الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

حمد بن صراي يستعرض سيرة الإمارات في التاريخ

حمد بن صراي يستعرض سيرة الإمارات في التاريخ
24 يناير 2011 20:49
استضاف اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات في مقره على قناة القصباء مساء أمس الأول الباحث الدكتور حمد محمد بن صراي أستاذ التاريخ والآثار في كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية التابعة لجامعة الإمارات في أمسية قدم خلالها محاضرة بعنوان “الإمارات.. عراقة الماضي وأصالة الحاضر”، استعرض فيها أبرز المحطات في تاريخ دولة الإمارات على الصعيدين السياسي والتاريخي، ليقوم بما هو أشبه بمسح للمكان والحراك الإنساني في الجغرافيا وعلاقته بما يحيط به من حضارات ودول قديما وحديثا. وفي تقديمها للمحاضرة أشارت الشاعرة جميلة الرويحي عضو مجلس إدارة الاتحاد منسق الأنشطة الثقافية إلى أنه بعد مرور هذه الأعوام كلها على نشأة دولة الإمارات العربية المتحدة على أيدي الآباء المؤسسين عام 1971 فإن مواجهة المستقبل تكمن بأن الإنسان هو أساس التقدم الاجتماعي والاقتصادي في مواجهة نضوب ثروة البترول وبالتالي هناك نهج قد تأسس عليه الاتحاد يرتكز على هذه الرؤية الواضحة. وتحدث بن صراي أولا عن الخطوات الأولى باتجاه نشأة الاتحاد بدءا من الفكرة. ثم سعى إلى تقديم صورة واضحة عن سبل العيش والكفاح في سبيل الاستقرار والعيش اللذين مارسهما الإنسان الإماراتي عبر التاريخ مبرزا بذلك الدور الملاحي للسكان وأهميته في عملية التواصل الخارجي مع العالم الخارجي كما تطرق إلى علاقة المنطقة عموما مع المناطق الأخرى في الخليج العربي وشبه الجزيرة العربية وشبه القارة الهندية وجنوبي شرق آسيا وساحل المتوسط وروما موضحا الدور الاقتصادي للمنطقة وأثر التشكيل الاستيطاني على هذا الدور وكذلك على النشاط المديني والحضاري لأهالي المنطقة. وأكد بن صراي أن هناك نوعا من التوافق بين التاريخ والجغرافيا جعل المنطقة التي تأسس عليها الاتحاد قادرة على منح الحضارات التي تواجدت فيها ميزات خاصة عبر التاريخ ذلك أن الإمارات تمثل رقعة جغرافية تخلو من الأطراف الناتئة بوصفها إقليما متلاصقا في وحدة واحدة قريبة من البحر ولديها إمكانية واسعة للتواصل مع العالم الحيّ، الأمر الذي مكّنها من التفرّد بموقع إقليمي هام ترك أثرا على سلوك الاهالي في طريق البحر وطوّر من مهاراتهم في الاستفادة منه ما جعل منها قاعدة مهمة على الصعيد الجغرافي وحلقة وصل رئيسية بين عالمين. ثم استعرض بن صراي مسألة العروبة وهجرة القبائل العربية إلى المنطقة وكذلك دخول الإسلام إليها طوعا لا حربا لتسقر هويتها على ما هي عليه الآن بوصفها هوية عربية إسلامية. أيضا تطرق إلى أسفار الأهالي وتنقلاتهم بحثا عن سبل العيش فأشار إلى أن أماكن الاستيطان في السواحل والأرياف والسهول تؤكد بأن هناك مراحل استيطانية متنوعة مرّت بالمنطقة عبر التاريخ. كما أكد أن هناك العديد من الموانئ والمدن الإماراتية موجودة في المصادر التاريخية والنصوص لكنْ لا آثار لها على الأرض في حين أن البعض الآخر من هذه الموانئ والمدن لا وجود له في المصادر التاريخية والنصوص لكن آثارها ما تزال باقية مستشهدا بـ”جلفار” التي لم تظهر في النصوص حتى القرن الثالث عشر الميلادي، في حين أن “الدور”، وهي مرفأ نشط وهي مدينة ذات صلات تجارية واقتصادية عالمية ولها ارتباط بالداخل إلى جانب علاقاتها الكثيرة بالهند وروما والعالم العربي، مذكورة في المصادر ولها وجود آثاري، أما “دبا” فأورد الباحث أنها معروفة في الوثائق بدءا من ما قبل الإسلام لكنها مفقودة بوصفها أثرا، ليتساءل “هل ما زلنا نبحث في المكان الخطأ؟”. أيضا تطرق الباحث للأسفار البعيدة لأهل المنطقة فقال إنها قد بدأت قبل الإسلام لكنها أسهمت كثيرا في النهضة الإسلامية بمراحلها المتعددة والمتعاقبة ليستعرض في إثر ذلك عددا من أبطال الفتح الإسلامي وعلماء الدين واللغة والأدب الذين باتوا رموزا شعبية لأبناء الساحل العماني إجمالا بوصفهم قد خرجوا من أصلاب الناس هنا من مثل: الصحابي مازن بن الغضوبة الطائي الخطامي وجيفر وعبد ابنا الجلندي وحذيفة بن محصن القلعاني أو القلفاني والقائد المهلّب بن أبي صفرة والقائد (ظالم) بن سارق الأزدي القحطاني الدباني والتابعي العالم الفقيه أبو الشعثاء جابر بن زيد الأزدي والعالم والأديب اللغوي أبو بكر بن محمد بن دريد الأزدي والملاح العالم الكبير شهاب الدين أحمد بن ماجد الجلفاري والأديب الحكيم المايدي بن ظاهر والشاعر محمد بن صالح المنتفقي. وعاد الباحث بن صراي ليؤكد في ختام حديثه على أن موقع الدولة قد أسهم في أن يوجد فيها مجالا للنشاط الاجتماعي واستيطانا بشريا محليا كافح، قديما وحديثا من أجل التواصل مع العالم وتحقيق نهضة وتقدم منطقة الخليج العربي كوحدة واحدة.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©