الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الحلم الجميل والواقع المرير

7 أكتوبر 2014 22:15
بين الحلم والواقع فارق كبير، ولا يمكن للحلم أن يكون واقعاً، الا بالعمل والجد والاجتهاد الذي بحاجة إلى تخطيط وبرامج وتنفيذ والوقوف أمام كل التحديات التي تعترض الحلم ليصبح واقعاً. وليتنا لم نفق من الحلم الجميل الذي منينا به قبل المشاركة في دورة الألعاب الآسيوية الأخيرة التي استضافتها مدينة أنشنون الكورية على مدى أسبوعين، وسبقتها وعود مقرونة بحلم آسيوي جميل من خلال المؤتمر الصحفي غير المسبوق في تاريخ مشاركاتنا الآسيوية، واستعرضت الاتحادات المشاركة خلال المؤتمر استعداداتها وحظوظها من الغلة الآسيوية وسط تفاؤل غير مسبوق أيضا بحصيلة قد تصل الى عشر ميداليات ملونة وتأكيد اتحاد ألعاب القوى بتحقيق ثلاث منها على أقل تقدير. لا أدري على ماذا استند المؤتمرون في وعودهم؟ هل كانت قياسا بمستوى أبطال ومنافسي الدول المشاركة ونتائجها بين الدورتين؟، أم نتائج مشاركاتها في البطولات القارية والدولية؟، أم من واقع الخطط والبرامج غير المعتادة في مثل هذه المشاركات؟، أم أن بريق الكاميرات التي نقلت المؤتمر الصحفي شحذت الهمم لديهم وأطلقوا وعودا مقرونة بأحلام وردية بعيدا عن واقع النتائج والأرقام التي نألفها في الرياضات الفردية الرقمية، اذا استثنينا مشاركة كرة اليد التي جاءت بمثابة مكافأة على تأهلها لنهائيات كأس العالم في قطر العام المقبل. دخلنا الامتحان الآسيوي على أمل تحقيق ثماني من عشر أو الحد الأدنى لدرجات النجاح، ولكن أن نحقق أربع من عشر في المجموع العام، وواحدا من ثلاث في المادة التي اعتبرناها سهلة البلوغ وهي مادة ألعاب القوي، التي هيأنا ووفرنا لها أكثر من بقية المشاركين، فجاءت النتائج كارثية وصدمة لأصحاب الشأن قبل الشارع الرياضي، ولا أريد الإشارة الى ما جاء في تغريدة أحد المعنيين عن الإنجاز فهي تعكس واقع اللعبة، خاصة والرياضة عامة. بين الحلم الجميل والواقع المرير من المشاركة، ندعو اللجنة الأولمبية الوطنية والقائمين على الاتحادات التي شاركت ووعدت بعقد مؤتمر صحفي مشابه لاطلاع الرأي العام على أسباب الإخفاق وفتح المجال لوسائل الإعلام المختلفة للمشاركة والبحث عن الأسباب مثلما استعرضت أمام الملأ بالأدلة والبراهين أسباب الاخفاق أو الفشل الذريع والسقوط المدوي، وقد نعرف ممن كان قريبا من المشاركين وضليعا في معرفة سبب هذا السقوط لأنهم وحدهم من يعرفون أسبابه، فمن عايش البطولة عن قرب ليس كالذي تابعها عن بعد بسبب النقل الحصري الذي لم يكن متاحا للجميع باستثناء ما كان ينقله موفدونا من الإعلاميين المرافقين. الجهتان المسؤولتان عن الرياضة الحكومية والأهلية وفرتا ما استطاعتا وفق امكاناتهما المالية المتواضعة وأكملت الاتحادات المشاركة ما استطاعت بجهودها وشاركت أو أبدت رغبة المشاركة وفق قناعاتها وحظوظها من المشاركة التي بدأت بحلم تحقيق الإنجاز، الى سقطة لم يفيقوا منها الا بعد أن تبدد الحلم، وطارت الطيور المشاركة بأرزاقها وأسدل الستار عن البطولة بإنزال علمها الذي رفرف على سواري الميادين والساحات هناك وسلم للدولة المستضيفة للبطولة القادمة بعد أربع سنوات، وقد نكرر معها نفس النهج لأننا من المؤمنين بمواقفنا الثابتة التي لن نتزحزح عنها أبدا فالمحافظة على الإنجاز صعبة المنال لدينا وإن كانت مخفقة. كما بين الحلم والواقع.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©