الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الطيران الاقتصادي يغزو السماوات المفتوحة

الطيران الاقتصادي يغزو السماوات المفتوحة
12 فبراير 2017 11:39
حسونة الطيب (أبوظبي) واجهت شركات الطيران الاقتصادي عند ظهورها لأول مرة في سبعينيات القرن الماضي عبر شركة ساوث ويست، السخرية من قبل شبكات الطيران والشركات الوطنية العالمية، باعتبارها ظاهرة تجارية هامشية لا ترقى لمستوى المنافسة ولا تشكل خياراً ناجحاً لهذه الشركات الراسخة. وفي ظل الزيادة المضطردة في عدد المسافرين عبر الجو، وسعات الحركة وإيرادات المبيعات خلال الثلاثين سنة الماضية، أثبت نموذج قطاع الطيران الاقتصادي، نجاحه للحد الذي تبنت العديد من شركات الطيران، سواء القائمة منها أو الجديدة، هذا النمط من الطيران. ورفع اتحاد النقل الجوي الدولي «إياتا»، توقعاته بشأن أرباح قطاع النقل الجوي العالمي من 35.3 مليار في 2015، إلى 39.4 مليار دولار في العام 2016، من عائدات تقدر بنحو 709 مليارات دولار، لتستمر وتيرة تحسن الأرباح للعام السادس على التوالي. كما ارتفعت العائدات من 369 مليار دولار في 2004، إلى 746 مليار في 2014، النمو الذي يُعزى معظمه لشركات الطيران الاقتصادي، التي تهيمن على 25% من سوق الطيران العالمية. وفي غضون السنوات العشر الماضية، زادت سعة شركات الطيران الاقتصادي في جنوب شرق آسيا، بما قارب ثمانية أضعاف، من 25 مليون مقعد في 2004، لنحو 200 مليون في 2014. وخلال الفترة نفسها، ارتفعت سعة الشركات الوطنية من 180 مليون، لنحو 260 مليون مقعد. وعلى صعيد السوق الأميركية المحلية، يعتبر الطيران الاقتصادي، أسرع القطاعات التجارية نمواً. وعندما لجأت الشركات الوطنية، لخفض عدد رحلاتها، اقتنصت شركات الطيران الاقتصادي الفرصة لملء ذلك الفراغ، لتحقق بذلك نمواً قدره 8% في العام 2014. وفي حين لم يتم سبر غور فضاءات شرق ووسط أوروبا حتى الآن، تلوح في الأفق بوادر إمكانية ولوج هذه الشركات، حيث تنشط في الوقت الحاضر شركتان فقط هما «ويز» و«ريان أمير». ولا يمكن إغفال الآثار الكبيرة التي انعكست على قطاع الطيران، جراء اختراق الطيران الاقتصادي لأجوائه، ما دفع شركات الطيران التقليدية، لخفض عدد الرحلات وإغلاق بعض المراكز واللجوء أيضاً لإلغاء خدماتها لبعض الوجهات. ولم يعد السفر مع هذه الشركات، يعني تقديم الوجبات الساخنة أو السماح بزيادة الأمتعة. كما لجأت بعض الشركات التقليدية الكبيرة، لإنشاء أفرع للطيران الاقتصادي بُغية مجاراة الأوضاع الراهنة وللمقدرة على خوض المنافسة، مثل ترانس أفيا التابعة لشركة أمير فرانس- كي أل أم، وجيرمان وينجز لشركة لوفتهانزا وغيرها. وأرغمت هذه المنافسة أيضاً، بعض الشركات للتحول من التقليدية للاقتصادية مثل، أمير لينجوس الأيرلندية. وفي غضون السنوات القليلة الماضية وفي ظل ارتفاع أسعار الوقود، بجانب بطء نمو الاقتصاد العالمي الذي انعكس سلباً على أرباح الشركات الكبيرة، نجحت شركات الطيران الاقتصادي وحدها في تحقيق الأرباح وتوسعة شبكاتها. وفي منطقتي آسيا والشرق الأوسط، حقق هذا القطاع نمواً قوياً خلال العقد الماضي، مع إشارات تدل على عدم توقف مسيرة التوسع. وحققت هذه الشركات في الشرق الأوسط، نمواً قدره 52% على مدى العقد الماضي، في الوقت الذي لم يتعد النمو السنوي للشركات التقليدية سوى 7% فقط. ويعود الفضل في نجاح شركات الطيران الاقتصادي، لنموذج العمل الذي يوضح أن التكلفة لا تتساوى مع السعر. ويتألف نموذج طيران ساوث ويست الأميركي، من انخفاض الأسعار وزيادة عدد الرحلات على نفس الخط واستخدام المطارات الفرعية، مع تقليل فترات التوقف والاستفادة من تشغيل الطائرة لأطول فترة ممكنة في الأسطول. وتسير شركات الطيران الاقتصادي الحديثة، على ذات نمط «ساوث ويست»، إلا أنه ونسبة لكثرة عدد الشركات المتنافسة في السوق، بدأت تظهر فروقات بين هذه الشركات. وفي أميركا، تقدم هذه الشركات برامج للمسافرين الدائمين، تشابه لحد كبير الخدمات التي تقدمها الشركات التقليدية. وفي أوروبا، بلغت حصة الطيران الاقتصادي من المقاعد المجدولة في صيف 2016، نحو 40% من واقع 38% في 2015. وتملك القارة نحو 168 شركة طيران، 45% منها شركات للطيران الاقتصادي. وفي حين تخطط بعض الدول لامتلاك شركاتها الوطنية الخاصة بها، يهدد ذلك بزيادة العدد الكبير بالفعل في أوروبا. وتحيد شركات مثل، ريان أمير وإيزي جيت، عن نمط الشركات التقليدية، بالطيران من مطارات رئيسية، مثل شارل ديجول في باريس، ودبلن ومانشيستر في بريطانيا. وبحلول 2024، من المتوقع استحواذ الشركتين على 35% من السوق الأوروبية الداخلية، مقارنة مع 22% في السنة الماضية. وانتعشت «ريان أمير» بشدة في الفترة بين 1992 إلى 1999، حيث تقدمت بطلب 45 طائرة بتكلفة قدرها مليارا دولار في أعقاب تحرير أوروبا للقطاع الجوي. ويقدر أسطول الشركة حتى العام الحالي، بما يزيد على 350 طائرة، تخدم 192 وجهة بقوة عاملة تتجاوز 9 آلاف موظف. وتقدر أرباح الشركة حتى الربع الأول من العام الجاري، بنحو 256 مليون يورو، من عدد ركاب يقدر بنحو 100 مليون من مختلف أرجاء القارة الأوروبية. أما «إيزي جيت»، التي يعود تاريخ تأسيسها للعام 1995، فلم تبدأ رحلة النمو إلا في العام 2002، بعد فتح محطة لها في مطار جاتويك في لندن. ويقدر عدد المسافرين بنحو 70 مليون سنوياً على متن طائراتها التي يتجاوز عددها 230 طائرة تؤم ما يزيد على 130 وجهة. ونجحت الشركتان، في الهيمنة على سوق الطيران الاقتصادي في أوروبا على مدى الثلاثة عقود الماضية، لتدخل «أمير شاتل» النرويجية، حلبة المنافسة خلال الخمس سنوات الماضية. وتخدم الشركة 18 وجهة في الوقت الحالي بين أوروبا وأميركا، حيث اتجهت لخدمة الخطوط الطويلة على عكس الشركات الأخرى، لتحتل بفضل ذلك المرتبة الأولى كأفضل شركة في العالم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©