بعد اختيار ستيفن إيلوب رئيساً تنفيذياً جديداً لشركة نوكيا كورب اتخذ أول قراراته المهمة، بل ربما يكون القرار الأهم لمستقبل نوكيا عملاقة الهواتف المحمولة. قرر ستيف أن تتبع شركة نوكيا استراتيجية نظم تشغيل مستقلة بدلاً من استخدام نظام تشغيل شركة جوجل المسمى اندرويد.
وفيما تروج نوكيا لنظام تشغيلها الجديد المسمى ميجو Meego في مؤتمرات أوروبية موجهة الى مطوري التطبيقات تسعى في ذات الوقت الى إنقاذ حصتها المتضائلة في بعض أسواقها الكبرى وفي الولايات المتحدة والتي تقلص فيها نشاط نوكيا في مجال الهواتف الذكية نتيجة انتشار آي فون (من صنع آبل) وأيضاً نظراً لنجاح منصة اندرويد (من جوجل).
كذلك فإن نجاح جوجل السريع التي أصبحت منصتها اندرويد ثاني أكبر نظام تشغيل هواتف ذكية في العالم خلال عامين اثنين أثار سؤالاً آخر يطرحه المستثمرون والمعنيون بهذا المجال هو: هل من مصلحة نوكيا إلغاء منصاتها المستقلة والانضمام الى نظام تشغيل اندرويد؟.
وقال حكيم كريوت مدير المحافظ في جريجسي آند اسوشيتس إنك التي تدير أسهم نوكيا: “كان في إمكان نوكيا أن تصدر نظام تشغيل مثل اندرويد منذ فترة، ولكنها مضطرة حتى الآن الى استخدام نظام تشغيل اندرويد”.
وأضاف : إن قرار إيلوب بالتمسك بنظامي ميجو وسيمبيان، وهو عبارة عن برنامج سوفتوير تعتزم نوكيا الاستمرار في استخدامه في هواتفها الذكية المتوسطة يوضح المأزق الذي تواجهه الشركة في مسعاها الى المحافظة على ريادتها.
ورغم أن استراتيجية استقلال نوكيا يضعها في موقف المنافس مع جوجل التي تترسخ قوتها علي نحو متزايد فإن انتشار الهواتف الذكية أجبر شركات تصنيع الهواتف المحمولة على تمييز منتجاتها وتحقيق أرباح بشكل متزايد من خلال برامج سوفتوير تقوم هلي نفسها بإصدارها. وإذا استخدمت نوكيا اندرويد أو منصة أخرى فمن المرجح أن يعمل ذلك على تقليص أعمال نوكيا في مجال الأجهزة. كما يزعم البيرتو توريز نائب رئيس نوكيا التنفيذي بأن ذلك سيحد من قدرة نوكيا على تمييز هواتفها الذكية بابتكارات جديدة، الأمر الذي سيفيد نشاط بحث جوجل على حساب نوكيا.
وفي إشارته الى شركات تصنيع الهواتف المحمولة الأخرى التي تستخدم اندرويد قال ألبيرتو في مقابلة خلال مؤتمر مطوري البرمجيات في دبلن: “إن استخدام برمجيات الغير لا يتيح مجال الابتكار وهذا ما تقوله أيضاً الشركات الأخرى التي تستخدم اندرويد”.
يذكر أن نوكيا كثفت استثمارها من أجل اللحاق بآي فون واندرويد من خلال استحداث منصة خاصة بها ومجموعة من خدمات البرمجيات تحت اسم أو في Ovi بما يشمل استحواذها عام 2007 على شركة نافتك Navteq التي تصدر الخرائط الرقمية مقابل 8.1 مليار دولار والتي تنافس خرائط جوجل.
أما مشكلة نوكيا الكبرى فتتمثل في نظام تشغيل سيمبيان الذي لقي الكثير من الشكاوى من مستهلكين ومطوري برمجيات زاعمين أنه صعب الاستخدام بالمقارنة مع اندرويد، حيث تراجعت حصة الهواتف المتحركة المستخدمة لنظام سيمبيان الى 37 في المئة من السوق في ربع السنة الثالث من 45 في المئة من عام واحد مضى بحسب جارتنر. وفي ربع السنة ذاته صنعت شركات هواتف محمولة مثل موتورولا إنك وإتش تي سي كورب 20,5 مليون هاتف تعمل على نظام اندرويد ما يشكل ربع سوق الهواتف الذكية العالمية بزيادة نسبتها 3.5 في المئة عن عام مضى.
ولمعالجة المشكلة ينشغل ايلوب في تسهيل تطوير تطبيقات باستخدام نظام تشغيل سيمبيان.
فبعد خمسة أسابيع من تعيينه خلفاً لمدير عام نوكيا السابق أولي بيكا كالاسفيو في سبتمبر الماضي قال مدير مايكروسوفت السابق إن نوكيا ستستخدم برنامج سوفتوير اسمه كيوت Qt لإصدار تطبيقات لهواتفها.
وتتيح كيوت (وهي تكنولوجيا استحوذت نوكيا عليها في عام 2008) لمطوري البرمجيات إصدار تطبيقات على نحو أسهل وأسرع في أول الأمر ثم تجعلها تعمل على عدد من نظم التشغيل التي تضم سيمبيان وميجو.
نقلاً عن وول ستريت جورنال
ترجمة عماد الدين زكي
عدد اليوم
