الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

قرار توقيف البشير يثير ردود فعل متباينة في السودان

قرار توقيف البشير يثير ردود فعل متباينة في السودان
7 مارس 2009 00:23
أحدث قرار المحكمة الجنائية الدولية بتوقيف الرئيس السوداني عمر البشير انقساماً في الرأي بين السودانيين ما بين الرفض القاطع لقرار المحكمة، والتعهد بتسليم رأس البشير للمحاكمة· وإذ أعلنت فعاليات حزبية وسياسية استنكارها للقرار ووقفتها مع البشير تعهدت إحدى الحركات المقاتلة في دارفور بالقبض على الرئيس وتسليمه للمحكمة الجنائية الدولية، فيما أكدت حركة ''العدل والمساواة'' التزامها بمواصلة مفاوضات الدوحة· أما الرأي العام السوداني فتجلى في مسيرات غضب استنكاراً لقرار المحكمة· الانشقاق السياسي تراجع مدير مكتب ''حركة العدل والمساواة في القاهرة محمد حسين شرف في اتصال هاتفي أجرته معه ''الاتحاد'' من الخرطوم عن موقف ''حركة العدل والمساواة'' الذي قال إنه ''لم يعد من الممكن التفاوض مع الحكومة السودانية بعد صدور مذكرة التوقيف''· وأكد شرف على ''جاهزية الحركة للذهاب الى مقر المفاوضات في الوقت الذي يتم تحديده من قبل الجهة المنظمة لها في الدوحة''· وكانت الحركة وقعت مع حكومة الخرطوم على ''اتفاق النوايا الحسنة وبناء الثقة'' في الدوحة الشهر الفائت· إلا أن سكرتير الشؤون السياسية في الحركة أحمد تقد لسان قال يوم صدور المذكرة، ''لا اعتقد أنه سيكون من الممكن أخلاقياً أن نتفاوض مع شخص ارتكب جرائم في دارفور وفقد شرعيته''· أما شرف فأكد أن ''قرار توقيف البشير لن يؤثر في سير المفاوضات لأننا نتفاوض مع الحكومة وليس شخص البشير''، مبيناً أن ''حركة العدل والمساواة'' تعكف منذ صدور قرار توقيف البشير على إجراء اجتماعات مكثفة في دارفور · بدوره أكد رئيس ''الجبهة الثورية المتحدة'' إبراهيم زبيدي أنه لن يتردد في القبض على البشير وتسليمه للمحكمة الدولية· وقال :''سنتعاون مع المحكمة الجنائية ونسلم البشير للعدالة ليأخذ القانون مجراه''· وأضاف أن ''البشير مدان بجرائم في دارفور، ولابد من تسليمه للعدالة، قواتنا على استعداد لتنفيذ قرار المحكمة وسوف نستخدم الآلية المناسبة التي تمكنا من القبض عليه''· ومن جانبه حذر مني اركو مناوي رئيس ''حركة تحرير السودان جناح مني'' من تسبب القرار في زعزعة الأوضاع الأمنية في السودان، مشيراً إلى إمكانية ''استغلال جهات'' لم يسمها لقرار المحكمة بخلق أوضاع مأساوية تؤخر المسيرة السلمية في السودان· وقال إنه على المجتمع الدولي أن يمضي لإيجاد حلول سلمية لمشاكل السودان بدلاً من ''التكالب على محاكمة رئيس الدولة''· ورغم الغموض الذي اكتنف موقف ''الحركة الشعبية'' من قضية توقيف البشير، جاءت تصريحات مسؤولي الحركة واضحة وحاسمة للأنباء التي راجت في الأوساط السياسية والإعلامية بشأن إجلاء ''الحركة الشعبية'' لوزرائها من العاصمة الخرطوم قبيل إصدار قرار الجنائية الدولية· وأوضحت الحركة في بيان لها أن قيادتها عادت إلى الخرطوم قبـــل إصـــدار الـــقرار وعلى رأسها رئيس الحركة الفريق أول سلفاكير ميارديت· وأوضحت الحركة أن ''كل وزراء الحركة الشعبية متواجدون في العاصمة القومية الخرطوم كما أن قيادة الحركة الشعبية قد عادت إلى العاصمة''· بدوره أتى موقف ''حزب الأمة القومي'' مؤكداً لتضامنه مع البشير· وأعربت مريم الصادق المهدي القيادية في الحزب عن أسفها لقرار المحكمة الجنائية الذي ''استهدف رأس الدولة ومفاوضات السلام الدارفوري في الدوحة''، مبينة أن القرار ''لا يخلو من مخاطر سياسية وأمنية واقتصادية''· مصطفى الجميل الناطق الرسمي باسم ''حركة مناوي جناح مناوي حركة تحرير السودان'' قال بدوره ''إننا باختلافنا منحنا الأجنبي فرصة مثالية للتدخل في شؤوننا الداخلية، وقد آن الأون لإغلاق كل المنافذ التي يستخدمها أعداؤنا لتمرير سياستهم والتحكم في سير الأمور في السودان''، مؤكداً أن القرار ''لا يستهدف البشير فقط بل هناك سلسلة طويلة من الأسماء لرؤساء أفارقة سيتم استدراجهم''· وأكد التزام الحركة بالاتفاقية التي وقعتها مع الحكومة وأنها ستمضي قدماً في مساعي توحيد الصف على جبهة إقليم دارفور· المواقف الشعبية المستنكرة عمت أرجاء واسعة من السودان تظاهرات تأييد للبشير منددة بقرار المحكمة الجنائية ورافضة التدخل الأجنبي في شؤون السودان والمساس برأس الدولة· ورفع المتظاهرون دمية لمدعي عام المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو على هيئة خنزير وصوراً لرئيس الجمهورية وهو يفتتح عدداً من مشاريع التنمية في السودان ولافتات تحمل عبارات ''لا رهان ولا مساومة على سيادة السودان''· وقال صالح عبيد (مواطن) : ''أختلف مع البشير في كثير من الأمور لكننا لن نسمح بتسليمه لأعداء السودان ولن نقبل بتمرير أجندة أي جهة خارجية لتنال من كبرياء السودان وعظمته''· وقال حمدنا الله عثمان أحد المشاركين في مسيرة تأييد للبشير في أم درمان: ''إنني على يقين بأن البشير سيخرج من هذه الأزمة وهو أكثر قوة جماهيرية وهذه فرصة مثالية لاختبار ولاء الناس لهذا القائد الذي أثبت صدق نيته في خدمة الوطن والخروج به من دائرة الفقر والحروب والتشرد إلى التنمية والتعمير إلا أن هذا لا يعجب الرجل الأبيض الذي يريد مواردنا لمواطنيه''· وأكدت فعاليات جنوبية شاركت في مسيرة ''نصرة البشير'' وقوفها ''الكامل'' خلف الرئيس السوداني ووصفت القرار بأنه ''محاولة لتقويض السلام وإشاعة الفتن والحروب في أرجاء البلاد''، مشيرين إلى أن أوكامبو ''ليس سوى دمية في أيدي دول أجنبية لا تريد الاستقرار للسودان''· وقال لوكا صمويئل إن الجنوبيين أدركوا أهمية السلام وحل القضايا بالطرق الدبلوماسية والسلمية بعيداً عن البندقية، ''لذلك فإننا ندعو أهل دارفور للاحتكام إلى العقل ونبذ القتال والنزاعات القبلية والركون إلى صوت الضمير من أجل نهضة السودان وقطع أواصر التدخل الأجنبي الذي يدرك كل سوداني أنه لايريد لنا السلام أو التنمية بل يريد ثرواتنا وأنه لا يساند الفرقاء في السودان من أجل نصرة الحق وإنما لتنفيذ مصالحهم الخاصة'
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©