السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صبر جميل

15 سبتمبر 2015 22:36
البضاعَة التي تُباع لا تُرَد ولا تُستبدَل، عبارة اعتدنا قِراءتها على أبوابِ المحال التجارية.. كمعلومة مهمة على المُستهلِك النظر إليها بحذَرٍ شديد، فـإنّ بعض العِبارات تحتاج إلى أن تُـرَد وتُستبدَل بعباراتٍ أفضل قابلة للاستهلاك في الحياة اليومية كعبارة (للصبـرِ حدود)، التي أصبحت أسطوانةً للحياةِ اليومية الاستهلاكية.. الحياة التي ازدادت مُتطلباتها وزادت أعباؤها فهيَ مُهِمّة جِداً، واستهلاكيةً جِداً.. لسنا بحاجَة إلى مَزيد مِنَ العبارات القاتلة التي تُسقِطُنا مراراً.! فللصبر فنـون.! بما أنّنا اتفقنا على النقاط السابقة، لا بد أن نتفق على أن الحلول المطروحة لا تنفَذ جميعها، أغلبنا يعتمد حلاً واحداً مُحدداً ليحلّ به مُشكلة مُعينة أياً كان مجالها مُجتهداً في ذلك الحلّ باذلاً صبراً فيه حتى إذا فَشل الحل، كان السقوطُ المُرّ. إنني أُخاطبُ الإنسان الذي يمتلك حداً لا مُتناهياً من القُدرَةِ والأفكار البنّاءة التي من شأنها أن تمنحهُ الحياة المُريحة من حيث التفكير والتعايش مع اللحظات الصعبة، لكن الاختلاف يكون في الـ(كيفية) المُستخدَمَة في اتخاذ هذا الحلّ ومدى صلاحيته ومن هُنا نخرُج من قاعدة (للصبر حدود) متوجهين إلى قاعدة (للصبر فنون). إنّ البعضَ يُعلمهُ الفقد والألم أن يصير باعثاً فيمن حوله مفاهيم الصبر الجميل والرضا، بينما ينحني البعضُ الآخر للألم فيذبُل. ويبقى للصبر فنـون.! لأنَ الإبـداعَ يحتاجُ إلى صبـر، والبِنـاء والتعمير أيضاً بِحاجَةٍ إلى صبـر، التربيـة تحتاجُ إلى مخزونٍ كبير مِنَ الصَبر.. كما أنّ المرَض بِحاجَةٍ إلى صبر. لعلَّ الذي أنتقصَ مِن قيمَةِ الصبرِ أننا نستخدِمُها فقط عِندَ المُشكِلات التي نعجزُ عن حلِّها  أو عندَ التي لَم نستوفي فيها شروطَ الصبرِ الصحيح.! للصبـرِ حدود ابـتاعها تُجّار اليأس في أسواقِ الأماني التي لم تتحقق، ولَم يكتبوا على أبوابِ محالهم (أنها لا تُرد و لا تُستبدل) إنما هي سلبية مُميتَة اعتدناها.. بينما هناك في محال أصحاب الوجوه المُستبشِرَة نجِدُ (للصبرِ فنون) باسِمَةً وضاءة. ولله الحمد والمِنَّـة ما أتـى في قِصص الأولين وذكرتهُ آيات الذكر الحكيم، يحملُ فنون ومعاني وجماليات الصبر. نوف سالم - العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©