الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بيت الألعاب الشعبية مساحة ترفيه يفوح منها عبق الماضي

بيت الألعاب الشعبية مساحة ترفيه يفوح منها عبق الماضي
23 سبتمبر 2011 23:32
بيت الألعاب الشعبية عبارة عن بيت قديم يفوح منه عبق الأجداد في منطقة الشارقة التراثية، ليس على صعيد دولة الإمارات فحسب، بل عموم المنطقة العربية، أما أجواء بيت الألعاب الشعبية فهي أجواء حركة دائبة لشباب مفعم بالحيوية وهو يتعطش للتعرف على خبرات تنهل من كل ما يتصل بالألعاب الشعبية الإماراتية، وذلك من خلال الدورات التي ينظمها البيت للأطفال والناشئة، بهدف توفير فرصة للفتيان والناشئة لاستثمار وقتهم بما هو مفيد، حيث يتدرب الفتيان على أداء رقصة اليولة والألعاب الشعبية الأخرى، إضافة إلى تعلمهم صناعة أدوات الألعاب الشعبية لكي يسهموا مستقبلا في التعرف على المفردات الدقيقة لهذا التراث وحمايته من الاندثار. (الشارقة) - يؤكد الباحث في التراث عبيد بن صندل رئيس بيت الألعاب الشعبية، أن “من شأن الدورات التدريبية والتنشيطية التي يقدمها بيت الألعاب الشعبية للشباب أن تجتذب كل عام أعضاء جدد لبيت الألعاب الشعبية في منطقة المريجة التراثية، خاصة وأنها ترتكز على التراث والمأثور الشعبي الذي يتعلق بالألعاب الشعبية والأهازيج، وهي تتوجه إلى أولاد صغار من سن الثانية عشرة حتى الثمانية عشرة عاما، سنة ليتدربوا على مختلف الألعاب الشعبية”. وعن أهمية بيت الألعاب الشعبية، يقول بن صندل “يحي هذا البيت تراثنا الإماراتي في مجال الألعاب الشعبية، ويعزز وجود الألعاب القديمة في حياة الشباب لدرء خطر اندثارها، خاصة وأنها ألعاب حركية رياضية محببة، ولها مسميات قديمة مثل (الكرابي) وهي لعبة حركية تعطي الحركة العضلية لمن يمارسها، ولعبة (الميت) التي تتكون فريقين الأول مهاجم والثاني مستقبل، بحيث يخرج من اللعب، اللاعب الذي يتم إمساكه وطرحه أرضا وعندها يقول (ميت)، بالإضافة إلى لعبة (خبز رقاق) وهي قفز اللاعب من فوق شخص منحني في وضعية تشبه الركوع، وعندما يقفز اللاعب ويلامس أي جزء من جسم الشخص المنحني عدا ظهره يتم إخراجه من اللعبة، ولعبة “الدامة” وهي لعبة ذهنية تشبه الشطرنج وتصل مدة اللعب فيها لعدة ساعات، بالإضافة إلى “اليولة” وهي رقصة شعبية معروفة للجميع”. تأتي أهمية تدريب الأطفال والناشئة على ألعاب الزمن الجميل، لتبعد شبح الخوف على الألعاب الشعبية الإماراتية والخليجية، بعدما حلت محلها الألعاب العصرية الجديدة والألعاب الإلكترونية الحديثة التي غزت عالم الأطفال، يقول بن صندل “امتلأت في مرحلة سابقة حجر الأطفال بأكوام من الألعاب التي يواجهها وحيداً دون مشاركة اجتماعية أو سعادة تذكر، ومن هنا تأتي ضرورة العودة للتركيز على إعادة الروح لألعابنا الشعبية، بطريقة رياضية محببة تمكن أطفال الأجيال الجديدة من ممارستها والاشتراك فيها، وليس مجرد مشاهدتها عبر مجموعة مختارة من الأطفال تقوم بأدائها في المهرجانات التراثية”، مشيرا إلى أن هذه الألعاب على بساطتها أكثر إسعاداً للأطفال نظراً لتمتعها بعنصر التكوين الجماعي، وهو الأمر الذي يساعد على إبراز شخصية الطفل، وينمي لديه روح المشاركة الاجتماعية وحب اكتشاف الذات والآخرين من خلال اللعب الهادف والجميل. ويوضح “حصل بيت الألعاب الشعبية منذ تأسيسه على العديد من الجوائز والميداليات والدروع وشهادات التكريم والمشاركة المحلية من الدولة، ومن دول مجلس التعاون الخليجي، من خلال المهرجانات التي شارك بيت الألعاب الشعبية في أغلبها، علما بأن مهرجان الألعاب بدول مجلس التعاون يقام مرة كل سنتين في إحدى دول المجلس”. ولبن صندل عدة مؤلفات من أهمها كتاب “الألعاب والأهازيج الشعبية في دولة الإمارات”، وكتاب “الأمثال والألغاز الشعبية في دولة الإمارات”، وكتاب “ملامح من التراث قبل النفط”، وكتاب “فنون البادية والحضر في العمل الفلكلوري”، كما أنه يعتبر رائد لمسرح الشباب في دولة الإمارات. إحياء ألعاب أيام زمان بيت الألعاب الشعبية هو أحد البيوت المطلة على ساحة الآداب بحي المريجة بالشارقة القديمة، ويشرف على البيت الأستاذ عبيد بن صندل مع طاقم من الموظفين، ويضم البيت مجموعة من الفتيان المدربين من قبله على أداء جميع فنون عروض الألعاب الشعبية المشهورة قديما، ويشارك البيت في إحياء العديد من المناسبات الوطنية والقومية سواء كان ذلك في إمارة الشارقة أو كان ذلك على مستوى الدولة وذلك بعروض جميلة وشائقة يقوم بأدائها هؤلاء الفتيان، ويقوم البيت أيضاً بالتعاون مع إدارة التراث بدائرة الثقافة والإعلام، بتنظيم العديد من الورش الخاصة بالأطفال مثل ورش عمل صناعة الألعاب الشعبية، وورش الألعاب الشعبية، ويضم البيت بين جوانحه العديد من الصور الخاصة بالألعاب الشعبية، ومجسمات لجميع الألعاب الشعبية القديمة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©