الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«خليفة الإنسانية» تطلق مشروعاً للتحصين الغذائي في أفغانستان

«خليفة الإنسانية» تطلق مشروعاً للتحصين الغذائي في أفغانستان
11 سبتمبر 2012
أعلنت مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية البدء بتنفيذ مشروع إنساني كبير في أفغانستان، أطلقت عليه مشروع “التحصين الغذائي” الذي سيستفيد منه نحو 15 مليون نسمة يمثلون نحو 50 بالمائة من الشعب الأفغاني. وقالت المؤسسة في بيان ألقته أمام احتفال كبير أقيم في مبنى الرئاسة الأفغانية في كابول يوم امس الأول بهذه المناسبة، إن هذا المشروع الإنساني وهو الأول من نوعه في الشرق الأوسط يقوم على فكرة “الوقاية قبل العلاج”، أي معالجة أسباب الفقر والمرض الذي يعاني منه نحو 77 بالمائة من الشعب الأفغاني. وأكد البيان الذي ألقاه محمد علي البستكي نائب المدير العام لمؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية أمام الاحتفال، بحضور جمعة الكعبي القائم بأعمال سفارة الدولة في كابول والدكتورة ثريا الدليل وزيرة الصحة الأفغانية وممثلين عن مؤسسة جين العالمية وبرنامج الغذاء العالمي وحشد من ممثلي وسائل الإعلام العالمية، انه بعد دراسة متأنية للوضع الغذائي العام في أفغانستان تبين أن ثلثي الأطفال يعانون من سوء التغذية، كما أن 30 بالمائة من سكان البلاد لا يحصلون على الغذاء الصحي السليم و77 بالمائة من سكان المناطق النائية يعانون من نقص الغذاء، إضافة إلى أن 57 بالمائة من السكان عامة لا يحصلون على مياه الشرب النظيفة والصحية، وهذا أدى إلى أن تصبح أفغانستان في المرتبة الثالثة دولياً في معدل وفيات الأطفال والثانية في معدل وفيات الأمهات. وتابع “وعليه فقد قررت مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية الدخول في شراكة استراتيجية مع مؤسسة جين العالمية في مشروع مدته أربع سنوات، يهدف إلى توفير الغذاء الصحي المحصّن بالمغذيات الضرورية كالفيتامينات والمعادن والأملاح والحديد ويغطي 15 مليون نسمة هم نصف سكان البلاد. وأوضح أن هذه المبادرة تهدف إلى خفض نسبة الوفيات بين الأمهات والأطفال ورفع القدرات الذهنية والمعرفية لديهم، مما يساهم في تطور المجتمع وتقدمه وإلى التنمية البشرية المتكاملة في المجتمع الأفغاني. استراتيجية المؤسسة وأشار إلى أن استراتيجية مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية في الجانب الصحي تركز على الشق الوقائي في الخدمات الصحية، التي تقدمها إلى المحتاجين في العديد من الدول حول العالم، حيث جاء الغذاء الصحي والمياه النقية الآمنة في مقدمة الأولويات في هذا الخصوص، وأن الإحصاءات الدولية تفيد بأن هناك 925 مليونا من البشر يعانون من نقص الغذاء، كما أن سُبع سكّان العالم لا يحصلون على الغذاء الصحي الكافي ومن جانب آخر فإن سوء التغذية هو السبب المباشر لموت 3.5 مليون طفل دون سن الخامسة، وأنه السبب غير المباشر في موت 11 مليون طفل في الدول النامية كما يتسبب سوء التغذية في 11 بالمائة من الأمراض المنتشرة. وذكر أنه بسبب هذه المعطيات المؤلمة جاءت استراتيجية مؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية بالتصدي لسوء التغذية وتوفير الغذاء الصحي المناسب والمياه النقية الآمنة في المجتمعات المحرومة، وذلك لدعم الجهود الدولية الرامية إلى تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية، فمحاربة سوء التغذية يلتقي مع هذه الأهداف في ثلاثة محاور هي أن توفير الغذاء الصحي المناسب يؤدي إلى التنمية الاقتصادية في المجتمعات، وبالتالي يؤدي إلى تخفيض معدلات الفقر والجوع، والمحور الثاني هو نشر التعليم الأساسي من خلال العمل على تنمية القدرات الذهنية والمعرفية لدى الأطفال، أما المحور الثالث، فهو تقليل عدد الوفيات بين الأطفال والأمهات وتحسين صحة النساء من خلال محاربة سوء التغذية. وقال إن مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية ستنفذ هذا المشروع الإنساني الكبير في أفغانستان، بالتعاون مع مؤسسة جين العالمية ومقرها جنيف بسويسرا والتي لها خبرات كثيرة في هذا المجال، وتملك كفاءات وقدرات في توفير الغذاء المحصن والمغذيات الصغرى، وهي تسعى بنجاح ملحوظ إلى أن تكون شريكاً فعالاً ومؤثراً في مؤسسات القطاع الخاص، للمساهمة في إنجاز مشاريعها الغذائية والصحية في مختلف دول العالم. وذكر أن المرحلة الأولى من المشروع شملت دراسة الوضع الغذائي العام في أفغانستان ومراجعة السياسات والنظم الخاصة بالغذاء والأمن الغذائي مع الجهات الرسمية المختصّة، وذلك لاستجلاء الواقع وتحديد الاحتياجات الفعلية ووضع الأولويات المهنية لتنفيذ المشروع على أسس علمية مدروسة.. وفي المرحلة الثانية التي امتدت من أبريل 2011 إلى مارس 2012 تم خلالها وضع استراتيجية التنفيذ وخطة العمل، بما في ذلك اختيار الشركاء المحليين والدوليين ثم توقيع الاتفاقيات المناسبة بهذا الخصوص. وأشار نائب المدير العام لمؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية إلى أن المؤسسة نفذت قبل هذا المشروع مشاريع إنسانية عديدة في أفغانستان وغيرها من الدول، حتى بلغ عددها نحو 60 دولة حول العالم. وفي أفغانستان تحديداً قدمت المؤسسة خدمات إنسانية عديدة شملت معظم الولايات، حيث تم توزيع الحقائب المدرسية والقرطاسية وملابس للطلبة والطالبات في معظم المحافظات، وذلك لدعم التعليم وبالذات تعليم الإناث. كما دعِمّت المدارس بالوسائل التعليمية وتم توفير المواد التعليمية لعدد كبير من المدرسين في هذه المدارس، إضافة إلى توزيع الطرود الغذائية الموسمية. كما وفرّت المؤسسة حاجات الناس في الشتاء من بطانيات وملابس وأغذية في مختلف المدن والقرى الأفغانية، وتم أيضاً تعزيز قطاع الصرف الصحي وتوفير مياه شرب آمنة صحية وتنفيذ مشاريع تغذية للأطفال في العاصمة كابول ومقاطعات بدخشان وقنداهار ومزار شريف وبراون وفارياب وباميان وننجرهار. تقدير أفغاني من جانبها، عبرت الدكتورة ثريا الدليل وزيرة الصحة الأفغانية عن تقدير بلادها العميق رئيسا وحكومة وشعبا، لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، ولحكومة وشعب الإمارات ولمؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية التي ترعى مشروع التحصين الغذائي في أفغانستان. وقالت إن بلادها ممتنة كثيراً لدولة الإمارات وهيئاتها الخيرية والإنسانية التي تقدم المساعدات المتعددة لأفغانستان، مشيرة إلى أن اللجنة الإماراتية الدائمة للمساعدات الإنسانية والإنمائية في أفغانستان والتي يرأسها سعادة يوسف سيف آل علي سفير الدولة في أفغانستان، تشرف على العديد من المشروعات الإنسانية الإماراتية في بلادها والتي يستفيد منها مئات الآلاف من الأفغان الفقراء. وأشارت إلى اأن مشروع التحصين الغذائي الذي ستنفذه مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، يعتبر قفزة نوعية في مجال المشاريع الإنسانية العالمية إذ لم تقم بمثله مؤسسات وهيئات دولية خيرية أخرى، حيث إن هذا المشروع أصبح ملحا في بلادها في هذا الوقت الصعب الذي تتعافى فيه أفغانستان، إذ سيعمل المشروع على تقوية صحة السكان ويقلل من نسبة الوفيات بينهم خاصة الأطفال والأمهات كما سيدعم الاقتصاد الأفغاني على المدى البعيد. ثم ألقى مارك فان امبرينجن المدير التنفيذي لمؤسسة جين العالمية كلمة ثمن فيها رعاية مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية لهذا المشروع الإنساني الكبير في أفغانستان.. وقال إن هذا المشروع يوفر الدعم المالي والخبرة الفنية لإنتاج المواد المعززة غذائيا ورصد جودتها وخلق الطلب لها، ووضع الدلائل الفنية لتنمية القدرات البشرية في هذا المجال. وعبر عن سعادته بدعم مؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية لهذه المبادرة الإنسانية عالية المستوى، والتي ستحدث تطوراً حقيقياً في حياة الملايين من الفقراء في أفغانستان. تثمين دولي أما لوي لامبلو مدير برنامج الغذاء العالمي فقال إن المشروع الكبير الذي أطلقته مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية في أفغانستان يشكل دعما اأساسيا لتحصين غذاء السكان من المواد الأساسية، ويعالج الفقر والمرض قبل وقوعهما وهو مشروع فعال سيعطي إثره الكبير مستقبلا من خلال تراجع نسبة الوفيات بين الأطفال والأمهات. الطحين والزيوت وصف محمد منصور المستشار الإقليمي لمنظمة جين العالمية لشؤون التغذية مشروع التحصين الغذائي الذي تبنته مؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية بأنه مشروع كبير، ستكون له نتائج ممتازة على الصعيدين الغذائي والصحي لملايين الأفغان خاصة الفقراء منهم. وقال إنه سيتم من خلال المشروع إيصال طحين القمح والزيوت النباتية المعززة غذائيا بالفيتامينات والمواد المعدنية إلى المجتمع الأفغاني، خاصة الفئات المستهدفة منهم وهم الأطفال دون سن الخامسة والنساء في طور الإنجاب. وذكر أنه سيتم من خلال المشروع الدخول في شراكة مع أكبر مصانع الزيوت النباتية وأكبر صوامع طحين القمح العاملة محليا أو المصدرة لأفغانستان، بالتزامن مع توفير التجهيزات والخلطات الغذائية لهذا القطاع الصناعي والتدريب على ضمان جودة المنتج.
المصدر: كابول
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©