تراجع الأسهم الصينية رغم جهود الحكومة لتهدئة أسواق المال

بكين، طوكيو (د ب أ، رويترز) سجلت الأسهم الصينية تراجعاً جديداً أمس وذلك لليوم الثاني على التوالي رغم الجهود الحكومية الرامية إلى تهدئة المخاوف من تباطؤ ثاني أكبر اقتصاد في العالم. وقد بدأ مؤشر بورصة شنغهاي المجمع التعاملات منخفضا بنسبة 2,28%، ثم تراجع أكثر ليغلق متراجعا بنسبة 3,52% ويسجل 3005,17 نقطة. وقد أغلق مؤشر شينشن متراجعا بنسبة 4,98%، في حين تراجع مؤشر تشاينكست لأسهم شركات التكنولوجيا والشركات الصاعدة بنسبة 5,70%. وعانت بورصة شنغهاي من التقلبات الحادة في الأسعار خلال الأشهر الأخيرة مما أدى إلى سلسلة من الإجراءات الحكومية الرامية إلى تحقيق استقرار الأسعار وتطمين المستثمرين بالنسبة لقوة الاقتصاد الصيني. جاء تراجع أسعار الأسهم في أعقاب صدور بيانات حكومية يوم الأحد الماضي تشير إلى أن الناتج الصناعي نما بنسبة 6,1% أي أقل من التوقعات. يأتي ذلك فيما تعهد رئيس وزراء الصين لي كيه تشيانج بتخفيف القيود على الاستثمارات الأجنبية في أسواق المال الصينية وأكد قدرة الصين على تحقيق معدل النمو المستهدف. وقال لي خلال فاعليات منتدى دافوس الصيفي الاقتصادي الذي عقد قبل أيام في مدينة داليان: «حقيقة يتعرض الاقتصاد حاليا لضغوط تدفعه للتراجع.. لكن الاقتصاد الصيني لن يتعرض لحالة الهبوط العنيف أو الحاد». يذكر أن مؤشر بورصة شنغهاي فقد حاليا كل المكاسب التي كان قد سجلها منذ بداية العام الحالي. ويقول محللون إن الاقتصاد الصيني قد يعاني بشدة من أجل تحقيق معدل النمو المستهدف للعام الحالي وهو 7% من إجمالي الناتج المحلي في ظل ضعف نمو الاستثمارات وتراجع الصادرات. من ناحية أخري، أظهرت بيانات من وزارة المالية أمس أن الإيرادات في ميزانية الصين ارتفعت بنسبة 6.2% في أغسطس مقارنة مع الشهر نفسه من العام الماضي في حين قفزت النفقات 25.9% على مدى الاثني عشر شهرا. وأشارت البيانات إلى أن إيرادات الميزانية في الأشهر الثمانية الأولى من هذا العام زادت 7.4% عن الفترة نفسها من العام الماضي بينما ارتفعت النفقات 14.8%. من ناحية أخرى، ارتفع مؤشر نيكي القياسي للأسهم اليابانية أمس بعد أن اختتم بنك اليابان المركزي اجتماعا استمر يومين دون أي قرارات مفاجئة بينما ارتفعت أسهم شركات الأغذية إثر تقارير عن عملية اندماج بين اثنتين من كبرى شركات تصنيع اللحوم. وأغلق مؤشر نيكي على 18026.48 نقطة بارتفاع 0.3%. وأحجم بنك اليابان عن التوسع في برنامج التحفيز الاقتصادي بينما أبقى على خياراته السياسية المحدودة تحسبا لمزيد من التقلبات في الأسواق العالمية جراء الزيادة المتوقعة في أسعار الفائدة الأميركية. وتراجع مؤشر توبكس الأوسع نطاقا 0.01% ليغلق عند 1462.24 نقطة في حين هبط مؤشر جيه.بي.اكس-نيكي 400 بنسبة 0.04% إلى 13109.25 نقطة. وأبقى بنك اليابان المركزي سياسته النقدية بلا تغيير أمس لكنه حذر من أن الصادرات والإنتاج الصناعي لثالث أكبر اقتصاد في العالم يتضرران من تباطؤ الطلب في الأسواق الناشئة. وفي خطوة كانت متوقعة على نطاق واسع جدد البنك المركزي تعهده بزيادة القاعدة النقدية -أو النقود والودائع لدى البنك المركزي- بوتيرة سنوية قدرها 80 تريليون ين (664 مليار دولار) من خلال مشتريات السندات الحكومية والأصول العالية المخاطر.