السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

ما يوكّل عيش

21 ديسمبر 2006 01:18
يمكن للمرء أن يفهم أو يتفهم ماهية غريزة القطيع لدى الناس، والسعي وراء الموضة ! إنما كيف يمكنه تفهّم هذا السعي المجاني، حينما يصدر عن مؤسسات فنية كبرى يفترض فيها أن تنحو باتجاه ماهو متميز ضماناً لنجومية فنانيها وتحقيق التميز لهم؟ لم يعد مفاجئاً للمشاهد أن تطل عليه قنوات الغناء بين يوم وآخر بفيديو كليب أغنية تم تصويره في مدرسة ابتدائية، واستُعين بأطفال صغار دون العاشرة من أعمارهم، تستغل براءة وطيبة ميولهم وفرحهم بالمشاركة في هذه الأغاني، وربما اقناع ولاة الأمر والأسرة التعليمية بأنهم موهبون! لزجهم هم أيضاً في هذا المستنقع أسوة بالكبار· وبغض النظر -حالياً- عن استهجان هذه الفكرة من عدمها، إن كان لابد من الاستعانة بتلاميذ المدارس في تصوير بعض الكليبات، يجب التنبه لعدة اعتبارات ووضعها في الحسبان، لئلا تُدَك العملية التربوية في المنزل والمدرسة، أهمها ملاحظة قصة الأغنية وفكرتها ومفرادتها، والفنان الذي يغنيها، وبالتالي فكرة الفيديو كليب نفسه وفقراته ومشاهده· فأغنية الدراويش على سبيل المثال، والتي لا ننكر وجع فكرتها اجتماعياً، وجمال لحنها وأداء مطربها علي بن محمد، جاءت فيها مشاركة تلاميذ إحدى المدارس مؤذية فعلاً بحق الطفولة والقيم التي ينشأون عليها، وتناقض بشكل سافر، مفاهيم وأخلاقيات تعمل أسرهم في البيت والمدرسة على تكريسها لديهم· فهل حقاً نريد لأطفالنا أن لا يثقوا بالوفاء وأن يكذبوا ويمثلوا؟ وأن يكونوا في حياتهم كما الأغنية التي رددوها بأصواتهم: صار الوفا ما يوكل عيش·· ما حدٍ أبدا يلتفت يمه·· لازم نمثل عشان نعيش·· ونوصل أنا وانت للقمة · روعة يونس
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©