الأطعمة الصحية تريح المعدة وتحفظ سلامة الجسم

مع انتشار ظاهرة التغذية العشوائية الناتجة عن الإيقاع اللاهث للحياة الحديثة، تتجدد كل يوم نصائح وإرشادات وتحذيرات خبراء التغذية من أجل غذائي صحي للجسم من ناحية ولا يرهق المعدة من ناحية أخرى، حيث يمكن أن يؤثر الطعام بأشكال مختلفة في آلية عمل المعدة وبخاصة الطعام الحار، ولهذا فإن انتقاء الأغذية المفيدة من شأنه أن يبعد الكثير من الأضرار التي تحيق بأجسامنا طوال العام. (الشارقة) - الغالبية العظمى من الناس لا تعرف ماذا تأكل ولا تختار ما تأكله، وهي تأكل كل ما يقدم لها دون تفكير في ماهية أو نوعية الطعام الصحي المفيد، ولهذا يصنف خبراء التغذية الأطعمة إلى صنفين، أصناف خطرة وأخرى صحية. عادات سيئة في هذا السياق، يؤكد الدكتور أحمد الهيفي، الأستاذ المساعد في كلية العلوم الصحية بدولة الكويت، أن العادات الغذائية السيئة هي السبب الرئيس في انتشار السمنة، مشيرا إلى أن اتباع نظام غذائي سليم هو أحد الأمور الأساسية للحصول على جسم وصحة مثالية، مضيفا أن بعض الحميات الغذائية التي يتم اتباعها لإنقاص الوزن تكون مضرة لأنها تحتوي على تركيبات غير صحية، مطالبا من يرغبون في إنقاص وزنهم بمراجعة أخصائي تغذية قبل الشروع في إنقاص الوزن. ويقول إن الأكلات الحارة تعتبر من الأطعمة الخطرة التي تكثر فيها التوابل الحريفة، وكذلك الأطعمة التي ترتفع فيها نسبة الدهون والكربوهيدرات، بالإضافة إلى الأغذية المطبوخة (المسبكة/الثقيلة الصلصات والبهارات) والتي تثير جدار المعدة، في حين أن التوازن الغذائي أمر يجب اتباعه حتى يمكن تجنب أمراض المعدة والأمعاء وكل ما ينتج عن اختيار أطعمة مثيرة للمعدة، مثل كثرة التهام اللحوم الحمراء والدهون والإكثار من التدخين، والإكثار من تناول المقبلات كالمقالي والمعجنات والحلويات الغنية بالدهون والأملاح السكريات، فهذه الأطعمة تعمل على زيادة الوزن بشكل كبير، وتعد جميعها من السموم البطيئة التي تفتك بصحة الجسم. راحة المعدة يوضح الهيفي أن الأطعمة المريحة للمعدة هي تلك التي تحتوي على الألياف كالخضراوات الطازجة، إضافة إلى تناول السلطة التي تشكل طبقا مهما جدا نظرا لغناه بالفيتامينات والمعادن والألياف، كما تعطي السلطة شعورا بالامتلاء والشبع عند تناولها وبالتالي تخفض من فرصة تناول كميات إضافية من الطبق الرئيس، الذي غالبا ما يتضمن في بلادنا العربية الأرز والدهون والمواد النشوية، وصولا إلى ضرورة تناول الفاكهة والعصائر والمياه التي تعتبر عاملا مهما جدا لراحة المعدة، فإن الكثيرين ينسون تناول المياه ويركزون على العصائر والشاي والقهوة، فلا غنى عن مياه الشرب التي تخفف أوجاع المعدة وتشفي الصداع، وتزيد من الطاقة والحيوية للجسم. ويؤكد أن أفضل العادات الغذائية الصحيحة التي يجب اتباعها خلال الحفاظ على رشاقة الجسم ولياقته، أو على الأقل ضبطه دون زيادة أو نقصان، ويعد تناول الطعام بهدوء ومضغه جيدا لتسهيل عملية الهضم من العادات الجيدة التي يجب الحرص عليها، فمضغ الطعام جيدا يعد وسيلة من وسائل التغذية الصحيحة التي يمكن بها إنقاص الوزن الزائد دون الحاجة لنظم الريجيم القاسية، وذلك من خلال تقسيم الوجبات اليومية إلى أربع وجبات حتى يتم الهضم الجيد للطعام، وضمان عدم تركيزه في شكل شحوم زائدة للجسم. يؤكد خبراء التغذية أن هناك الكثير من الأغذية التي تعني بسلامة القلب والعمل على وقايته من أمراض كثيرة، وهذا ما أشارت إليه العديد من الدراسات الحديثة، ومن هذه الأغذية المفيدة والمحببة: ? البرتقال: تشير الدراسات الحديثة من جامعة أونتاريو الكندية أن تناول ثلاثة كؤوس من عصير البرتقال يساعد في زيادة الكوليسترول الجيد المعروف باسم (أتش دي إل) بنسبة تصل إلى 21%، وخفض الكوليسترول الضار (إل دي إل) بمقدار 16%، وقد استمرت هذه الإيجابيات في مستويات الكوليسترول لمدة خمسة أسابيع بعد انتهاء فترة العلاج، وبهذه النتائج تقل احتمالية حدوث أمراض الشرايين القلبية التاجية، كما يحتوي البرتقال على مواد مضادة للتأكسد تساعد في الوقاية من السرطان والفيروسات إضافة لمساعدته في الإقلال من تصلب الشرايين. ? المشمش: تناول المشمش يقلل من مستوى الكوليسترول في الدم ويمكن أن يساهم في حماية القلب من تصلب الشرايين وفق ما أكدته دراسة بريطانية حديثة، حيث يحتوي المشمش على مركبات البيتاكاروتين التي تتحول لفيتامين (ألف) في الجسم وهو ضروري لسلامة العين، لذا ينصح بتناول ثلاث حبات مشمش فهي جديرة بتزويد الجسم بحوالي 2800 وحدة من فيتامين (ألف)، وهذه الكمية تساوي نصف حاجة الجسم اليومية من هذا الفيتامين إضافة لغناه بالبوتاسيوم والكالسيوم والفسفور. ? الرمان: تناول عصير الرمان يقلل نسبة الكوليسترول الضار في الشرايين ويزيد نشاط إنزيم خاص مضاد للأكسدة بمقدار عشرين بالمائة. مكسرات ومأكولات بحرية ? اللوز والجوز: تناول اللوز يساعد أيضا في خفض نسبة الكوليسترول الضار، كما ويساعد في الإقلال من خطر الإصابة بمرض الشرايين التاجية، حيث أكد الباحثون إن تناول مقدار حفنة (قبضة اليد) من اللوز أو الجوز أو ما يعادل 30 جراما يوميا يعتبر جزءا من الغذاء الصحي الذي يساعد في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب، كما تبين أن تناول اللوز بقشوره تقدم معا حماية أكبر مما لو كانت منفصلة، وتبين الدراسات الحديثة إن المواد المضادة للأكسدة موجودة في القشور إضافة لمحتواه من فيتامين (هـاء)، لكن يحذر من الإفراط في تناوله خصوصا للأشخاص الذين يعانون من البدانة لغناه بالدهون والسعرات الحرارية. ? التفاح: للتفاح فوائد عديدة وعظيمة وقد لوحظ وجوده في العديد من القوائم الغذائية للوقاية من أمراض عديدة وأهمها في خفض مستوى الكوليسترول بالدم بنسبة تصل 21%، كما تشير الدراسات الحديثة إلى أن التفاح يزيد من نسبة فيتامين (جيم) في الدم بصورة ملحوظة، وهو المعروف مضاد أكسدة قوي (ينصح بتناول التفاح بدون تقشير صباحا على الريق للحصول على هذه الفوائد). ? المأكولات البحرية: يعتبر تناول السمك بانتظام من ثلاث إلى أربع مرات بالأسبوع، وصفة طبية وغذائية لخفض نسبة خطر الموت المفاجئ نتيجة الجلطات القلبية بنسبة تصل إلى 81% وفق ما أكدته دراسات أمريكية وبريطانية عديدة، والسبب في ذلك يعود لاحتواء السمك على أحماض دهنية أساسية من نوع (أوميجا ثلاثة) المفيدة، والتي تعمل على تهدئة الخلايا القلبية من الاستثارة وتقي من الموت المفاجئ، كما تخفض مستوى الترايجلسرايد وتقلل من مستويات الكوليسترول في الدم، وتحسن من وظيفة الجهاز المناعي في الجسم وتعمل على تخفيض ضغط الدم، كما تخفض من خطر حدوث أمراض في الشرايين القلبية بمقدار 12 بالمائة، كما تشير الدراسات إن تناول السمك أو السردين من مرتين إلى ثلاث مرات بالأسبوع تقي من حدوث السكتات الدماغية. فوائد الشاي الأخضر الشاي الأخضر مشروب عجيب لما له من فوائد عديدة، خاصة في الوقاية من مرض شرايين القلب التاجية، وذلك لوجود المادة المضادة للأكسدة في الشاي الأخضر وبنسبة تفوق الأربعين بالمائة عنها في الشاي العادي، حيث أظهرت الدراسات النرويجية الحديثة إن هناك تناسبا عكسيا بين تناول الشاي ومستوى الكوليسترول في الدم، ولكن يجب عدم دعوة الإفراط في تناول الشاي الأخضر وينصح بشرب من كوبين إلى ثلاثة أكواب من الشاي الأخضر يوميا على الأقل.