تقدم جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” بالشكر للجنة المنظمة المحلية لمونديال الأندية في أبوظبي، على ما قاموا به من جهد رائع، في تنظيم البطولة، حيث لم يتركوا لنا أي مجال لتوجيه حتى انتقاد واحد، فقد كان نجاحهم كبيراً، وأشكر كذلك السلطات المحلية، التي وفرت كل العوامل، التي ساعدت على هذا التنظيم الجيد، كما اشكر دولة الإمارات حكومة وشعباً، على كرم الضيافة، وفتح ذراعيها، لكل من حضر إلى الدولة، من جمهور وأندية ومنظمين وإعلاميين، بتوفير كل ما يلزمهم، خلال فترة البطولة، التي حققت نجاحاً كبيراً.
وقال بلاتر عن انتقال البطولة إلى طوكيو: اليابانيون محترفون في التنظيم، وهم مشهورون في الإدارة، والآن اللجنة المنظمة المحلية في الإمارات رفعت مستوى التنظيم، من حيث الجودة عن السنوات الماضية، والمعيار أصبح أعلى، وعلى اليابانيين أن ينافسوا الإماراتيين في التنظيم، بعد عودة البطولة إلى طوكيو في العامين المقبلين.
وكان محور جوزيف بلاتر في المؤتمر الصحفي الذي عقده صباح أمس، بمدينة زايد الرياضية، هو كأس العالم 2022 في قطر، التي كانت مثار تساؤلات عديدة من رجال الإعلام، خاصة بعد الاقتراحات الأخيرة التي طرحها بلاتر نفسه، أو ما صدر عن بيكنباور وبلاتيني حول توقيت البطولة.
وشدد جوزيف بلاتر، على أن تعديل على بطولة كأس العالم 2022، من حيث التوقيت أو استضافة بعض الدول الخليجية، لبعض المباريات في البطولة يظل بيد قطر، وحدها على الرغم من الأفكار العديدة التي طرحت منذ فوزها بتنظيم البطولة.
وأكد رئيس “الفيفا” أن الـ64 مباراة، ستقام في قطر خلال شهري يونيو ويوليو، من عام 2022 حتى الآن، وقال: لقد وقعت وثيقة مهمة في قطر أمس الأول، مع اتحاد كرة القدم لتنظيم البطولة، ومنذ هذا الوقت فإن كل الأمور الآن بيد قطر، التي كان فوزها بتنظيم البطولة، مصدر فخر وسعادة، في كل منطقة الشرق الأوسط، وهذا ما لمسته خلال زيارتي في الأيام الماضية إلى الكويت وعُمان والبحرين.
وأضاف معلقاً على ما طرح من اقتراحات: لقد طرحت العديد من الأفكار، وستطرح أفكار أخرى، حول كأس العالم 2022، وإذا كنت قد اقترحت استضافة بعض الدول الخليجية، فهناك أفكار من بلاتيني وبيكنباور، وهما لاعبان سابقان، وعضوان في “الفيفا” حول موعد تنظيم البطولة، حيث اقترحا أن يكون في الشتاء، وعندما يتم مثل هذا الطرح، يراعي ليس اللاعبين فقط، بل وحتى المشجعين الذين سوف يتوافدون لحضور البطولة، لكنني كما أكدت فإن الطلب يجب أن يأتي من قطر نفسها، والتي سوف تتعاون معها اللجنة المنظمة، لاكتمال كافة التحضيرات، وكل التغييرات متوقفة على رغبتها فيها من عدمها.
وأوضح علينا بالصبر، وهناك أحد عشر عاماً ونصف العام، على إقامة البطولة، فدعونا الآن نركز على كأس العالم 2014 بالبرازيل، و2018 في روسيا، لأنهما الأقرب من حيث التوقيت، وقد التقيت أمير قطر خلال زياراتي الأخيرة وسوف تكون هذه الدولة قادرة على التنظيم، وأي سؤال حول أفكار متعلقة بالبطولة يجب أن يوجه إلى اللجنة المنظمة المحلية في قطر، لأنهم من يملكون الإجابات، على كل الأسئلة، وأقول هذا على الرغم من تأييدي لبعض الأفكار، مثل إقامة البطولة في الشتاء.
وشدد بلاتر على أن كرة القدم ليست لعبة وترفيه فقط، بل لها أهداف أخرى، وإقامة البطولة في منطقة الشرق الأوسط، يمنح العالم فرصة على التعرف إلى ثقافة المنطقة وتراثها والإسلام، ويجب ألا ننسى أن هناك قرابة مليار شخص يعيشون في الشرق الأوسط.
وأضاف: لقد سعت دول عديدة لاستضافة البطولة من قبل، فالمغرب حاولت خمس مرات، وكانت قريبة في محاولتها الأخيرة، كما سعت مصر وليبيا وتونس في أفريقيا وتنظيم البطولة في المنطقة يمنح العالم فرصة للتعرف إلى ثقافتها.
وأوضح أن التطور الكبير الذي وصلت إليه كرة القدم، وأصبحت به عالمية، بعد أن كانت بطولة كأس العالم محصورة في أوروبا وأميركا الجنوبية، جعل من مهام الاتحاد الدولي أن يهتم بالمجتمع، وألا يحصر اهتمامه بتطوير اللعبة فقط، ويجب أن يكون تأثيرها على ما يهم الناس، لأننا لا نعيش في الجنة، فهناك مشاكل تعليم، وصحة وبنيات تحتية، وإذا فزت واحتفظت بموقعي الحالي، في انتخابات “الفيفا” في العام المقبل، فسيكون التوجه نحو المجتمع كبيراً، بعد أن تطورت اللعبة كثيراً في الفترة الماضية.
وقال بلاتر: على الإنسان أن يحلم حتى وإن كان عمره مائة عام، وأنا لا أتوقف عن الحلم، فقد نظمت أول مباراة للفيفا في أديس أبابا في عام 1976، وكان حينها قد بدأ التوجه منذ عامين لجعل اللعبة عالمية، وأحلامي لا تتوقف، فبعد قطر، دعونا أن نحلم بأن تكون البطولة في القطب الشمالي، الذي به أكثر من مليار شخص، أو الهند أو الصين التي يتحدث عنها الجميع، لأنني كما قلت إن كرة القدم لها تأثيرها في تنمية المجتمعات.
وقال بلاتر إنه زار جنوب أفريقيا لمدة يومين خلال فعاليات بطولة كأس العالم للأندية الحالية، وتحدث عن نجاحها الكبير، موضحا أن مئة مليون دولار تحت تصرفها الآن للتطوير، في إشارة إلى المكاسب التي تحققت من تنظيم مونديال 2010. وسرد بلاتر في بداية المؤتمر ما قام به خلال الأيام الماضية في المنطقة بجانب زيارته إلى جنوب أفريقيا.
إرث جديد
اعتبر بلاتر أن وصول مازيمبي للمباراة النهائية حدث فريد شهدته النسخة الحالية من مونديال الأندية وقال: مازيمبي منحنا إرثاً جديداً، وهذا أمر مؤثر في البطولة التي دائما ما يكون طرفا النهائي فيها بطلا أوروبا وأميركا الجنوبية، وقد كنت قبل سنوات أتوقع وصول فريق أفريقي إلى النهائي، وقد تحقق الآن، ومازيمبي اكتسب الخبرة من مشاركته الماضية، وعاد بقوة هذا العام، ليؤكد أنه أصبح فريقاً قوياً، والبطولة بصفة عامة كانت قوية، وحفلت بالمفاجآت، فالمباراة الأولى حملت مفاجأة، وكذلك الثانية، ولا يوجد شيء ليس وارداً في كرة القدم التي يجب دائماً أن يحضر فيها اللعب النظيف والروح الرياضية.
ورفض بلاتر توقع نتيجة المباراة النهائية اليوم وقال: علينا أن ننتظر ونستمتع بالمباراة التي تحتمل كل التوقعات، فالإنتر فريق يملك الخبرة، ويضم لاعبين من البرازيل والأرجنتين وأفريقيا وأوروبا، ويمثل تقريباً كل القارات بنجومه، ومازيمبي لديه تسعة لاعبين محليين، وواحد من الكاميرون، وآخر من زامبيا يملك الحماس والقوة ورغبته كبيرة في تحقيق إنجاز يضاف إلى الإنجاز التاريخي بوصوله إلى نهائي البطولة.
وقال بلاتر في كأس العالم الأخيرة بجنوب أفريقيا رأينا المنتخب الإسباني الذي حقق البطولة يلعب بلاعبين يلعبون في الدوري الإسباني كأساسيين، وكان من يلعبون في إنجلترا على مقاعد البدلاء، ودعونا نلعب كرة قدم نظيفة تكون المواجهة فيها بين الخبرة والحماس.
وأضاف: لقد كانت مباراة مازيمبي وإنترناسونال البرازيلي قوية وجذابة، وإذا كنت بطلاً لليبرتادوريس، فيجب ألا تقلل من قيمة مازيمبي، وتقدره، وهذا ما قاله مدرب إنترناسونال نفسه والذي لولا أنه فريق جيد، لما فاز بالبطولة القارية، ثم حضر إلى أبوظبي للمشاركة في المونديال، وأنا كرئيس للفيفا أقبل بالنتائج، ولا أستطيع توقع نتيجة أي مباراة حتى بغير صفتي كرئيس.
وأبدى جوزيف بلاتر ثقته الكبيرة في قدرة البرازيل على تنظيم كأس العالم 2014، واستكمالها للبنيات التحتية من مطارات وفنادق وملاعب في الوقت المناسب، معتبراً أن البرازيل تمثل قارة كرة القدم، وإن 200 مليون شخص باقتصادهم القوي، والذي يتواجد بين أفضل 20 اقتصاداً في العالم يمكنهم أن ينجزوا كل المطلوب لاستضافة الحدث.
وعن وجود أي خطط بديلة في حال إخفاق البرازيل في إنجاز بنياتها التحتية قال: هناك تنسيق وتواصل تام مع المسؤولين في البرازيل، وفي مقدمة هؤلاء الرئيس، وخطتنا البديلة، كما ذكرت قبل سنوات الثانية والثالثة هي البرازيل نفسها التي نعلم أنها سوف تنجز كل ما هو مطلوب منها وسوف نقرع الجرس إيذاناً بانطلاقة البطولة في يونيو 2014 في البرازيل.
وقال إن ما يتردد الآن عن عدم قدرة البرازيل على تحقيق المطلوب منها سبق وأن تردد عن جنوب أفريقيا منذ أربع سنوات، لكن التوقعات جاءت معكوسة وكانت البطولة ناجحة.
فالكه: 8 دول تطلب استضافة مونديال الأندية
أبوظبي (الاتحاد) - كشف جيروم فالكه الأمين العام للاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” أن8 دول مهتمة باستضافة مونديال الأندية بعد النسختين المقبلتين اللتين تستضيفهما اليابان، وأوضح أن البطولة ستنتقل إلى دول مختلفة بعد اليابان. وعن بطولة كأس العالم 2014 في البرازيل للكبار أكد أن النقاش مستمر مع الحكومة البرازيلية على مستوى الرئيس والمسؤولين، وسيكون هناك عدد من القرارات في مارس المقبل تعنى بمعرفة الملاعب والمدن التي تستضيف مباريات البطولة. وقال: لدينا فريق عمل متكامل لمتابعة كل الترتيبات والتحضيرات، من حيث المطارات والملاعب والفنادق، وما إلى ذلك من الأمور المتعلقة بالتنظيم، ونأمل أن يكتمل كل شيء في توقيت مناسب، ونحن حريصون على التأكد من ذلك.
نظام مناسب
قال بلاتر إن نظام بطولة كأس العالم للأندية الحالي، والذي يجعل البطولة تقام في أسبوع واحد، نظام مناسب، حيث تقام البطولة في ديسمبر، ولفترة وجيزة في وسط الموسم الكروي، وزيادة عدد مبارياتها أو الأندية التي تشارك فيه تبقى مقترحات جيدة، لكن إذا تم النظر في التقويم الدولي، فإننا نجد أن اللعب في ديسمبر سهل، لكن قد تطرأ بعض التعديلات في المستقبل.
واعتبر بلاتر أن وصول مازيمبي إلى هذه المرحلة أمر جيد وأن المنافسة جاذبة في هذا التوقيت من العام وزيادة مدتها على الأسبوع الواحد، سيكون أمراً غير سهل في ظل التقويم الدولي لأنشطة كرة القدم.
حشد الأصوات في انتخابات رئاسة «الفيفا»
رفض بلاتر ترشيح أحد ليكون خليفة له في رئاسة “الفيفا”، وقال: أرشح نفسي للرئاسة في انتخابات “الفيفا” العام المقبل، وسيكون هناك بعض المرشحين، لكن القرار سيكون عند كونجرس “الفيفا” وسوف أعمل على حشد أكبر عدد من الأصوات لمساندتي.
وقال إن الخطوات الكبيرة التي قام بها الاتحاد الدولي لتطوير اللعبة جعلته يفكر بأن يقوم بتوجيه برامج “الفيفا” إلى خدمة المجتمع حول العالم بجانب مواصلة تطوير اللعبة.
اعتذار عن التأخير
تأخر جوزيف بلاتر ثلاث دقائق في الوصول إلى مركز المؤتمرات الصحفية بمدينة زايد الرياضية، واستهل حديثه في المؤتمر، بالاعتذار عن التأخير ومازح الإعلاميين، قائلاً تأخرت ثلاث دقائق، واعتذر عن ذلك، لكنني أعدكم بأن مباراتي تحديد المركزين الثالث والرابع والمباراة النهائية ستقامان في موعدهما.
عدد اليوم
