الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«آي فون» تصميم أميركي وصناعة صينية!

«آي فون» تصميم أميركي وصناعة صينية!
17 ديسمبر 2010 20:52
مقولة “الصين مصنع العالم” أصبحت تتخذ أشكالاً متعددة تنطوي على قدر أكبر من الذكاء بعد أن أثبتت الصين أنها تمثل أرخص معمل لتجسيد الأفكار والاختراعات وتحويلها إلى أجهزة وأدوات. ويقدم جهاز الهاتف المحمول “آي فون” نموذجاً واضحاً عن هذه الظاهرة. فلقد جاء في دراسة تتعلق بأسباب العجز المتفاقم في الميزان التجاري للولايات المتحدة أن “آي فون” الذي تكفلت بتصميمه شركة “آبل” الأميركية، يندرج في الحقيقة ضمن قائمة “الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة”، وأنه يضيف ملياري دولار إلى قيمة العجز في الميزان التجاري الأميركي لصالح الصين. يقول تقرير نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” إن هذه الحقيقة التي كشفتها دراسة إحصائية حديثة، تعكس بحدّ ذاتها مدى التشويه والتحريف وسوء الفهم الذي تنطوي عليه البيانات التجارية المتداولة في أعلى مستويات صنع القرارات في الولايات المتحدة. ولقد وجد اثنان من الباحثين الأكاديميين أن “آي فون” الذي يعد من أكثر الأجهزة التكنولوجية مبيعاً حول العالم، كان أيضاً المساهم الأكبر في عجز الميزان التجاري الأميركي لصالح الصين. وقال الباحثان إن الأساليب التقليدية المعتمدة في تقييم أداء التجارة العالمية تستند على الأرقام المجرّدة، ولكنّها تعجز عجزاً كاملاً عن توضيح الظواهر المعقدة التي تنطوي عليها التعاملات التجارية الدولية وحيث تتنوّع البلدان التي يتم فيه تصميم وتصنيع وتجميع المنتجات التكنولوجية. ويترتب على هذا العجز تقديم “صورة مشوّهة” عن واقع التجارة العالمية، وإعطاء فكرة خاطئة عن المستويات الحقيقية لعجز الموازين التجارية بين الدول. ولقد أثبتت الدراسة الإحصائية أن “آي فون”، الذي يمثل فيها مجرّد نموذج مهمّ للبحث، يجب أن يصنّف في قائمة الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة وليس العكس، بالرغم من أن الجهاز مملوك لشركة “آبل” الأميركية، وأن معظم القطع والمكوّنات التي تدخل في تركيبه مصنوعة في عدة دول أوروبية وآسيوية. وتمثّل الصين المحطة الأخيرة لتجميعه وتعليبه وشحنه إلى مخازن شركة “آبل” في دول العالم المختلفة. وقد تتضح أسباب هذا التوجّه من خلال “فاتورة” توزيع تكاليف إنتاج وبيع “آي فون” التي توصلت إليها الدراسة والتي تشير إلى أن سعر الجملة العالمي للجهاز يبلغ 181.48 دولار، تقتطع منها شركة “هاي بريسيجن إنداستري” الصينية 3.6%لقاء عمليات التجميع والتعليب والشحن، أو ما يساوي 6.50 دولار عن كل جهاز. وقال ناطق باسم “المعهد الآسيوي للتطوير المصرفي” الذي تكفّل بإجراء هذه الدراسة، إن شركة “آبل” رفضت التعليق على هذه الأرقام والحقائق التي تنشر للمرة الأولى. وتكمن نتيجة اكتشاف هذه الحقائق في أنه حتى لو لم تساهم المنتجات ذات التكنولوجيا العالية التي يتم ابتكارها في الولايات المتحدة في زيادة حجم الصادرات الأميركية إلى العالم، إلا أن المشكلة لا تكمن في هذه النقطة بالذات، بل في الطريقة التي يتم بموجبها تقدير القيم الحقيقية للصادرات والواردات في عصر تشابكت فيه الأمور واختفت فيه الحدود الواضحة بين المصدّرين والمستوردين. وبالطبع، ليس “آي فون” الجهاز الوحيد الذي تنطبق عليه هذه الظاهرة، بل تكاد تمثّل توجّهاً عاماً معتمداً في العديد من الصناعات بما فيها صناعة السيارات وأجهزة التلفزيون والأدوات الكهربائية المنزلية وغيرها؛ ويمكن تلخيص هذه الظاهرة بشعار ترفعه الصين والهند والبرازيل وتايلاند وبقية الدول ذات الاقتصاديات الناشئة مفاده: “أنت تصمم وتبتكر ونحن ننفّذ الفكرة بأسعار منخفضة”. وفي هذا الإطار ذاته، أعلنت شركة “جوجل” بداية الشهر الجاري عن أنها ستدخل صناعة أجهزة اللاب توب لأول مرة بسلسلة من الأجهزة الجديدة. التي تعمل بنظام التشغيل “كروم أو إس” الذي ابتكرته وتتولى توزيعه في العالم. وقالت مصادر الشركة إن من المنتظر أن تتكفّل شركتا “إيسير” التايوانية و”سامسونج” الكورية الجنوبية بتجميع أجهزة اللاب توب الجديدة التي ستباع في الأسواق وهي موسومة بعلامة “جوجل” وتعمل بنظام “كروم أو إس”؛ وسوف يبدأ توزيعها في العالم في منتصف عام 2011.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©