الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

معرض «تفاحة» يجمع الرسم بالشمس ولوحات المستشرقين

معرض «تفاحة» يجمع الرسم بالشمس ولوحات المستشرقين
7 أكتوبر 2014 23:58
مجدي عثمان (القاهرة) يقام حالياً بمتحف الفن المصري الحديث معرض «تفاحة» للثنائي الفني رشا رجب وكريستوف نيكولاوس. و«تفاحة» هو عنوان أعمالهما المشتركة من فيديو بيروفورمانس وفوتوغرافيا، والتي تحدث عادة بطريقة عفوية، وبعض الأحيان تكون مقصودة، حيث يعتمد الثنائي على الاختلاف بين الثقافتين التي نشأ بها كل منهما، اختلاف بين الثقافة الأفريقية، والثقافة الأوروبية، بين مصر وألمانيا، النوبة وبافاريا، التضاد بين الأسود والأبيض، المسلم والمسيحي، وذلك من خلال امرأة تتحدث العربية، ورجل يتحدث الألمانية، وعادة ما يؤدي الثنائي مشاهد البيرفورمانس بالملابس البيضاء، إلا إذا كانت هناك فكرة يعملان ضدها. وفي هذا المعرض يقوم الثنائي رشا وكريستوف بتقسيم قاعة العرض إلى جزأين، حيث يدخل الزائر إلى الحجيرة الحمراء، والتي تحتوي على الأعمال التي أنجزها الثنائي كل على حدة، إلا أنها ترتبط فكريا بالفيديو بيرفورمانس المشترك المعروض بالجزء الثاني من القاعة أو حجيرة الفيديو. في القاعة الحمراء تعرض رشا رجب عدداً قليلاً من اللوحات ذات البعدين، والتي اعتمدت فيها على صور فوتوغرافية من البيرفورمانس الحي المسمى «حريم.. حريم» والذي أدته الفنانة في كل من القاهرة ولندن وميونخ وباريس، وتقول رشا: إن الفكرة تعتمد على لوحات المستشرقين في القرن الـ19، والتي تظهر رؤيتهم وتصويرهم للمرأة السمراء والبيضاء في أوضاع مختلفة، مثل لوحة «أولمبيا» لإدوارد مونيه، وإنها إستخدمت تلك اللوحات لتحولها إلى بيرفورمانس حي ثم أعادت تدويرها لتصبح لوحات تصويرية محملة برؤيتها الخاصة كفنانة معاصرة سمراء تضيف وتحذف منها ما تريد. ومن جانبه، يوضح كريستوف أن مشروعه الفني «رسومات الشمس» مشروع طويل ولم ينته بعد، ويبدأ الرسم بأن يمسك بيده عدسة مكبرة محاولا تجميع أشعة الشمس على ورقة بيضاء في نقطة واحدة لحرق خط مستقيم بعرضها، ويستمر في عمل تلك الخطوط العرضية، بحيث يفصل الخط عن الذي يليه «ملم واحد»، ورغم ذلك تخرج كل لوحة مرسومة بالشمس، من خلال العدسة المكبرة، وحركة يده على الورق مختلفة عن الأخرى طبقا لصفاء السماء وموقع الشمس، وقد نشأت فكرة الرسم بأشعة الشمس منذ العام 2001 وهي مستمرة حتى الآن، ولم يتغير فيها حجم الورقة التي دائما تكون من القطع المتوسط. أما في الجزء الثاني من قاعة العرض أو حجيرة الفيديو، فيعرض الثنائي الفني «تفاحة» مجموعة من الفيديو بيرفورمانس المشترك بين العامين 2013 و2014 في أسوان وسردينيا، والفيديو الأول هو بيرفورمانس تم أداؤه في سردينيا العام 2013، في مقبرة عامة من ثقافة النوراك التاريخية (بين القرن الـ18 قبل الميلاد والعام الثاني الميلادي)، حيث تم أداء البيرفورمانس في ذلك الموقع المملوء بالطاقة على ثلاثة مستويات (وقوف، رقود، جلوس) كتحية واحترام لمن عاش أو مات في ذلك المكان. وتضم تلك الحجيرة أربعة من الفيديوهات التي تم أداؤها في صيف العام الجاري في قرية غرب سهيل النوبية في الضفة الغربية من نهر النيل، بعد أن غاص الفنانان في هذا الجو، وأستوحيا منه تلك الأعمال متأثرين بالتاريخ الثقافي والروحي للمنطقة، والحضور المكثف للعناصر الأربعة (الشمس والهواء والماء والأرض) بالإضافة إلى قوة الطاقة العقلية المناقضة للقوة التقنية في أكثر الأماكن سحراً بثروتها من الأرض والبشر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©