الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

ريتشاردسون: مبادرة مدينة «مصدر» تعكس التزام الإمارات تجاه الطاقة النظيفة

ريتشاردسون: مبادرة مدينة «مصدر» تعكس التزام الإمارات تجاه الطاقة النظيفة
23 سبتمبر 2011 22:44
أكد بيل ريتشاردسون وزير الطاقة الأميركي السابق أن التوجه المتبصر والسبّاق لدولة الإمارات نحو الطاقة المتجددة يشكل عنصراً أساسياً للاستقرار السياسي بالنسبة للمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ككل. وأوضح أن المؤرخين سوف ينظرون إلى تأسيس وكالة “أيرينا”، والدور الذي تضطلع به دولة الإمارات في تطوير ونشر الطاقة المتجددة، على أنه خطوة جوهرية نحو تحقيق السلام العالمي. وقال ريتشاردسون، الذي شغل كذلك منصب حاكم ولاية نيومكسيكو، وسفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سابقاً، في مقال له نشر مؤخراً بجريدة “هفنجتون بوست”، إن مبادرة “مدينة مصدر” تعكس التزام الإمارات تجاه الطاقة المتجددة، باعتبارها جزءاً من مبادرة أوسع هي “مصدر” التي تطبق منهجية متكاملة وشاملة لنشر التقنيات النظيفة عن طريق الاستثمار والتعاون الأكاديمي مع “معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا”. وأوضح أن “مصدر” التي تعتمد بشكل كامل على مصادر الطاقة المتجددة، والتي يجري تطويرها على مراحل، تمثل مجتمعاً مبتكراً ومستداماً مما يجعلها نقطة جذب لشركات التقنيات النظيفة والطاقة المتجددة. وأضاف أن “مصدر” تشهد اهتماماً وإقبالاً متزايدين من الحكومات والشركات الراغبة في أن تلعب دوراً في هذا التوجه نحو الابتكار في عالم الطاقة المتجددة. وكان الرئيس التنفيذي لشركة “مصدر” الدكتور سلطان أحمد الجابر، ووزارة الطاقة الأميركية قد أعلنا مؤخراً عن تعاونهما في اختبار أداء نماذج من الألواح الكهروضوئية المزودة بطبقة خارجية خاصة تساعدها على تجنب آثار الرطوبة وتراكم الغبار وهي التحديات التي تواجه منتجي الألواح الكهروضوئية في أنحاء العالم كافة. وفي الوقت نفسه، من المقرر أن تفتتح “جنراك إلكتريك” أول مركز للإبداع البيئي بجوار المقر المرتقب لوكالة “أيرينا”، كما ستقوم “سيمنز” بتركيب شبكة مبتكرة لتوزيع الطاقة، إلى جانب تطبيق أحدث التقنيات في قطاع المباني والإنشاءات في المرحلة الأولى من مدينة “مصدر”، مما يوفر أحد الحلول المثالية للطاقة، ومنصة حيّة للأبحاث والتطوير، كما قررت “سيمنز” إنشاء مقرها الإقليمي في المدينة. وقال ريتشاردسون إن دولة الإمارات تنطلق من قناعة راسخة بأن اعتماد تقنيات الطاقة النظيفة سيتم بخطى سريعة وفعالة، موضحاً أنه بالرغم من من الوقود الأحفوري لا يزال يشكل ضرورة كبرى بدونها يغدو استمرار النمو الاقتصادي العالمي وجهود التخفيف من وطأة الفقر أمراً مستحيلاً، إلا أن الأمر الأساسي يتمثل في مبادرة العالم أجمع إلى اتخاذ خطوات استباقية تمكّنه من استغلال الوقود الأحفوري كوسيلة لبناء عالم خالٍ من الانبعاثات الكربونية لأجيال عديدة قادمة. وأضاف “قد نبالغ إذ نقول بأن المؤرخين سوف ينظرون إلى تأسيس وكالة “أيرينا”، والدور الذي تضطلع به دولة الإمارات في تطوير ونشر الطاقة المتجددة، على أنه خطوة جوهرية نحو تحقيق السلام العالمي، كما كانت عليها الحال عند تأسيس الأمم المتحدة في عام 1945”. وتابع “وربما لا يكون في الأمر مبالغة، فالعالم اليوم يشهد إبداعات حقيقية في مجال الطاقة قد تشكل الأساس للثورة الصناعية المقبلة، وبالتالي قد تصبح من محركات النمو العالمي والعدالة الاجتماعية والتعاون الدولي، وعليه يجب ألا يستهان بالجهود الكبيرة والمستمرة التي تبذلها “أيرينا” والقيادة الإماراتية في سبيل بناء مستقبل أكثر استدامة للعالم أجمع. وأكد ريتشاردسون أهمية الحاجة إلى مزيد من التنسيق العالمي في مجال الطاقة يوازن بين السلامة البيئية والاستهلاك، موضحاً أن نحو 149 دولة قامت بالإجراءات الرسمية النهائية لتأسيس “الوكالة الدولية للطاقة المتجددة” (آيرينا)، وهي منظمة حديثة العهد نسبياً تهدف إلى تسريع نشر واعتماد حلول الطاقة المتجددة في جميع أنحاء العالم، ولكن اللافت في الأمر هو أن مقر الوكالة يقع في أبوظبي المنتجة للنفط. وأوضح أن “آيرينا” تطبق نموذج عضوية شبيهاً بذلك المتبع في الأمم المتحدة، وهي تعمل بالتعاون والتنسيق مع دولة الإمارات على وضع نموذج جديد لإطار سياسات الطاقة المتجددة، من شأنه أن يؤثر إيجاباً على تغير المناخ، ويساهم في إحداث التحول الاقتصادي المنشود، ويساعد على تحقيق أمن الطاقة على المدى البعيد. وأضاف أن المفارقة هنا تكمن في هذا التجاور اللافت بين مصادر الوقود الأحفوري، وابتكارات وتقنيات الطاقة المتجددة، حيث تمتلك دولة الإمارات 10% من احتياطي النفط العالمي، وتحتل المرتبة الخامسة في احتياطات الغاز الطبيعي، وتوفر التدفقات النقدية الضخمة التي تنتجها هذه الاحتياطيات مورد دخل مستقراً بالنسبة لدولة الإمارات لعقود عديدة مقبلة. وتابع “في ضوء ذلك، تبدو دولة الإمارات بغنى عن أي تغيير، لا سيما وأنها تحتل موقعاً تحسد عليه في مؤشر التنمية البشرية، فضلاً عن المرتبة المتقدمة التي تحتلها عالمياً بالنسبة لحصة الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، ولكن بخلاف ذلك، بادرت دولة الإمارات منذ سنين عديدة إلى اتخاذ خطوات جريئة مدروسة وبعيدة المدى بهدف قيادة الجهود العالمية نحو تطوير ونشر التقنيات النظيفة”. وأكد ريتشاردسون أن الإمارات وضعت بذلك تصوراً جديداً تماماً لمستقبلها، ليس كمنتج بارز للنفط، وإنما كمطور رائد عالمياً لهذه التقنيات، موضحاً أن الهدف الذي تسعى إليه دولة الإمارات بسيط ولكنه بالغ الأهمية، وهو تحويل ما قد يصبح “لعنة الوقود الأحفوري” إلى “نعمة الطاقة المتجددة”. وقال ريتشاردسون “في حين تعصف الثورات بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الغنية بالثروات النفطية، فإن التوجه المتبصر والسبّاق لدولة الإمارات نحو الطاقة المتجددة قد يشكل عنصراً أساسياً للاستقرار السياسي بالنسبة للمنطقة ككل، وفي هذا السياق، ينبغي على جميع الدول أن تولي كل الاهتمام للرؤيتين اللتين تشكلان أساس التوجه الفكري للقيادة الإماراتية في مجال الطاقة”. وأضاف “تتمثل الرؤية الأولى في ربط سياسة الطاقة بجميع أنشطة وتطلعات الحكومة، بما في ذلك تطوير الاقتصاد وتنويعه، وإيجاد فرص العمل للنساء والشباب، وضمان الأمن الوطني، وحماية البيئة، وبناء مؤسسات مستدامة، وجدير بالقول هنا إن عدم امتلاك بعض الدول لمثل هذا النهج الشامل والذكي في مجال الطاقة، يجعلها تخاطر بمستقبل مجتمعاتها”. وتابع “تركز الرؤية الثانية على تطوير تقنيات الطاقة النظيفة من خلال التعاون القوي والمكثف بين الدول، والشركات، والمبتكرين. ومن المؤكد أن ثمار تعزيز هذه العلاقات لن تقتصر فقط على إنتاج طاقة نظيفة وتحقيق أرباح كبيرة، بل أيضاً ضمان الأمن العالمي، كما أن هذا التعاون المشترك سيبشر بظهور عصر الطاقة منخفضة الكربون”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©