعترف سابقاً بهذه الحقيقة.
من جانبه، دعا نائب رئيس لجنة الأمن القومي البرلمانية حسين إبراهيمي الحكومة الباكستانية إلى جمع وتفكيك ما سماه (بساط الإرهاب). وحذر من أن باكستان ستدفع الثمن غالياً إذا لم تقم بتلك الخطوات. وذكر الحكومة الباكستانية بأن إيران وقفت إلى جانبها في تقديم المساعدات في الفيضانات الأخيرة، ويفترض أن ترد باكستان على تلك الخطوة بالوقوف بوجه الإرهاب.
في السياق ذاته، دان إمام جمعة “أهل السنة” في إيران مولوي عبدالحميد إسماعيل زاهي في بيان الانفجار الإرهابي، الذي استهدف أمس الأول مصلين في مدينة جابهار، واصفاً إياه بأنه جريمة وحشية. وأكد أن “المساس بأرواح وأموال الشعب محرم وفقاً للدين الإسلامي”. ودعا أهالي محافظة سيستان وبلوشستان إلى اليقظة والحذر والحفاظ على وحدتهم من أجل إحباط المخططات التي تستهدفها. واعلن التليفزيون الإيراني نقلا عن مسؤول في الاستخبارات اعتقال 8 متورطين في الهجوم على مسجد في جابهار دون تفاصيل اخرى.
لكن باكستان دانت اعتداء جابهار أمس رغم الاتهامات الإيرانية، ووسط تقارير تفيد بأن العناصر المتورطة في هجوم جابهار تلقت تدريبات في باكستان.
وأعرب وزير الداخلية الباكستاني رحمن مالك في اتصال هاتفي مع السفير الإيراني لدى إسلام آباد ما شاء الله شاكري عن مواساته لأسر الضحايا. وقال إن أجهزة الاستخبارات الباكستانية على استعداد للتعاون مع نظرائها الإيرانيين للمساعدة في تعقب الجناة الذين ارتكبوا العملية الإرهابية.
تأتي تصريحات الوزير وسط تقارير تفيد بأن العناصر المتورطة في هجوم شابهار تلقت تدريبات في باكستان.
في غضون ذلك، دان الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بشدة الاعتداء الانتحاري الذي استهدف مسجداً بمدينة جابهار الإيرانية وخلف عشرات القتلى والجرحى.
كما دانت سوريا أمس “بقوة الاعتداء الإرهابي” في مسجد بجابهار في إيران. واستنكر رئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري تفجير جابهار وابرق معزيا الرئيس الإيراني.
ودان الاتحاد الأوروبي تفجيرات جابهار الإيرانية، وقالت كاترين آشتون الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد في بيان إنها تدين دون أي تحفظ هذه الهجمات التي أدت إلى مقتل العديد من الإيرانيين. وأشارت إلى أنه لا يوجد أي مبرر يسمح بشن مثل هذه الهجمات ضد مدنيين أبرياء تجمعوا في احتفال ديني.
عدد اليوم
