الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

واقع القصة العربية وآفاقها في ندوة باتحاد الكتّاب

16 ديسمبر 2010 23:45
أقام نادي القصة في اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات في مقره على قناة القصباء بالشارقة مساء أمس الأول ندوة بعنوان “القصة القصيرة العربية.. واقع وآفاق” في جلستين قدّم في الأولى منهما الروائي الأردني محمد سناجلة ورقته “الواقعية الرقمية.. أدب لعصر جديد” وأدارها القاص والناقد عبد الفتاح صبري، أما الأخيرة فقدم فيها الناقد السعودي الدكتور عالي سرحان القرشي ورقته “القصة السعودية.. سؤال الرؤية والتشكيل” وأدارها الناقد العراقي الدكتور صالح هويدي. استهل محمد سناجلة ورقته بالإشارة إلى طبيعة “العصر الرقمي”، فأوضح أن البشرية قد دخلته أواخر القرن الماضي، وكان من نتائج ذلك ولادة أدب جديد أسماه “أدب الواقعية الرقمية”، وهو يقوم على نظرية أدبية جديدة ومختلفة تدعو إلى دمج الأجناس الأدبية في جنس واحد يختلط فيه الأدب بالتقنية، فتتخلى الكلمة عن موقعها الأساس لتغدو مجرد جزء من كل، بحسب ما قال. وفي سياق عرضه هذا لبعض خصائص الكتابة الرقمية قال “إن هذه الكتابة تعتمد على البعد التشعبي (الهايبرتكست)، وتستخدم على نحو مكثف مختلف النظريات والقوانين العلمية والرياضية، كما أنها بحاجة إلى وعاء جديد يحملها هو الوعاء الإلكتروني”. ثم استعرض في الجانب التطبيقي من ورقته تجربته في هذا النوع من الكتابة، وذلك من خلال روايته الرقمية “شات” التي تتحدث عن شخص يعيش حالة عزلة في إحدى الصحارى، لكن عزلته هذه سرعان ما يخترقها من خلال وسائل الاتصال الحديثة، لينتقل من الحياة الواقعية إلى الحياة الافتراضية، حيث ينسج شبكة من العلاقات الإنسانية المعقدة عبر الرسائل النصية، ومحادثات الماسنجر. والرواية مبنية بطريقة لا يمكن التعامل معها إلا من خلال شاشة الحاسوب، التي تقدم النص معززاً بجملة من التأثيرات الصوتية والبصرية، مع إحالات وارتباطات تشعبية تقطع المسار الخطي للعمل، وتنقل المتلقي بين الحين والآخر إلى عوالم أخرى تقتضي منه أن يكون عنصراً متفاعلاً في العمل. وفي الجلسة الثانية والأخيرة سلط الناقد الدكتور عالي سرحان القرشي الضوء على القصة السعودية وتاريخها وأهم ملامحها الفنية، فقال في هذا السياق “إن القصة من الفنون القديمة التي رافقت ظهور الإنسان، بل إن الوجود الإنساني هو وجود حكائي”. ثم أشار إلى أن القصة السعودية تشهد اليوم نهوضاً واسعاً، وقد بلغ عدد المجموعات القصصية الصادرة إلى الآن أكثر من (750) مجموعة، تتنوع موضوعاتها، وأساليب الكتابة فيها، وأدوات التعبير، وأشكال البناء. والقصة السعودية كانت في بداياتها أقرب إلى ما أسماه القرشي (المقال القصصي) الذي يهتم باللغة البيانية على حساب البناء، لكنها سرعان ما تجاوزت هذه المرحلة، واستقلت عن سواها من الفنون، وقدمت فهماً واضحاً لشروط القصة ومقتضياتها الفنية. ثم جاءت المرحلة الثالثة التي عبرت عن نزوع نحو التجريب، وحاولت الاستفادة من معطيات العصر الرقمي الجديد. ثم عرض الناقد للتغيرات التي تعيشها القصة السعودية في مزيد من التفصيل، وهي تغيرات طالت ـ بحسب تعبيره ـ كلاً من البناء السردي، وعالم القصة، واللغة السردية، وكان حريصاً على أن يقدم أمثلة لكل من هذه الجوانب من خلال نصوص اختارها لكتاب سعوديين ينتمون إلى أجيال مختلفة.
المصدر: الاتحاد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©