أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضرورة القيام بعمليات برية للقضاء على تنظيم «داعش»، معتبرا في رسالة ضمنية وجهها إلى التحالف الدولي خلال كلمة أمام اللاجئين السوريين في مدينة غازي عنتاب جنوب تركيا «أنه لا يمكن القضاء على هذا الإرهاب والرعب عن طريق القصف الجوي فقط»، ومحذرا من أن أشهرا مرت بدون تحقيق أي نتيجة ومدينة عين العرب (كوباني) السورية الحدودية على وشك السقوط بأيدي التنظيم.
وتزامن كلام أردوغان مع مقتل كردي بالرصاص خلال تظاهرة احتجاج في موش جنوب شرق تركيا للتنديد برفض الحكومة التركية التدخل عسكريا لمنع سقوط (كوباني) في ايدي «داعش».
ولم تتضح ملابسات مقتل الرجل البالغ من العمر 25 عاما، لكن صحيفة «حرييت» قالت «إنه أصيب بطلق ناري لم يعرف مصدره».
بينما قالت محطة «أن تي في» انه أصيب برأسه بقنبلة مسيلة للدموع أطلقتها الشرطة.
وقال الرئيس التركي إن بلاده أوضحت أن من الضروري اتخاذ خطوات إضافية لمواجهة «داعش»، وأضاف «لقد حذرنا الغرب، وكنا نريد ثلاثة أشياء.
.
منطقة حظر طيران ومنطقة آمنة موازية لها وتدريب المعارضين السوريين المعتدلين؛، وتابع «أن تركيا ستتدخل إذا حدث تهديد لجنودها الذين يحرسون موقعا تاريخيا في سوريا تعتبره أنقره أرضاً تابعة لسيادتها».
من جهته، قال رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو إن بلاده مستعدة للتدخل البري بسوريا في حال قام باقي الأطراف بدورهم في الحملة الدولية على تنظيم «داعش»، وأضاف في مقابلة مع شبكة «سي.
إن.
إن.
» الأميركية «مستعدون للقيام بكل شيء إن كانت هناك استراتيجية واضحة تضمن أن بعد داعش ستكون حدودنا آمنة.
.
نحن لا نريد قوات النظام بأن تكون على حدودنا لدفع الناس إلى تركيا ولا نريد منظمات إرهابية أخرى لتنشط في المنطقة.
.
إذا ذهبت داعش قد تأتي منظمة متطرفة أخرى».
وأوضح أوغلو «توجهنا يجب أن يكون شاملا وموحدا واستراتيجيا وليس فقط الرغبة بالعقاب وإرضاء الرأي العام، ليس معاقبة تنظيم إرهابي واحد بل كل التهديدات الإرهابية المستقبلية، إلى جانب الجرائم الإنسانية التي يرتكبها النظام»، وأضاف «لا ينبغي علينا الفصل بين سوريا قبل وبعد داعش.
.
منذ الأيام الأولى للصراع وحتى اليوم لا توجد أمة قدمت أكثر من تركيا لمواجهة هجمات النظام وداعش.
.
نريد إقامة منطقة حظر جوي وتوفير منطقة آمنة على حدودنا، وإلا فإن الحمل سيزيد على عاتقنا وعاتق الدول المجاورة».
ولفت إلى أن العمليات الجوية الأميركية في سوريا ضرورية، لكنها غير كافية، فهذه الغارات ضرورية من أجل عرقلة تقدم «داعش»، لكن إذا لم نطور استراتيجية موحدة فإننا حينما نقضي على ذلك التنظيم من الممكن أن تحل محله تنظيمات أخرى جديدة».
فيما كشف وزير الدفاع التركي عصمت يلماز أن بلاده طلبت من حلف شمال الأطلسي «الناتو» إعداد خطط احترازية، مشيرا إلى أنه سيتم تطبيق المادة الخامسة من ميثاق الحلف في حال الاعتداء على تركيا والتي تنص على أن أي هجوم أو عدوان مسلح على أي بلد من الحلف يعد اعتداء على جميع بلدانه وعليه يدخل نظام الدفاع المشترك حيز التنفيذ.
وإضافة إلى تظاهرات موش في جنوب شرق تركيا، شهدت إسطنبول وأنقرة وديار بكر أيضا تظاهرات للمطالبة بحماية مدينة كوباني من »داعش« تخللها مصادمات بين المتظاهرين والشرطة، لكن لم ترد بيانات حول اعتقالات محتملة أو إصابات.
وتظاهر مئات من الأكراد أيضا في عدد من المدن الأوروبية للفت الانتباه إلى الوضع المأساوي الذي تتعرض له كوباني.
حيث اقتحمت مجموعة من المتظاهرين مقر البرلمان الهولندي في لاهاي.
بينما نظم متظاهرون آخرون وقفة تضامنية في مطار العاصمة البلجيكية بروكسل، واقتحم متظاهرون أكراد مبنى إذاعة غرب ألمانيا في مدينة دوسلدورف ومبنى الإذاعة الخارجية الألمانية في مدينة بون.
وتجمهر في برلين حوالي 600 كردي.
كما تظاهر العشرات في مطار رواسي شارل ديغول قرب باريس تضامنا مع الأكراد في سوريا.
(عواصم - وكالات)
عدد اليوم
