الأحد 5 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عبدالعزيز بن علي.. أعماله الضوئية تحصد إعجاب العمالقة

عبدالعزيز بن علي.. أعماله الضوئية تحصد إعجاب العمالقة
17 ديسمبر 2010 20:41
كان لوعورة نيوزلندا، وجبالها الشاهقة المكسوة بالجليد، وشلالاتها البديعة، وغاباتها الكثيفة الموشحة بحلة خضراء فهي أرض الخيال والطبيعة الساحرة أن ألهبت عدسة الفنان الفوتوغرافي عبدالعزيز بن علي، ليجد نفسه يتحدى هذه الطبيعة بتفاصيها المتنوعة، ويدون عبر رحلته تجربة مذهلة، اقتحمها بإصرار وتحدي ليصارع فيها الطبيعة بتضاريسها الوعرة، باعتلال جبال الجليد تارة والنزول إلى ضفاف الساحل تارة أخرى، مصوبا عدسته نحوها ليتحسس إبداع الخالق عزوجل، ويقتنص مفاتن الطبيعة، وليسجل أنجازاً آخر في سجل إنجازاته الحافلة بالكثير، نتوقف عند الفنان بن علي، ليميط اللثام عن هذه التجربة الفريدة التي خاضها منفردا. يقول الفنان عبدالعزيز بن علي: لقد وقع اختياري على نيوزلندا، جنة الأرض كما هو متعارف عليها وهي من المناطق ذات الطبيعة العذراء، فهي من ضمن ثلاث من مناطق العالم التي تشد إليها الرحال ومتعارف عليها بين مصوري الطبيعة وهي كندا، شمال أمريكا ونيوزلندا، والسبب يعود إلى تنوع تضاريسها وطبيعتها الساحرة النادرة التي لا يمكن أن تتكرر في مكان آخر من العالم، كما أن هذه الطبيعة لم يتدخل فيها يد أي بشر. إلى جانب أننا اطلعنا على بعض الأعمال التي التقطت من الفنانين العالميين والتي انحصرت في معظمها لمشاهد من الطبيعة في أمريكا، وكندا، أما نيوزيلندا فلا توجد لها لقطات كثيرة. وهنا استغل هذه الفرصة لتقديم شيء مميز للعالم حول هذا البلد . حيث ركزت في هذه الرحالة على مجالين من مجالات تصوير الطبيعة وهما المناطق الساحلية والجبال الجليدية. لحظة التأهب يضيف بن علي : إن الاستعداد لأي رحلة من الأمور التي لابد أن يقوم بها المرء حتى يستطيع أن يكون قادرا على التصدي لأي مشكلة قد تصادفه،وبما أنني سأخوض تجربة اقتناص بعض الصورة للطبيعة في أماكن تتطلب المزيد من اللياقة لتخطي وعورة تضاريسها، لذا خضعت لكورس تدريبي لتقوية البنية العضلية، وتعزز مدى مقدرة الجسم على تحمل المشاق وذلك بالتدرب يوميا مع مدرب خاص في مجال اللياقة البدنية حيث أخذ مني هذا البرنامج عدة شهور حيث تم التركيز على العضلات التي احتاجها في عملية التسلق والتخييم والتنقل بين الجبال والغابات المحيطة بها.. انتقادات وإحباطات يؤكد بن علي قائلاً: واجهت الانتقاد من الجميع، وطبعا الوالدة كانت من أشد المعارضين لهذه الفكرة، على عكس أبي الذي شجعني وزرع في الثقة والقوة، ولكن أوصاني بشيء واحد وهو الصلاة في وقتها، من بين أخواتي منهم المعارض والمؤيد، وأيضا أصدقائي الذين وجدت منهم الانتقاد ومعارضة الفكرة تماما، وهذا يعود إلى أمور كثيرة منها خطورة هذه الرحالة التي تتطلب قدرا من الحذر في اقتحام المجهول وتحسس تضاريس الطبيعة وبكل ما تحمله في أحشائها من بيئة مغايرة تماما عن بيئتنا، فكان هناك قدر من التخوف في اقتحام هذه التجربة، التي بحاجة إلى استعداد نفسي وجسدي من خلال التمتع بلياقة بدنية عالية، فضلا عن أن هذه الرحلة مرتفعة التكاليف حيث بلغت 75000درهم إمارتي للفرد. ولكن هناك بكل تأكيد أشخاص كان لهم الفضل بعد الله عزوجل، في دفعي قدما نحو غايتي، وعلى رأسهم الشيخ الدكتور عبدالعزيز بن علي النعيمي، الذي لم تكل سواعده يوما عن تشجيعي ودفعي لوضع بصمة تميزني في هذا المجال إلا وهو التصوير الضوئي، فأقف عاجزا عن شكره على جميع ما قدمه لي وما سيقدمه مستقبلا، عندها قررت أن أغامر وأخاطر بهذه التجربة . فتعلمت منها الكثير. مواقف ومصاعب يتوسع بن علي شارحاً: بالرغم من صعوبة التضاريس إلا أن إغراءات الطبيعة تشدنا لاختراق المصاعب والوصول إليها فمن المواقف التي مررت بها أثناء رحلتي في نيوزلندا وأثناء تجولي في الغابات وجدت شلالاً فاتناً ولكن للوصول إليه يتطلب قدرا من المخاطرة والنزول في منطقة ذات صخور زلقة، وقمت بالاستعداد لهذه الخطوة من خلال حمل عدتي وارتداء ملابس خاصة لمثل هذه الظروف وهممت بالنزل وما أن وصلت إلى منتصف الطريق حتى زلت قدماي ووقعت على إحدى الصخور، مما أدى إلى حدوث خلع في أحد عظام الكتف، ولكنني تفاديته بفعل اطلاعي على تجارب الآخرين في الطبيعة. وثمة موقف آخر، تعرضت له في محاولتي تصوير الشروق حيث توجهت إلى منطقة جبلية، وصعدت إلى قمة جبل شاهق حيث نصبت خيمتي، وعند الفجر حاولت الخروج من الخيمة فلم أستطع لهبوب عاصفة ثلجية في منتصف الليل أدت إلى تغطية معظم الخيمة بالثلج، فأعاقني هذا الأمر من الخروج وقد واجهت الكثير من المتاعب للتكيف مع العاصفة. تجربة تكللت بالنجاح يرى ابن علي :أن كل تجربة يخوضه المرء في أي مجالات الحياة لا بد أن تعود عليه بالفائدة ويحصد من خلاله الكثير من العلوم والمعارف، فكان المردود المعنوي كبيرا، ففي التجربة تقرب الفرد من الله تعالى حيث يدرك الفرد بأن نجاته من مواقف كانت ولابد من أن تفتك بحياته إنما هي رسالة من الرب بأن هناك من يسند ويراقب ويكتب الخير طالما كنا على تواصل دائم معه عزوجل، ثانيا.. خوض مثل هذه التجارب تزيد من ثقافة المرء عن كيفية التعامل مع التضاريس الوعرة والطبيعة وكيفية التكيف معها. وقد وصلت إلى ما كنت أرنو إليه من هذه الرحلة حيث نالت النتائج التي حققتها بين أحضان طبيعة نيوزيلندا الوعرة إعجاب عمالقة التصوير الضوئي في مجال اللاندسكيب على مستوى العالم، وحصدت أعمالي المراكز الأولى عالميا، إلى جانب حصولي على لقب أفضل مصور عربي في مجال تصوير الطبيعة على مستوى العالم.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©