الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

"الخيانة الافتراضية".. قنبلة موقوتة تهدد الحياة الزوجية

"الخيانة الافتراضية".. قنبلة موقوتة تهدد الحياة الزوجية
24 سبتمبر 2011 11:56
أصبحت "الحياة الافتراضية" عبر الإنترنت سبباً جديداً لانهيار الأسر في العالم، آخرها قصة النائب الأميركي أنطوني وينر الذي استقال من الكونجرس بعد الكشف عن إرساله صوراً فاضحة لفتيات عبر حسابه الشخصي بـ"تويتر" خلال يونيو الماضي. هذه الخيانة قد تسامح فيها بعض الزوجات مثل زوجة وينر والبعض الآخر لا يتسامح.. فالخيانة أصبحت لها أشكال مختلفة أحدها في أيامنا هذه "الخيانة عبر الإنترنت". تؤكد أحلام، إماراتية متزوجة منذ 6 سنوات، أنها تسمع كثيراً من خلال صديقاتها عن خيانة أزواجهن عن طريق الإنترنت سواء عن طريق مشاهدة أفلام إباحية، وهي أقل أنواع الخيانة حدة من وجهة نظرها، وصولاً إلى إقامة علاقات غير شرعية عن طريق الإنترنت. وترجع أحلام هذه التصرفات المشينة من قبل الزوج إلى عدة أسباب أهمها ضعف الوازع الديني لدى كثيرين، وثانيهما الفراغ العاطفي، فقد يكون الرجل متزوجاً، ورغم ذلك هناك ما يعكر صفو علاقته بزوجته، ومن ثم يلجأ إلى الإنترنت كوسيلة لإشباع. كامل محمود، سوري متزوج منذ 12 عاماً، أعرب عن غضبه بشدة من قصر قضية الخيانة الإلكترونية على الرجال فقط، حيث يؤكد أن هناك زوجات كثريات يتعرفن عن طريق الإنترنت على رجال ويتطور الأمر من الدردشة فقط دون علم الزوج إلى ماهو أبعد من ذلك، حيث إن الخطأ سواء، وكلا الطرفين ذوي النفوس الضعيفة من الممكن أن يقع في براثن هذا النوع من الخيانات. أم سلمى، مصرية متزوجة منذ 5 سنوات، تشير إلى أن خيانة الإنترنت قد أصبحت موضة هذه الأيام من قبل الرجال خاصة، وأنهم لا يعتبرونها خيانة، حيث لا يحدث اتصال جسدي. وتشير إلى أنها قد عايشت ذلك قبل عام عندما اكتشفت أن زوجها يتطرق في أحاديث مع أخريات إلى أمور خاصة جداً واكتشفت ذلك بالصدفة عن طريق صفحة "فيسبوك" الخاص بزوجها، وكاد الأمر يتطور بينهما إلى الطلاق لولا تدخل الأهل. وتتفق معها حصة، (إماراتية) وتقول إن الأمر صار نوعا من الموضة في الفترة الاخيرة لدى كثير من الأزواج بين الأفلام الإباحية والتعرف على فتيات عن طريق الإنترنت. وترى أن أفضل حل ليس المواجهة لأن هناك رجالاً قد عنيدين بشكل كبير، ويعتبرون مصارحتهم نوعاً من إحراجهم أو التدخل في خصوصيتهم ومن ثم لا يستجيبون وربما يتمادون في الأمر أكثر من ذلك، لكن التلميح من بعيد أو تذكير الزوج بما أمره الله ونهى عنه قد يكون حافزاً. ويرجع إسلام، محاسب مصري متزوج منذ 5 سنوات، خيانة الزوج عن طريق الإنترنت إلى ضعف ثقة في نفسه. ويقول إن هناك أصدقاء يعرفهم يظهرون في قمة الهدوء والاحترام، لكنهم يقيمون علاقة خاصة عن طريق الإنترنت. ويضيف إسلام أنه ربما تكون الزوجة سبباً في انحراف سلوك الزوج بشكل أو بآخر، فعدم التفاهم بين الزوجين قد يدفع أياً من الطرفين لإقامة مثل هذه العلاقات الآثمة. أم نور، أردنية متزوجة منذ 13 عاماً، تشير إلى أن الأمر لم يعد قاصر على الأزواج فقط فهناك زوجات كثيرات يلجأن لإقامة مثل هذه العلاقات، ربما بسبب علاقتها غير المتوازنة بزوجها ولكن لا يعد هذا مبرراً من وجهة نظرها. وترى أم نور أن الرقابة على الزوج أو ملاحقته ربما تكون احد الحلول وبخاصة الهاتف المحمول أو البريد الخاص، وتؤكد أنها تلجأ لذلك في بعض الأحيان ليس بدافع التجسس، ولكن للحفاظ على مستقبل أسرتها وعلاقتها بزوجها، مشيرة إلى أن الأجهزة الإلكترونية قد أصبحت زوجة ثانية. الدكتور أيمن عبد الفتاح، الأخصائي النفسي واستشاري العلاقات الزوجية، يشير إلى بروز مفهوم "الخيانة الإلكترونية "خلال السنوات الخمس الماضية، مع التطور التكنولوجي المتسارع وتعدد وسائله، فرغم قصر عمر هذا النوع من الخيانات إلا أنه ينتشر على نطاق واسع ويتسبب في الكثير من المشكلات الزوجية، إذا ما عرف الطرف الآخر بخيانة شريكه، قد تنتهي في أحياناً كثيرة إلى الطلاق. ويقول عبد الفتاح إن هناك كثيرين يلتفون حول الأمر ولا يعتبرون الخيانة الإلكترونية خيانة بالمعنى الحرفي، لكن الأمر في الحقيقة هو خيانة، وإن اختلفت الطريقة، فالخيانة ليست فقط إقامة علاقة جنسية مباشرة مع طرف آخر، فهناك أمور أخرى سواء بالتخيل أو الخوض في تفاصيل حميمة. هل الخيانة الإلكترونية مرض؟.. يذهب عبد الفتاح إلى أن نسبة كبيرة من هذا النوع قد تكون مرضية، نظراً لأن هناك أشخاص يدمنون هذه العادة عن طريق الإترنت بشكل يصعب الإقلاع عنها، وربما يكون شريكه الآخر على قدر كبير من الاحترام والجمال، لكن المتعة الحرام تظل أكثر إلحاحاً على ذوى النفوس الضعيفة، ومن ثم قد يحتاج الأمر إلى علاج نفسى حتى يتم الإقلاع عن هذه العادة. وهناك أسباب أخرى لا تعد مبرراً للخيانة، لكنها أحد الدوافع مثل انهيار العلاقة الحميمة بين الطرفين أو وجود مشكلات بها ومن ثم يكون البديل لدى كثيرين هو الإنترنت، أو انشغال أحد الطرفين عن الآخر، ومن ثم يحدث نوع من الفراغ العاطفي يبحث من خلاله الطرف الآخر عن طريقة لإشباعه، ويرى كثيرون أنها طريقة سرية للحفاظ على الشكل العام المحترم أمام المجتمع.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©