الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«راينفلت»: السويد ستظل بلد التعايش

17 ديسمبر 2010 22:23
حث رئيس الوزراء السويدي، فريدريك راينفلت مواطنيه يوم الأحد الماضي على التسامح الديني، إثر الهجوم الإرهابي الفاشل الذي استهدف وسط العاصمة ستوكهولم، ليؤشر بذلك على تنامي خطر التطرف الإسلامي في منطقة الدول الإسكندنافية التي عرفت بهدوئها وسلامها. وشجب راينفلت ذلك الهجوم الذي قتل فيه الانتحاري الذي حاول تنفيذ عملية يوم السبت الماضي، باعتباره هجوماً على انفتاح المجتمع السويدي وتهديداً لإثارة التوترات الدينية في مجتمع تعيش فيه جالية مسلمة كبيرة. وقد حدث هذا الهجوم عقب تحذيرات أصدرتها مؤخراً خدمات الأمن السويدية من تنامي خطر المتطرفين الإسلاميين، كما تزامنت مع تحقيق تجريه سلطات الأمن النرويجية مع أحد الإرهابيين المشتبه بتخطيطه لشن هجوم على الجارة الدنمارك. وتبذل كل واحدة من الدول الإسكندنافية الثلاث جهوداً لمواجهة تنامي خطر التطرف في بعض أجزاء المنطقة التي تزداد فيها كثافة المهاجرين، في ذات الوقت الذي تحافظ فيه إسكندنافيا على تقاليد نظامها الليبرالي الاشتراكي. ولا تزال قوات الأمن السويدي تواصل جهودها لمعرفة ما إذا كان الانتحاري الذي حاول تنفيذ هجوم في وسط العاصمة ستوكهولم، في منطقة للمشاة، يكثر فيها المتسوقون لمناسبة أعياد الميلاد، قد خطط لهجومه منفرداً أم أن ما قام به كان جزءاً من خطة أوسع نطاقاً. وذكرت تقارير صحفية محلية أن قوات الشرطة تعتقد أنها حددت هوية الشخص المسؤول عن تفجير السيارة المفخخة، قائلة إنه مهاجر يبلغ من العمر 29 عاماً من جنوب السويد، وأن لاسمه علاقة بالسيارة البيضاء من طراز "أودي" التي استخدمت في الانفجار. ولم يسبب الهجوم الانتحاري الفاشل ولا انفجار السيارة المفخخة خسائر مادية كبيرة تذكر، باستثناء الدمار الذي لحق بمسرحي الجريمتين. وفي ذلك ما يشير إلى احتمال تنفيذ التفجيرات بمستوى القوة الكافية. وذكرت بعض التقارير عثور أجهزة الأمن على قنابل أنبوبية لم تنفجر وأكياس من المسامير قرب جثة الانتحاري القتيل. ومن رأي الخبراء أن الحظ ورداءة التفجيرات والقنابل المستخدمة في الهجومين، كانا عاملين رئيسيين في تخفيف الضرر والدمار الناتجين عنهما. ويذكر أن رسالة تهديدية كانت قد أرسلت إلى وسائل الإعلام السويدية قبل وقت قصير من تنفيذ الهجومين، حملت تحذيراً من أعمال انتقامية متوقعة رداً على استمرار وجود قوات سويدية في أفغانستان، وعلى نشر الصحافة السويدية صوراً كاريكاتورية مسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم رسمها أحد الرسامين السويديين. ولم تحدد أجهزة الشرطة بعد، ما إذا كانت الرسالة الإلكترونية التي دعت المجاهدين إلى تنفيذ عمليات على امتداد أوروبا كلها، ذات صلة بالهجومين اللذين نفذا. هذا وقد شددت الإجراءات الأمنية في ألمانيا وعدة دول أوروبية أخرى خلال الأسابيع القليلة الماضية، إثر تلقي تحذيرات من احتمال تخطيط بعض المتطرفين الإسلاميين لشن هجمات قريبة محتملة. وتأتي الهجمات الأخيرة التي شنت على ستوكهولم ضمن سلسلة من عمليات عديدة فاشلة شنها متطرفون إسلاميون على عدد من الدول الغربية، بما فيها محاولة تفجير سيارة مفخخة في ميدان تايم سكوير في قلب مدينة نيويورك في شهر مايو الماضي، ومحاولة سابقة مشابهة كانت قد أحبطت في مطار جلاسجو في عام 2007. لكن يجب القول إن الهجومين الأخيرين، هما أول عمل إرهابي متطرف من نوعه استهدف السويد التي طالما تباهت بالصورة الخاصة التي ترسمها عن نفسها باعتبارها واحة للاستقرار والأمن والسلام. وتجنباً لردود الأفعال الغاضبة على الهجومين، حث رئيس الوزراء راينفلت مواطنيه على عدم السماح لأفعال المتطرفين والإرهابيين بتقويض نمط الحياة السويدي. وفي هذا الصدد قال راينفلت: "سوف تظل السويد مجتمعاً مفتوحاً تتعايش فيه الكيانات الاجتماعية المتعددة المعتقدات والخلفيات الدينية والثقافية والعرقية جنباً إلى جنب". وتشير الإحصاءات السكانية إلى أن حوالي 10 في المئة من مجموع السكان البالغ عددهم نحو 9.3 مليون نسمة، هم من المولودين خارج نطاق أوروبا الغربية، وأن الكثيرين من هؤلاء هاجروا إلى السويد من عدة دول إسلامية. وقد أعقبت هجمات السبت الماضي، فوز حزب الديمقراطيين السويدي -وهو حزب يميني متطرف- بعدد من المقاعد البرلمانية للمرة الأولى في تاريخ السويد، في الانتخابات الأخيرة التي جرت قبل ثلاثة شهور، في مؤشر واضح على تنامي القلق العام على تزايد الكثافة السكانية للمهاجرين. وضمن ردود الأفعال على الهجومين، ندد القادة الدينيون السويديون بالهجومين وتعهدوا بتكثيف الجهود الرامية إلى الحد من خطر التطرف الديني. وعلى صعيد آخر، قال لارس أوهلي -زعيم الحزب الاشتراكي اليساري- إن على السويديين أن يحولوا دون استغلال العنصريين لهذين الهجومين لخدمة أجندتهم وأهدافهم الظلامية. وفي المقابل، اتهمت مدونات إلكترونية عديدة، لكتاب يمينيين، المؤسسة السياسية السويدية بإنكار فشلها في تحقيق التعددية الثقافية التي تدعيها. أندرو وارد- ستوكهولم ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبرج نيوز سيرفيس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©