الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«وهلأ لوين» فيلم يضع نادين لبكي على طريق العالمية للمرة الثانية

«وهلأ لوين» فيلم يضع نادين لبكي على طريق العالمية للمرة الثانية
23 سبتمبر 2011 23:36
رنا سرحان (بيروت) - بعد شهرتها السينمائية في فيلم «سكر بنات» الذي أخرجته عام 2007 وفاز بجوائز عدة في مهرجان «سان سيباستيان» للأفلام، فاز فيلم المخرجة اللبنانية الأخير نادين لبكي «وهلأ لوين» (الآن إلى أين) بجائزة «خيار الجمهور» في مهرجان تورنتو الدولي للأفلام، وهي جائزة كاديلاك لتصويت الجمهور. وهذه الجائزة غالبا ما تكون مقدمة للفوز بجائزة «الأوسكار». وفي حين أكد مدير المهرجان بيرز هاندلينج أن في المهرجان أفلاما عالية المستوى، وبعضها يشغل المشاهدين وأنها ستحصل على جوائز، أشار الى أن فيلم نادين لبكي وجد حظوة خاصة لدى الجمهور، كون لبكي كتبت الفيلم في بيروت عام 2007 عندما اندلعت اشتباكات مسلحة، وفكرت بطريقة تحدث بها تغييرا في العالم كمخرجة سينمائية. قفزت فرحاً تقول نادين لبكي لـ»الاتحاد» إن الفيلم الذي فاز في مهرجان تورنتو الدولي للأفلام الذي يعتبر من أهم المهرجانات في أميركا الشمالية، كان ضمن عروض «نظرة ما» في الدورة الرابعة والستين لمهرجان «كان» الفرنسي، ونال «جائزة فرنسوا شاليه 2011» في فئة «أفضل فيلم روائي طويل»، وهو المرشح الرسمي عن لبنان لجائزة أفضل فيلم بلغة أجنبية في جوائز الأكاديمية للعام المقبل. وتؤدي لبكي دورًا في فيلمها، إلى جانب عدد من الممثلين، معظمهم من غير المحترفين، تمامًا كما في فيلمها الروائي الأول «سكر بنات». وتعترف لبكي أنها ركضت بالفعل وقفزت فرحاً ونشوة من السعادة بالحصول على الجائزة في مطار فرانكفورت. واقع مرير فيلم «وهلأ لوين» (الآن إلى أين؟) يروي قصة قرية معزولة يسكنها مسلمون ومسيحيون، تحاول نساؤها اتخاذ حلول مبتكرة وغريبة لإنهاء أو منع العنف تصل إلى حد السريالية، وذلك عندما يهدد العنف الطائفي باجتياح القرية. النسوة هنّ صديقات مسيحيات ومسلمات من قرية لبنانية يتجاور فيها المسجد مع الكنيسة، يسعين بكل الوسائل منع تجدد الحرب في قريتهن لأنهن سئمن لباس ثوب الحداد الأسود. بعزم حاسم يصبح هدفهنّ إبعاد الانقسامات الدينية عن القرية ودفن خلافات أهل القرية الطائفية ومنع حمل السلاح مجددًا بعضهم ضد بعضهم الآخر. صراعات واقعية حاولت لبكي وصفها من تلك القرية اللبنانية خلال الحرب الأهلية وكانت المرأة في مركز الدائرة، فنادين تحاول دائماً إبراز العنصر النسائي في أفلامها كمركز للفعل. في نهاية الفيلم تقرر النساء تغيير دينهن، تعتنق المسيحيات الإسلام والمسلمات المسيحية، في محاولة لحماية مجتمع القرية من خلال الحصن العائلي، وتجنب «الحرب الطائفية» داخل العائلة الواحدة التي أصبح قطباها يعتنقان ديانتين مختلفتين. لفيلم «وهلأ لوين» نظرته الفلسفية تبرز في محاولة سكان القرية دفن فتى قتل برصاصة قناص فيحتارون في اختيار مكان دفنه.. مقبرة إسلامية أم مسيحية؟. ويلخص السؤال الحيرة التي تنتاب اللبنانيين في التفكير بمستقبل بلدهم ومجتمعهم والأجيال الجديدة التي تولد لتجد نفسها في مجتمع مبني على توازنات طائفية دقيقة، وعرضة للانهيار مع انهيار أي طوبة في البنيان الاجتماعي.. وتقول نادين إن أفلامها تحاكي الواقع الذي يعيشه لبنان، خاصةً أن معظم أعمالها يتمّ إخراجها بقلق بسبب حالة اللاستقرار التي يشهدها لبنان باستمرار. حالة قلق تضيف نادين في حديثها الذي أدلت به للقناة الفرنسية الثانية «France 2» أن «حالة الحرب التي شهدها لبنان أثارت فيها حالة من العصبية والقلق الدائمين، خاصة أن معظم الأفلام التي أخرجتها كانت مهددة بالتوقف بسبب اندلاع الحرب». لم يخف مقدم البرنامج الفرنسي قلقه من إثارة الفيلم غضباً وتعصباً لدى الجمهور اللبناني في قاعات السينما، خاصة أنه يحتوي على مشاهد عصبية دينية، فردت لبكي: «أنا متخوفة أيضًا من أن تثير بعض مشاهد في الفيلم حفيظة بعض الجهات المتعصبة دينيًا»، لكني أتمنى ألا يحدث ذلك، لأن أجهزة الرقابة الرسمية لم تعترض على أي منها». تختم نادين أن «وهلأ لوين» يعرض في بيروت والأردن وسوريا منذ 22 سبتمبر الجاري، ويبرز «عبثية الحرب» الأهلية التي شهدها لبنان بين عامي 1975 و1990. أما انطلاقة عرضه في الخليج العربي، فستكون من خلال «مهرجان الدوحة ترايبيكا السينمائي» في أواخر أكتوبر المقبل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©