الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

ملامح زينب حفني

20 ديسمبر 2006 01:41
إبراهيم مبارك لو كان بيدي توزيع الجوائز المشرقة والمغربة في الجزيرة العربية، والتي لا تعرف عادة الأزهار النابتة في هذه الصحاري الجميلة، ولا تعرف المبدعين الصاعدين تخوم الجمال، حيث لا تطيقهم الأجهزة الرسمية، ولا تشتهيهم أبواق الاعلام المسخرة، للمديح والتصفيق للغبار، وحدهم المبدعون أو النحاتون في ثنايا المجتمعات المحاصرة بألف سور وباب، ليس صحيحا أن الصحاري مقفرة على أصحابها، وليس صحيحا أنها لا تزهر أبدا· كما أنها بالتأكيد ليست معزولة عن هذا العالم المنفرج حتى التفسخ·· هذه القلاع الاجتماعية والحصون كثيراً ما يظن صناعها أنها تحجب النسمة والهواء النقي عن القابعين خلف أسوارها، وأن الحجر على التفكير والانطلاق إلى الآفاق البعيدة يقبض عليها سيد العطايا والنواهي بالنواصي والأقدام أو بالسلاسل والأقفال· ستظل الفراشات محلقة بعيداً وباعثة الفرح في ربوع حتى السجون المحصنة والأسوار والسياج الاجتماعي، الذي يتناسى أصحابه بعد أن يحكموا أقفالهم بأن النسيم والهواء سوف يتسرب من ثقوب لا يرونها، بل لا أحد يستطيع صنع حياة للناس كيفما يشتهي وحده· كاذبة هذه الأبراج والحراب المركوزة أمام البوابات العتيقة، ومخاتل هذا الحارس القابض على الماء أو الهواء، فهي متسربة لا محالة من بين أصابعه ونافذة إلى التربة التي تنبت من حيث لا يدري أشجار السنديان أو أشجار العليق المتسلقة للجدران عاليا، حيث النور والشمس· أقول لو كان بيدي أو أنني من أصحاب الجوائز المنتشرة الآن في الخليج العربي لقدمتها بطيب خاطر مع شكر كبير وتقدير مستحق للأديبة البديعة زينب حفني، صاحبة رواية ملامح، لا لشيء سوى أنني شخصياً أشعر بالسعادة والفرح لمقدرتها الإبداعية الرائعة في تقديم هذا العمل البديع (رواية ملامح)، وكذلك غوصها بصدق في ثنايا وخبايا المجتمعات الصحراوية في الجزيرة العربية على وجه الخصوص· هكذا بالتأكيد هو المجتمع في المكان الذي تدور فيه أحداث الرواية، وهذه هي الواقعية الجميلة في اقتناص الحدث، ويزين هذا الاختيار مقدرة كبيرة وفنية عالية ورائعة في أسلوب الرواية، وكأنها واحدة من الروائيين الكبار الذين قرأنا لهم منذ أزمنة طويلة، إنني أهنئ هذه المبدعة على الأسلوب الرشيق والروح التحررية المبدعة، وأيضا على الشجاعة والمقدرة على اختيار النص· لا يقدم عملا بهذا المستوى الفني والرؤيا الثقافية الواعية للتحولات الكبيرة في الجزيرة العربية غير مبدع ومثقف من الطراز المختلف، وأن تكون امرأة فهذا الأجمل والأروع، وإذا كانت هذه الطبعة هي الثالثة للرواية فإن القارئ والمتابع للعمل الروائي يستطيع أن يؤكد أنها تستحق الأكثر، إنني أشعر بسعادة خاصة لوجود مبدعة بهذا المستوى في الرؤيا والبعد الفكري والمقدرة على سحب القارئ إلى النهايات الجميلة لعمل متقن السبك وصادق في الطرح وتناول القضايا الاجتماعية المختبئة بين ثنايا المجتمعات العربية المقفلة على نفسها، بل المقفول عليها بسلاطين الجلادين والسلطة الأبوية المطلقة·· رواية ملامح للأديبة والروائية زينب حفني عمل مهم وتأكيد على صعود الرواية في الجزيرة العربية، وبالذات بقلم الأديبات وبعد قراءة هذه الرواية التي تقع في 160 صفحة جعلتني أجل هذه المبدعة الجميلة وأبحث عن أعمالها الأدبية التي أسعى إلى الحصول عليها حتى أقف على جواب لسؤال ثريا في الرواية: أمي من تعتقدين أنه يمنح الحياة للآخر، الرجل أم المرأة؟ moc.liamtoh@KARABuM_MIHARBI
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©