الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

البصمة التراثية.. مبادرة أصيلة على طريق تعزيز الهوية

البصمة التراثية.. مبادرة أصيلة على طريق تعزيز الهوية
11 سبتمبر 2012
خولة علي (دبي) - رغبة في تعزيز الهوية الوطنية وتأصيلها في أعماق الأجيال، أرتأى المسؤولون في جمعية التراث العمراني إطلاق حملة البصمة التراثية، لصون التراث وحمايته في ظل الانفتاح والعولمة والاحتكاك بالثقافات الأخرى، وقد تفاعل معها 1500 مشارك، مؤكدين أهمية العمل على نشر الوعي التراثي والمورث الشعبي في منظومة الأسرة وتحفيز أفردها على الولاء والفخر بالوطن وقيادته، والحفاظ على اللغة العربية واللهجة المحلية، والتحلي بالأخلاق الحميدة، وتعزيز القيم المجتمعية، والحفاظ على التراث العمراني. والبصمة التراثية، كما أوضح راشد بوخش مدير إدارة التراث العمراني في بلدية دبي، هي كل عنصر ينتمي إلى هذه الأرض دون غيرها من ثقافة وقيم ومسكن وملبس، فمن خلالها يتحدد طابع هذا البلد وملامحه وهويته، التي لا بد أن تكون حاضرة بأشكالها وصورها كافة، وأن يعبر عنها الأفراد بمظهرهم وسلوكياتهم. وأضاف بوخش، من خلال التباحث وتسليط الضوء على بعض الجوانب السلبية التي نشاهدها في الحياة العامة، التي قد تؤثر بشكل مباشر على هويتنا الوطنية وتهدد وجودها بعد فترة من الزمن، أدرجنا بعض المظاهر والنقاط التي لا بد أن تعالج من خلال نشر الوعي الثقافي بين أفراد المجتمع، ومن هذه المظاهر السلبية: وضع اللغة العربية أو اللهجة المحلية، حيث نلحظ أن لغة الحوار بين الأجيال الحالية أصبحت هجينا ومختلطة بين مفردات عربية وأخرى أجنبية كذلك لغة الرسائل النصية، أصبحت لغة خاصة بتداولها الشباب فهي بمثابة شفره خاصة بهم، فلا بد أن تكون هنالك وقفة حقيقة، لإعادة الأمور إلى نصابها، وإزالة كل هذه السلوكيات الدخيلة على مجتمعنا، وتدعيمها بوسائل ربط الأجيال والشباب بروح وجمال هذه اللغة العربية التي لا يمكن أن تقارن بأي لغة أخرى باعتبارها لغة سماوية، وهي لغة القران الكريم. وقال، دورنا ينصب في توجيه الآباء وأولياء الأمور في تكريس جهودهم لتعزز قيمة اللغة العربية واللهجة المحلية التي لا بد أن تكون هي لغة الحوار في البيت مع أطفالهم، مشيراً إلى أن بعض الأسر لا تعي أهمية أن يحافظ المرء على هويته التي تعتبر بمثابة كيان لشخصيته ووجوده وتميزه بين الشعوب والثقافات الأخرى. بل أصبحت تنجرف خلف ما يسمى بالعولمة وعملية الاستنساخ الذي بدا يظهر بصورة جلية على أبنائهم بدعوى التقديم ومواكبة التطور، بمفهوم مغالط جداً للدور الجوهري لهذه المنظومة، وهو أخذ المفيد منه ونبذ كل ما يخالف منهجنا وقيمنا وأخلاقنا. ويتابع: السبب الآخر الذي على ضوئه شحذ طاقتنا إلى حمل سلاح هذه المبادرة، هو ظهور المظهر الغربي في حياة بعض أبنائنا وبناتنا، من حيث الملبس، فبعض الشباب اتجهوا إلى لبس الجينز والكاب، فهذه الملامح الغريبة عن مجتمعنا وعن هويتنا، هي ليست مسؤولية جهة معنية، إنما مسؤولية أفراد المجتمع. كما أشار إلى ملامح العمارة الغربية في المباني والمساكن الخاصة، البعيدة بهندستها وتفاصيلها المعمارية عن بصمة العمارة المحلية، التي ظلت لعهد قريب محصورة فقط في إطار المباني التاريخية القديمة والمتاحف الأثرية، حيث تفتقد روح وهوية هذه الأرض بطابعها ووجهها المعماري الأصيل، الذي يرسم طابعا معماريا فريدا، بتفاصيلها المستمدة من قيمنا وعادتنا. ويضيف بوخش، من الأمور التي قادتنا إلى اتخاذ هذا النهج، عزوف بعض أبناء البلد عن زيارة المناطق التراثية التي تعبر نبع وإرث هذا الوطن، فهي ليست مجرد مبان حجرية أو طينية، إنما هي الأصل والأساس والجذور، فهي تحمل في أحشائها كماً من المعلومات التراثية الثرية، التي يجهلها الكثير من الأبناء في الوقت الراهن، فلم تعد المواقع الثقافية من ضمن جدول اهتمامات الكثير من الأسر، على الرغم مما لدينا من المتاحف والمواقع التراثية، مؤكداً أهمية الانتماء للوطن، وتعزيز مشاركة الموطنين في الاحتفالات التراثية والاجتماعية التي تنظم من حين إلى آخر من قبل بعض الجهات الرسمية. وحول بنود هذه التعهدات التي تضمنتها مبادرة البصمة التراثية، قال بوخش إنها هنا تعهدات تم تدوينها ونشرها على وسائل الاتصال المحلية، والجهات والدوائر الحكومة وبعض المواقع الإلكترونية، رغبة في تعزيز وتذكير بعض الأسر بضرورة أن يتم غرس الهوية الوطنية بأشكالها كافة في الأجيال وربطهم بهويتهم وبجذورهم وخلق جيل مثقف بتاريخه وقيمه، بالإضافة إلى استخدام عناصر العمارة التقليدية، في الأبنية السكنية الخاصة أو العامة، والعمل على زيارة المتاحف والأبنية التاريخية والتراثية من خلال وضع برنامج شهري لزيارة هذه الأماكن واصطحاب الأبناء إليها لتعريفهم بهوية هذه الأرض، والتشجيع على المشاركة والوجود في البرامج والاحتفالات الوطنية التي تقدم الكثير من الفعاليات المفيدة لأفراد الأسرة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©