غزة-علاء المشهراوي :
ساد التوتر قطاع غزة أمس بعد مقتل ناشطين فلسطينيين من حركة ''فتح'' فجر أمس وجرح أكثر من عشرة آخرين خلال اشتباكات مسلحة بعد ساعات على اعلان تهدئة شاملة بين ''فتح'' و''حماس''·جاء ذلك فيما أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أنه لا يعارض استئناف الحوار مع حركة ''حماس'' بشأن تشكيل حكومة وحدة وطنية بالرغم من قراره الدعوة إلى انتخابات مبكرة·ودعا عباس الفلسطينيين إلى ''التحلي بالمسؤولية وضبط النفس'' كي يعود الهدوء إلى قطاع غزة·وأضاف عباس :''أنا على ثقة بأن الجميع يريد أن يقوم الأمن والأمان واحترام القانون لكي نسمو بأهدافنا بالتحرر والاستقلال''· واندلعت أعمال عنف واشتباكات مسلحة وسط مدينة غزة خلال تشييع عضوين من فتح هما محمد ومحمود دغمش كانا قد قتلا في اشتباكات وقعت فجر أمس بين عناصر من القوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية وعناصر من حركة فتح في شارع الثلاثين وحي الصبرة·وقام بعض المسلحين بإحراق أربع سيارات تابعة لشركة توزيع الكهرباء بمدينة غزة، واقتحموا مقر الشركة بحجة البحث عن مسلحين يشتبه أنهم قاموا بقتل أبناء عائلة دغمش·
وقد أطلق المسلحون النار بشكل عشوائي حيث أصيب ثلاثة مواطنين بجراح وصفت بالمتوسطة في وقت هرعت فيه سيارات الدفاع المدني لاطفاء النيران التي اندلعت في السيارات·
وكان محمد ومحمود دغمش قد قتلا وأصيب 11 شخصاً خلال اشتباكات عنيفة وقعت فجر أمس بين عناصر من القوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية وعناصر من حركة فتح ·وأكدت مصادر طبية أن عدد الجرحى في الاشتباكات بحي الصبرة وصل إلى ثمانية بينهم ثلاثة بحالة الخطر·
كما أكدت المصادر الطبية إصابة ثلاثة مواطنين آخرين بجراح مختلفة في شارع الوحدة بالقرب من تجمع المحاكم وسط مدينة غزة·وأفاد شهود عيان أن الاشتباكات كانت دامية وعنيفة، فيما عمد مسلحون إلى تفجير منزل يعود لعائلة صبرة، حيث جاء الدمار على المنزل بالكامل وأدى إلى تدمير مخزن للاخشاب والدهانات الزيتية يعود لذات العائلة·
يذكر أن هذه الاشتباكات جاءت بعد ساعات قليلة على اعلان وزير الداخلية سعيد صيام عن هدنة شاملة تدعو لوقف اطلاق النار وسحب المسلحين من الشوارع والتي دخلت حيز التنفيذ في الساعة الحادية عشرة من مساء أمس الأول ·وكانت حركتا ''فتح'' و''حماس'' اتفقتا برعاية مصرية على وقف النار خلال اجتماع في مقر السفارة المصرية في قطاع غزة، بحضور جميع القادة الأمنيين ووزير الداخلية سعيد صيام، والذي أعلن في مؤتمر صحفي، عقب الاجتماع أن الاتفاق تضمن سحب جميع المسلحين من الشوارع وانهاء مظاهر التأزم· على ان تتولى وزارة الداخلية مهام الأمن الداخلي·وإعادة انتشار القوة التنفيذية الى مواقعها· ورفع جميع الحواجز التي وضعت مؤخرا·وتشغيل غرفة عمليات مشتركة، تضم مسؤولين من الأمن الوطني والداخلية· وتشكيل لجنة تحقيق محايدة، للتحقيق في الأحداث بدءًا من حادثة المعبر·
وبدوره أمر الرئيس الفلسطيني محمود عباس بسحب جميع عناصر الأجهزة الأمنية من الشوارع، والعودة الى مواقعها، وانتشار الشرطة فقط لضبط الأمن·وطالب خلال مؤتمر صحافي عقده في رام الله جميع الأطراف الى الالتزام بالاتفاق الذي تم التوصل اليه، مثمنا دور الوفد المصري في التوصل اليه·وتنفيذا للاتفاق انسحبت الشرطة التابعة ل(حماس) والقوات الموالية للرئيس الفلسطيني من شوارع غزة أمس مع سريان وقف جديد لاطلاق النار لمنع الفلسطينيين من الانزلاق الى حرب أهلية·
من جانبه أعلن الأمين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي اكمل الدين احسان اوغلو ان الوساطة التي يقوم بها بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء اسماعيل هنية حققت ''انفراجا'' في الأزمة الفلسطينية الداخلية·وقال للصحافيين عقب لقائه الثاني مع عباس خلال اقل من 24 ساعة في رام الله ''المهمة نجحت · الطريق المسدود انفرج وهناك افكار سياسية لاستكمال الحوار بشأن انشاء حكومة وحدة وطنية، الجميع اكد لي بأنه سيكون هناك تحرك قريب لبدء الحوار الداخلي''·وقال اوغلو ''عدت اليوم للقاء عباس، حيث استكملت معه النقطة الثالثة وهي بدء الحوار لتشكيل حكومة وحدة وطنية''·
واشار الى أهم النقاط التي تم التوافق عليها من قبل هنية وعباس، والمتمثلة في الاعلان عن وقف اطلاق النار في غزة، إضافة الى تشكيل لجنة تحقيق في الاشتباكات الداخلية برئاسة منظمة المؤتمر الاسلامي·
وحسب اوغلو فان عباس وهنية وافقا على تشيكل لجنة تحقيق خماسية، مكونة من قاض ينتدبه عباس وقاض آخر ينتدبه هنية وثلاثة قضاة تختارهم منظمة المؤتمر الاسلامي·
عدد اليوم
