الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«جماعة الجدار» تقدم تجارب تشكيلية متنوعة ومضيئة

«جماعة الجدار» تقدم تجارب تشكيلية متنوعة ومضيئة
17 ديسمبر 2010 22:24
الوجوه والملامح والموروث والمرأة ومفردات الطفولة والألوان كلها افكار تم تجسيدها في اعمال فنية تشكيلية بمعرض «جماعة الجدار» المقام حاليا في مقر مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية بدبي. ويشارك في المعرض الذي افتتح في الثامن من الشهر الجاري ويستمر لمدة عشرة أيام كل من الفنانة الدكتورة نجاة مكي، والدكتور محمد يوسف من الإمارات، وإحسان الخطيب ومحمد فهمي من العراق، وطلال المعلا من سورية، وأحمد حيلوز والدكتور عبد الكريم السيد من فلسطين. ويقدم الفنانون المشاركون الذين يعتبرون من أبرز التجارب التشكيلية التي كرست اسلوبها وتجربتها في الساحة الفنية المحلية والعربية، أحدث تجاربهم الفنية، ففي واجهة المعرض تتقدم أعمال الفنان الدكتور محمد يوسف التي يعود بها إلى عالم الطفولة ومفرداتها، من حيث العناصر والمكونات كالطيور والأسماك والمراكب الشراعية، ومن حيث البعد الطفولي في تشكيل هذه العناصر، إضافة إلى الألوان الزاهية التي تقتصر تقريبا على الأزرق بدرجاته والأبيض، ما يمنح المشاهد إحساسا برسومات الأطفال ومشاعرهم. وفي زاوية الفنان طلال معلا نتابع تجربته مع الوجوه والملامح، وخصوصا العيون، فنتوقف عند هذه الوجوه الضخمة بملامحها المشوهة، حيث العيون المطفأة، والألوان القاتمة، وتبرز في بعض الأعمال الرغبة في الكشف عن الخراب والقبح اللذين يصيبان العالم، ومن بين ما يبرز ثنائية الرجل المرأة في جدارية ضخمة، وبورتريه للفنان بصورته الطبيعية بين صورة لفتاتين عن يمينه ويساره بعيون ممحوة. وبدورها تستمر الفنانة نجاة مكي في استثمار الموروث وتناول موضوع المرأة، فهي ترسم كما لو كانت تنسج سجادة من ألوان السماء والبحر والصحراء، في خطوط تشبه خيوط السجادة. وحين تتناول النساء فهي تراهن في جموعهن بلا ملامح محددة، مجرد أجساد وكتل بأشكال وتكوينات غير محددة تدير ظهرها للمشاهد. ويقدم إحسان الخطيب تجربة لونية تجريدية بأبعاد تعبيرية، مستخدماً اللون كأداة وموضوع، عبر عواصف لونية متداخلة تعطي انطباعاً بالهياج والغموض، كما تخلق إيقاعها الموسيقي الخاص عبر الألوان الصاخبة والصارخة بحرائق الأصفر الأخضر والأزرق والبنفسجي. وقريبا من هذه التجربة نقرأ أعمال الفنان محمد فهمي الذي يعتمد اللون أساسا، إلى جانب استخدامه الحركة جزءا من خلق التوازن بين الكتل والخطوط وضربات الفرشاة العريضة والرفيعة. وعلى النقيض تأتي لوحة الفنان أحمد حيلوز بألوانها الداكنة والقاتمة محتشدة بالتفاصيل الصغيرة والأشكال التي تقسم اللوحة إلى أقسام عدة، فنشاهد فيها الكائنات والعناصر الغامضة، وتوهجات اللون بالتوازي مع قتامته في بعض المواضع، قبل أن نلتفت إلى عبارات كتبت بالإنجليزية بصورة غير بارزة. وفي تجربة الفنان الدكتور عبد الكريم السيد التي جاءت على شكل سلسلة من اللوحات تحمل عنوان «غربة» نلتقي بامرأة تائهة، يعتمد الفنان هنا على خلق صورة شبه هلامية للمرأة، وشبه تغييب لملامحها، مع تنويع في الألوان التي يتكون منها كيان المرأة، واختلاف في ألوان الخلفية، وكلها ألوان تجمع عناصر القوس ومفردات من الطبيعة، وتتميز بقدر من الهدوء. يعد هذا المعرض، والذي افتتحته الدكتورة فاطمة الصايغ عضو مجلس أمناء «مؤسسة العويس»، هو السابع في نشاط «جماعة الجدار» التي قدمت أول معارضها عام 1994 في أبو ظبي، ثم في الشارقة والقاهرة عام 1996، لتتوقف الجماعة لمدة 15 سنة بسبب اغتراب بعض أفرادها وتحصيلهم العلمي، حيث حاز شهادة الدكتوراه كل من نجاة مكي بعد دراستها في مصر ومحمد يوسف بعد دراسته في الولايات المتحدة، وحاز شهادة الماجستير كل من محمد فهمي وإحسان الخطيب بعد دراستهما في نيوزلاندا. وفي عام 2007 عادت المجموعة إلى نشاطها وقدمت معرضها الخامس في مؤسسة العويس، ومعرضها السادس عام 2009 في مجمع أبو ظبي الثقافي. وقد غاب عن معرضها الحالي بعض أعضائها بداعي الإقامة خارج الدولة. وبالنسبة إلى مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية فهي، كما جاء في كتيب المعرض «تنظم هذا المعرض بداعي حرصها على التنوع الثقافي ومن منطلق الأهمية التي باتت تشكلها الأعمال الفنية في الحياة الثقافية، وهي خطوة إيجابية للوصول إلى أكبر شريحة ثقافية –اجتماعية، حيث تمثل جماعة الجدار بتنوع أساليبها وتعدد مناخاتها طيفاً من التناغم بين اللوحة والمعنى، وهي بذلك تعطي المساحة الأوسع لحضور نمط ثقافي- معرفي في ظل اهتمامها بكل حقول الإبداع وانعكاساته الاجتماعية، ونظراً لتعدد المناخات الثقافية التي تتشكل منها فسيفساء المعرفة.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©