قررت سلطات الاحتلال الإسرائيلي مصادرة 20 دونماً من أراضي محافظة القدس وقمعت أمس مسيرتين ضدها في الضفة الغربية المحتلة، فيما أدى آلاف الفلسطينيين صلاة الجمعة في المسجد الأقصى وساحاته في سياق استنفار لحمايته من مخططات الهدم والتهويد.
فقد ذكرت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية أن رئيس «الإدارة المدنية» الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، المنتهية ولايته، يؤاف مردخاي وقع في الثالث من نوفمبر الماضي أمراً بمصادرة 50 دونما من أراضي قرية بيت أكسا شمالي القدس المحتلة لمصلحة مشروع سكة حديدية ستربط القدس مع تل أبيب، وذلك قبل أيام فقط من انتهاء مهام منصبه.
وجاء في نص الأمر «لقد اقتنع رئيس الإدارة المدنية بأن مصادرة الأراضي المذكورة تصب في الصالح العام وتهدف الى مد سكة حديد وشق طرق تصل الى موقع البناء، خاصة ان منفذ المشروع يمتلك القدرة على تعويض أصحاب الاراضي، إضافة إلى توافر الاسباب الموجبة لنزع ملكية هذه الأراضي فورا».
ويقضي الامر بمصادرة 20 دونماً لشق نفق تمر عبره السكة الحديدية و30 دونماً أخرى لتستخدم في تنظيم العمل لشق النفق المذكور على ان تعاد بعد ذلك لأصحابها الأصليين.
في غضون ذلك، أصيب عشرات المتظاهرين بحالات اختناق شديدة نتيجة استنشاقهم الغاز المسيل للدموع خلال قمع قوات الاحتلال مسيرتي قريتي نعلين وبلعين قُرب رام الله الاسبوعيتين احتجاجاً على بناء المستوطنات اليهودية وجدار الفصل العنصري الإسرائيلي في الضفة الغربية.
وشارك في المسيرتين أهالي القريتين والعشرات من نشطاء السلام الإسرائيليين والمتضامنين الأجانب.
ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية، وصور منسق «اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان» الأسير عبدالله ابورحمه ولافتات منددة بالاستيطان وهدم وسرقة البيوت المقدسية وسياسة الاحتلال القمعية ضد الأسرى في سجونه. وطالبوا بوقف سياسة الترحيل والابعاد وحملات الاعتقال، والإفراج عن جميع المعتقلين بشكل عام ومعتقلي «المقاومة الشعبية» بشكل خاص، ورفع الحصار عن قطاع غزة.
وتوجهت المسيرتان نحو الجدار، حيث كانت قوات من جيش الاحتلال الإسرائيلي تكمن لهما على مسار الجدار وقامت بإطلاق الرصاص المغلف بالمطاط وقنابل الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية عليهما من جميع الاتجاهات، مما أدى إلى إصابة العشرات بحالات الاختناق الشديدة.
واعتقلت القوات الإسرائيلية فلسطينيا في قرية حزمة قُرب رام الله بدعوى أنه «مشتبه بضلوعه في ارتكاب اعتداءات ضد أهداف إسرائيلية». واقتحمت قوات الاحتلال بلدة كفل حارس قُرب سلفيت وسط الضفة الغربية من أجل تأمين زيارة المستوطنين الى المقامات الدينية الموجودة على ارض البلدة.
واقتحم 3 آلاف مستوطن البلدة تحت حراستها المشددة.
من جانب آخر، أدى آلاف الفلسطينيين من أهالي القدس وضواحيها وبلداتها والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 صلاة الجمعة في رحاب المسجد الأقصى المبارك، رغم إجراءات الاحتلال المشددة التي شملت نشر المئات من الجنود في معظم أحياء المدينة وشوارعها وخارجها.
ودعا إمام المسجد الأقصى الشيخ محمد سليم محمد علي الى شد الرحال إليه والحرص على أداء الصلوات الخمس فيه على مدار الأيام، من أجل إعماره والحفاظ عليه من المخططات الإسرائيلية لهدمه وتهويده. وقال إن تحذيرات مسؤولين إسرائيليين من احتمال انهيار المسجد الأقصى أو جزء منه وتحديداً المصلى المرواني يجب أخذها على محمل الجد، ودعا العالم أجمع إلى تحمل مسؤولياته إزاء سلامة المسجد وطالب العالمين العربي والإسلامي بالعمل على المحافظة عليه. كما طالب خطيب الاقصى بعقد مؤتمر عربي إسلامي لنصرة القدس والمسجد الأقصى.
واندلعت بعد الصلاة مواجهات بين الشبان المقدسيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي بالقرب من خيمة الاعتصام في حي البستان ببلدة سلوان جنوب المسجد، رشق الشبان خلالها الجنود الإسرائيليين بالحجارة والزجاجات الفارغة.
عدد اليوم
