الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

18 فنانا يقدمون أساليب تشكيلية متعددة

21 ديسمبر 2006 01:56
الشارقة ــ إبراهيم الملا: افتتح سعادة عبدالله العويس مدير عام دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة مساء أمس الأول بمتحف الشارقة للفنون معرض ''بيت الفنان''، وهو المعرض الذي احتضنه قسم الفن العربي المعاصر بالمتحف، وحضر الافتتاح هشام المظلوم مدير إدارة الفنون بالدائرة، وجمع من الفنانين والمهتمين بالنتاجات الحديثة لبيت الفنان بالشارقة، وشمل المعرض ــ الذي يحتفل بعامه التاسع على التوالي ــ عددا من الأعمال الأخيرة لفنانين من الإمارات ولزملائهم من المقيمين العرب الذين فعّلوا النشاط الفني ببيت الشامسي أو ''رواق الشارقة للفنون'' منذ مدة طويلة، وشكلوا من خلال الورش، والنشاطات الموسمية، والتمايزات الشخصية، ما يشبه الخلية المتنافسة على رفد المعرض بخلاصة تجاربهم الجديدة وحراكهم الممتد باتجاه التطور الأسلوبي والفكري الذي لامس هذه التجارب وجعلها معنية بقلق الأسئلة والطروحات التي يحفل بها الفن المعاصر· ورغم الحضور المهيمن للأسماء المعهودة التي وسمت المعرض في دوراته السابقة، إلا أن الأسماء الجديدة في المشهد التشكيلي الإماراتي كان لها نصيب من المشاركة وإثبات الحضور الفني، لأن مثل هذه المعارض الجماعية لا تهدف سوى لرصد التنوع والإبدال والبحث والتجريب الذي يمارسه الفنان في حقل إبداعه الخاص، وفي حقل الحوارات الإبداعية مع الآخرين، وللكشف أيضا عن المواهب الجديدة التي لا تروم الدخول في معترك المعرض الفردي المتطلب لشروط الخبرة والرصيد الفني والمهني المتراكم· وفيما يخص أسلوب الطرح الفني والتعبير البصري، فإن الأعمال ولشدة تنوعها وتباينها امتزج فيها خليط متعدد من المدارس والاتجاهات، فمن الحروفية إلى الانطباعية والتجريدية التعبيرية ومرورا بالتصوير الفوتوغرافي والفنون الفطرية والسريالية ووصولا للأعمال التركيبية والفيديو آرت، احتشد المعرض بكتل مفهومية وتجارب متقاربة في اتجاه، ومتنافرة في أكثر من اتجاه، ولعل هذا التعدد مسؤول أيضا عن ضبابية الهوية التي لا يبدو أن هذا التجمع الفني يسعى لترسيخها كعنوان أحادي في هواه ومضمونة· إن المرور السريع على الأسماء المشاركة في معرض: ''بيت الفنان'' سوف يحمل في طياته الكثير من الدلالات والإشارات الموحية بأن سكان هذا البيت مشغولون بعزلاتهم الفنية، أكثر من انشغالهم بتكوين جماعة ذات رؤى واجتراحات متناغمة ومنسجمة، ذلك أن هذه الأسماء وفي الخلاصة المرتجاة من العمل الفني يراهنون على الإبداع الفردي وسط الحضور الجماعي، إنها الحماية والمظلة التي يوفرها المعرض للفنان كي يتفتح على الآخر من خلال الذات، وكي لا يذوب أيضا في هذا الآخر لمجرد الوقوف على ضفافه ومجاورته· شارك في المعرض 18 فنانا نذكر منهم على سبيل المثال الفني والموحي بتعدد الاتجاهات والرؤى، كل من: عبدالرحيم سالم، أحمد شريف، خليل عبدالواحد، إسماعيل الرفاعي، عبدالكريم السيد، ضياء الدين الدوش، صالح الأستاذ، ومحمد إبراهيم القصاب، وغيرهم· وكما يذكر الدكتور عبدالكريم السيد في كتيب العرض، فإن ''اختلاف الأساليب والخامات في المعرض، هو في صالح الرقي والسمو بالفن التشكيلي، ذلك أن التنوع الفني يساهم في البعد عن الادعاء والتبعية والتقليد، والذهاب باتجاه العناق اللوني والشكلي في أعمال الرسم مع تراقصات الكتلة والفراغ في الأعمال النحتية لتصب موسيقاها في مجرة الحلم والنشوة الكاملة، هنا تمتزج الحضارات والثقافات المتعددة في لقاء فني تشكيلي، تختلف الأساليب الفنية فيه، ولكنها تلتقي في بؤرة الإبداع'' وللإطلاع على حيثيات الدورة التاسعة لمعرض ''بيت الفنان'' قال هشام المظلوم مدير إدارة الفنون ل '' الاتحاد'' : إن معرض فناني الرواق هو تقليد سنوي يدخل ضمن إطار الدعم الذي يسند التجارب التشكيلية والمساهمين فيها من فناني الإمارات والعرب، هذا الدعم الذي يتبناه ويقف وراءه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، والذي يفعل وينمي دور بيوتات الفن المحلية والتي لا نجد لها مثيلا في الدول العربية الأخرى· ويضيف المظلوم: أن أهم مميزات هذا المعرض هو التأكيد على تنوع المنتج الفني، مع تنوع الجنسيات المشاركة فيه، رغم تحفظنا على مصطلح ''الجنسيات''، حيث لا جنسية للفن، كونه لغة إبداعية وعالمية مشتركة، هذا التنوع خرج إلينا بأعمال تصويرية معلقة، وأخرى ضوئية وتزيينية، وتوفر المعرض أيضا على الأعمال الفراغية وتلك التي تحمل مضامين فكرية وذاتية، ولاحظنا في المعرض غلبة الفنون المعاصرة على جل الأعمال المعروضة، وهذا التأثر أتى كنتاج لتعرف الفنانين من خلال المعارض الدولية وأهمها بينالي الشارقة على مدارس واتجاهات الفن الحديث، ومن جانبنا وعطفا على هذه النوعية من المعارض بدأنا في الذهاب باتجاه خطوات جديدة تتمثل في تبادل الخبرة والمشاركة مع بيوتات الفنانين في العالم، والدليل على ذلك يتمثل في تجربة الفنان ''خليل عبدالواحد'' مع بيوتات الفنانين في أوروبا وبالأخص في هولندا وألمانيا، ولاحظنا في هذا المعرض أيضا وجود أعمال تناقش الهم السياسي والإجتماعي من خلال الفنانين العراقيين المساهمين في المعرض'' وفي سؤالنا عن سبب التركيز الكبير على هذا المعرض مقارنة بالأنشطة الأخرى في رواق الشارقة، أشار ''المظلوم'' إلى أن هذا المعرض رغم أهميته لا يلغي الجهد المبذول في استضافة المعارض الفردية داخل الرواق والذي شمل 12 معرضا هذا العام، إن تعرّف المبدعين والهواة والمتدربين الملتحقين ببيت الفنان على التجارب المهمة لهذه المعارض الفردية أدى بالنتيجة لصقل مواهبهم وتبادل الخبرة مع الفنانين الذين سبقوهم في هذا المجال، بالإضافة إلى ذلك فإن فناني الرواق ساهموا في الفعاليات الأخرى وأثروها بنتاجاتهم، خصوصا في المنطقة الشرقية التابعة لإمارة الشارقة، وفي الجاليريهات والمعارض الأخرى التي أقيمت على أرض الدولة''·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©