الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شركات تكنولوجيا أميركية تتحول إلى التجزئة لزيادة مبيعاتها

شركات تكنولوجيا أميركية تتحول إلى التجزئة لزيادة مبيعاتها
23 سبتمبر 2011 22:52
منذ بداية عصر المعلوماتية اعتادت أقسام تكنولوجيا المعلومات بالمؤسسات والشركات أن تفرض على الموظفين ما يستخدمونه من أجهزة وبرامج في أماكن العمل. غير أن هناك على ما يبدو تراجعاً في هذه السياسة حالياً. إذ يحضر الموظفون التقنيات التي يستخدمونها في منازلهم ويطالبون أقسام تكنولوجيا المعلومات بأن تستوعب أجهزتهم وبرامجهم وتتلاءم معها ويبدو أن الأقسام بدأت تستجيب وتتكيف مع هذه المطالب. وبلغ الأمر ببعض الشركات إلى اكتشاف أولاً ما يروق للمستهلكين في السوق قبل شراء أجهزة تكنولوجيا المعلومات وبرامجها. في شركة كرافت فودز الأميركية مثلاً يصرف قسم تكنولوجيا المعلومات بدلاً نقدياً للموظفين ويتركهم يشترون ما يرغبون من أجهزة وبرامج. ويستخدم الموظفون البدل النقدي ليشتروا أجهزة الكمبيوترات المحمولة (لابتوب) إما من بست باي أو أمازون دوت كوم أو متجر أبل المحلي. وقال مايك كنينجهام مدير التكنولوجيا في كرافت فودز: “سمعنا من موظفين يقولون إن لديهم أجهزة أفضل بالمنزل”. بدأت سياسة تشجيع الموظفين على شراء أجهزتهم لابتوب أو إحضار هواتفهم المحمولة وأجهزة آي باد من منازلهم تنتشر في مواقع العمل. وتأمل الشركات المرنة أن يكون موظفوها أكثر رضا واقتناعاً بأجهزتهم وبالتالي أكثر إنتاجاً. أحضر جهازك الخاص كما أن سياسات “أحضر جهازك الخاص” تحول ميزان القوة فيما بين مصنعي الالكترونيات. وبدأ المصنعون الذين يجيدون البيع للمستهلكين في فرض سيطرتهم، بينما يتراجع أولئك المصنعون المعنيون بمبيعات الشركات بالجملة. بدأت هذه الظاهرة في إحداث تغيير جذري في سوق الشركات التي اعتادت على الاعتماد على إرساء علاقات وثيقة بين أقسام تكنولوجيا المعلومات وشركات تصنيع الالكترونيات. طالما سيطرت شركات مثل ديل وهيوليت باكارد وريسيرش ان موشن (صاحبة بلاكبيري) على أماكن العمل، غير أن أبل بما تطلقه من أجهزة كاسحة مثل آي فون وآي باد وماكبوك نجحت في إرضاء شرائح كبرى من المستهلكين. ولا يقتصر الأمر على الالكترونيات، إذ بدأت تشكيلة من خدمات شبكة الانترنت التي كانت موجهة أصلاً إلى المستهلكين في اقتحام المكاتب والشركات. تطمح جوجل على سبيل المثال أن يحدث مستخدمو منتجات جي ميل Gmail وجوجل دوكس Google Docs نقلة نوعية في الشركات على نحو يزحزح مايكروسوفت وسلسلة برامجها أوفيس. هناك الآن أربعة ملايين شركة تستخدم خدمة تطبيقات جوجل Google Apps التي كانت تستهدف المستهلكين في بداية إطلاقها حسب بيانات الشركة. كما أن خدمة سكايب لمكالمات الانترنت التي كانت قد أطلقت كوسيلة لمهاتفة الأصدقاء مجاناً بدأت حالياً في اقتحام أماكن العمل. وبالمثل اكتسبت دروب بوكس Dropbox التي أطلقت أصلاً كوسيلة يستخدمها المستهلكون في تخزين وتبادل المستندات الشخصية على شبكة الانترنت، تواجداً متزايداً في الشركات. البحث عن الابتكار وقال تيد شادلر المحلل في مؤسسة فوريستر ريسيرش البحثية المتابع للتكنولوجيا في أماكن العمل: “يبحث عن الابتكار أينما وجد، ولا ينبغي أن تستبعد الأشياء التي تزيد من إنتاجية الموظفين وإن تصادف أن تكون تلك الأشياء هي أجهزة تكنولوجيا المستهلك وبرامجها فمرحباً بها”. كثيراً ما تقاوم أقسام معلوماتية الشركات السماح بدخول تكنولوجيا المستهلك في شبكاتها خوفاً من مخاطر الأمن والسرية. إذ أن إضافة مجموعة عشوائية من الأجهزة والخدمات يزيد أعمالها صعوبة. غير أن أقسام المعلوماتية بدأت تتأقلم مع الفكرة لأن رؤساءها باختصار لم يتركوا لها الاختيار. وربما يشكو موظفو تكنولوجيا المعلومات من فقدان سلطتهم ونفوذهم، إلا أنهم مضطرون للتجاوب. وقال شادلر المشارك في تأليف كتاب “التمكن” الذي يعالج مسألة تكنولوجيا المستهلك في مكان العمل: “لقد تجاوزوا مرحلة الإنكار والغضب وهم الآن في مرحلة القبول ومرحلة (كيف يمكننا المساعدة)”. وأضاف أن القشة التي قسمت ظهر البعير هي آي باد بسبب أن التنفيذيين أحضروه واستخدموه في الشركة، وأشار إلى أنه على أقسام المعلوماتية التأقلم مع هذا الوضع الجديد. أظهر استبيان اشترك فيه أكثر من 1700 موظف معلوماتية أجرته فوريستر هذا العام إلى أي مدى أصبح قرار شراء الأجهزة في يد الموظفين. إذ قال نحو نصف المستطلع رأيهم إنهم اشتروا هواتفهم الذكية المخصصة للعمل وقال 41 في المئة أن صاحب العمل دفع ثمن الأجهزة وأفاد 9 في المئة بأنه تم تقاسم الثمن بين الموظف وصاحب العمل. وترتكز سياسة “احضر جهازك بنفسك” لشركة نتفلكس على فكرة أن الموظفين يعرفون ما هو الأصلح لهم. كما أنها تضع في عين الاعتبار عدم الفصل التام ما بين وقت العمل والوقت الشخصي. وقال ستيف سواسي المتحدث باسم نتفلكس: “ما دام الموظفون منتجين ومبتكرين ومنهمكين في أعمالهم فإننا نكون راضين”. وأضاف أن المهم هو ما يريح الموظف. درج قسم تكنولوجيا المعلومات في شركة كرافت لسنوات اتباع ما كانت معظم الشركات تتبعه من حيث صرف أجهزة لابتوب للموظفين. غير أن بعض الموظفين أحبطهم حرمانهم من الاختيار ومنعهم من تحميل أنواع معينة من البرامج. بدأت سياسة “احضر جهازك لابتوب بنفسك” في كرافت فودز منذ عام ونصف، ويحصل الآن نحو 800 موظف على بدلات نقدية (رفضت الشركة الإفصاح عن مبلغها) لشراء إما كمبيوتر يعمل بنظام ويندوز أو كمبيوتر ماك ويتعين على الموظفين الراغبين في شراء جهاز ثمنه يتجاوز البدل النقدي أن يدفعوا الفرق من جيوبهم. غير أن برنامج كرافت لا يطبق على الشركة بكاملها. ولا يسري خصوصاً على التنفيذيين المتعاملين مع معلومات سرية والموظفين المستخدمين لأجهزة لابتوب في تشغيل معدات الانتاج ومعظم عمال المصنع. في ذلك قال كونينجهام عن مجموعة المشاركين: “إنه جزء صغير نسبياً من الشركة. ولكنه يخفف معظم الشكاوى والتذمر”. إن ترك الموظفين يحضرون أجهزة آي فون وآي باد الخاصة بهم إلى العمل يمكن أيضاً أن يوفر المال للشركة. وفي بعض الأحوال يدفع الموظفون أنفسهم ثمن الأجهزة ويحصلون على مساعدة فنية من أطقم العاملين بالمتاجر بدلاً من قسم تكنولوجيا المعلومات بالشركة. وقال بن رايتز المحلل في باركليز كابيتال: “في إمكانك تقريباً تعهيد قسم معلوماتيتك لشركة ابل”. وهناك برنامج في سايتريكس سيستمز (الشركة التي تصنع برامج سوفتوير تساعد أيضاً عملاءها على تطبيق تلك البرامج) يوفر للشركة نحو 20 في المئة لكل جهاز لابتوب لفترة ثلاث سنوات. ولولا ذلك لأنفقت سايتريكس في المتوسط قرابة 2600 دولار لشراء لابتوب وصيانته لتلك الفترة. واشترى ألن ميريديان مهندس الشبكات في سايتريكس ماك بوك برو ببدله النقدي واضطر إلى دفع فرق الثمن ولكنه راض عن ذلك. وقال: “نظراً لأني كنت أعتزم استخدامه دائماً كجهاز لابتوب شخصي ولابتوب عمل فقد قررت أن أدفع فرقاً بسيطاً من جيبي لأضمن الحصول على جهاز يعتمد عليه. لا تصلح سياسة “احضر جهازك بنفسك” لكل الشركات، إذ أنه نظراً للمخاطر الأمنية وقوانين الاحتفاظ بالبيانات لا تدع بعض الشركات مثل ويلز فارجو موظفيها يربطون أجهزتهم بشبكات الشركة، إذ أن حماية عملاء البنك أهم من أي مكسب آخر يتحقق من ترك الموظفين يستخدمون أجهزتهم الشخصية في الأعمال حسـب جيـم سبايسـر مدير المعلومات لشؤون تكنولوجيا وبيانات الشركات بالبنك. غير أن ويلزفارجو مثلها مثل عديد من الشركات وسَّعت خيارات الأجهزة المملوكة للشركة التي تصرفها للموظفين لتشمل أنواعاً أكثر توجهاً نحو المستهلك تشمل ما تنتجه أبل من أجهزة كمبيوتر وهواتف آي فون وآي باد. نقلاً عن: «انترناشيونال هيرالد تريبيون»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©