الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

التجارة الإلكترونية تقطف ثمار تطـــور الحلول الرقمية

21 ديسمبر 2006 22:50
ملف من إعداد- عدنان عضيمة: تقول الحكمة القديمة: (إذا أردت أن تصطاد فاذهب إلى حيث يوجد السمك)؛ وبالطبع، لا يمكن لصيّاد ماهر مهما بلغ من مراتب الخبرة والحرفنة أن يصطاد السمك في مغطس الحمام!· وعلى نحو مشابه، وطالما أن أعداد البشر الذين يتواصلون عن طريق الإنترنت أصبح يزداد وفق دالّة أسّية، فقد اقتضى الأمر أن تنتقل الأسواق من الزوايا والشوارع المادية إلى شاشات الكمبيوتر· وكل من يعارض هذا التوجه أو يتخذ موقفاً معاكساً لهذا التطور يكون قد حكم على نفسه بالخروج من الأسواق؛ ويصبح كمن يفتتح دكاناً في الصحارى· وكان هذا المفهوم الصريح كافياً لدفع العديد من الشركات الجديدة لتأسيس مواقع خاصة بالوساطة التجارية على الإنترنت والتي تلعب دور همزة الوصل بين المنتج والمستهلك؛ ومن أشهرها ح؟َِّفكم، وعُُِِّّّقم وغيرهما· وأصبحت هذه الشركات تلعب دور البوابات الحقيقية التي يدخل عبرها الزبائن إلى هذا العالم التجاري الجديد· وسبق لنسخة (الويب 1,0) أن تمكنت قبل بضع سنوات من خلق البيئة البسيطة والفعّالة الأولى لعالم التجارة الحديث، وحيث أصبح في وسع أصحاب السلع والخدمات بيع منتجاتهم على الخط؛ والآن، أصبحت النسخة الأحدث (الويب 2,0) قادرة على تسخير بيئة الإنترنت كأداة أكثر فعالية لتسويق المنتوجات· ونحن نشهد الآن البدايات الأولى لظاهرة جديدة عندما تكفلت مواقع مثل (ماي سبيس) و(يوتيوب) بتوفير الحيّز الإلكتروني المناسب لأولئك الذين يريدون تعميم عروض الفيديو وبطاقات التعريف بأنفسهم وبأسلوبهم في العيش· وبهذا أصبح سلوك معظم الناس تحت المراقبة المستمرة (والبريئة!) من أصحاب السلع والخدمات ومروجيها· وهذا يعني أن كافة النشاطات البشرية المجانية في بيئة الإنترنت أصبحت مادة متزايدة الأهمية للدراسة من قبل المنتجين؛ وعن طريقها يتم البحث عن شرائح الزبائن المختارين لشراء سلع أو خدمات معينة· ويقول تقرير بقلم جولي ماير نشرته الـ''فاينانشيال تايمز'' إن الدخول المستمر إلى هذه المعلومات القيّمة ومعالجتها على النحو السليم واستنباط مدلولاتها ومعطياتها، باتت من الأمور الضرورية الحساسة بالنسبة لمنتجي السلع والخدمات· وهي تخلص من دراسة ميدانية أنجزتها مؤخراً إلى أن معظم الشركات تسجّل قصوراً كبيراً في الاستفادة من هذه المعلومات· ولاحظت أن المعلومات التي يتم نقلها من الويب إلى أنظمة المعالجة والتخزين في الشبكة الإلكترونية للشركات الكبرى والصغرى، يعمّها التكرار وعدم الدقة؛ وغالباً ما يشعر المكلفون بمعالجة هذه المعلومات التي لا تتوقف عن التدفق، بالارتباك والافتقار إلى الخبرة الكافية بطريقة تصنيفها والاستفادة منها· وعندما يحتاجون إلى هذه المعلومات يصابون بالإحباط وهم يبحثون عنها دون طائل بالرغم من أنها تكون تحت أيديهم، أو تحتاج إلى نقرة معينة في مكان محدد من لوحة المفاتيح· ويكون من الواضح أن هذه الظاهرة تنطوي على العديد من المشاكل المعقدة؛ ومن ذلك أن الأمر يتطلب التمحيص في الخزين الضخم من المعلومات والبيانات والصور والأفلام التي تتضمنها الإنترنت؛ وحتى لو انصرف فريق الخبراء العاملين في هذا الميدان إلى إنجاز هذا العمل، فسوف يلاحظون بين الفينة والأخرى أنهم على وشك الغرق في بحر المعلومات والبيانات المستجدة· وتكون لهذه الظاهرة نتائجها الخطيرة عندما يشعر فريق العمل الإلكتروني المنضوي تحت مظلة (إدارة العلاقات مع الزبائن) بالإحباط والهزيمة تحت ثقل جبال المعلومات والبيانات المتدفقة· ولا يكون أمام الشركة المعنية في مثل هذه الحالة سوى البحث في المعلومات الفردية لعدد محدود من الأشخاص بدلاً من التعامل المباشر مع شرائح اجتماعية معينة· ويكون من المفيد الانتباه إلى أن الأشخاص الذين يقدمون المعلومات العامة عن سلوكهم الشخصي، كالتعبير عما يحبون أو يكرهون من مآكل وملبوسات وهوايات، لا يفعلون ذلك أصلاً حتى يصبحوا من الزبائن المعروفين لشركات معينة· ويقول التقرير إن هذه الظاهرة الاجتماعية - الاقتصادية أصبحت تبرر التساؤل: إلى أين يذهب العالم اليوم؟ وتقول ماير إن شركة (جوجل) تدعي أنها تعرف الجواب؛ وهي تستثمر الآن أموالها قريباً من فمها الذي لا يشبع، حيث قررت الشهر الماضي الاستحواذ على شركة (Youtube) مقابل مبلغ 1,65 مليار دولار؛ إلا أن السؤال الذي تطرحه الكاتبة يبقى على حاله: هل تمتلك جوجل الخبرة الكافية لحل هذه المعضلات التي تحول بين المنتجين والمستهلكين؟· وتجيب عن ذلك بالقول: (إن الأمر الأساسي في الموضوع يتعلق بالاهتمام بالزبائن· ويكمن الجزء الأكبر من المشكلة في أن الويب 2,0 بحد ذاتها تحولت إلى ظاهرة اجتماعية بدلاً من كونها ظاهرة اقتصادية· التسويق بالعدوى تتحدث ماير عن ظاهرة اقتصادية جديدة تدعى (التسويق الفيروسي) viral marketing أو الذي ينتشر في بيئة الإنترنت بطريقة العدوى عندما يدفع الفضول المبحرين عبر الشبكة إلى إخبار أصدقائهم وأقاربهم بميزات وأسماء السلع والمنتجات الخدمية التي يكتشفونها· ونظراً لما تكنّه ماير لهذه الظاهرة الجديدة من إعجاب واحترام فقد شاءت أن تعبر في تقريرها عن السف الشديد لأن اسمها اتخذ هذا المعنى المرادف للإصابة أو العدوى بالأمراض الخطيرة· فهي ترى أن الفيروسات بحد ذاتها تعدّ من العناصر السلبية في الحياة بخلاف التسويق عبر الإنترنت الذي أتاح للناس العثور عما يريدون بسرعة كبيرة وبمصاريف معدومة· وما من ثمة شك في أن (التسويق الفيروسي) يخلق الآن عالماً جديداً ينطوي على إمكانيات لا نهاية لها في مجال المحاكاة وتبادل المعلومات والإثارة· ولا شك أيضاً أن عثورك على الطرق البارعة المناسبة التي تحسن تقديمك إلى الأوساط والشرائح الاجتماعية على المستوى العالمي عن طريق الإنترنت، يعدّ أقصر طريق على الإطلاق حتى تجعل من نفسك مليارديراً من دون أن تحتكم إلى رأس المال المادي· وهناك المئات من الأمثلة عن صحة هذا الحكم· ومن ذلك مثلاً أن شركة (Myspace) التي استحوذت عليها شركة (نيوزكورب) العام الماضي مقابل مبلغ يزيد قليلاً عن 600 مليون دولار باتت تعد من الشركات الرائدة في بيئة (التسويق الفيروسي)؛ وهي ترفع على صفحة واجهة موقعها شعار (أعلن عن نفسك على موقعنا)· ولعل من الواضح تماماً بالنسبة للمتابعين والمحللين أن موقع (Youtube) ليس أكثر من مجرد ردّ جوجل على تحدي (Myspace) في عالم التعارف والتواصل الاجتماعي والتجاري· ويمكن القول باختصار إن (الويب 2,0) أصبحت الأداة التي توشك أن تمسح الطرق التقليدية في الإعلان والتسويق والترويج من حيز الوجود خاصة مع التزايد السريع في شعبيتها بسبب انبهار المبحرين بالفوائد الاجتماعية والاقتصادية الهائلة الكامنة فيها· ومن النتائج المتوقعة لهذه الظاهرة الجديدة هو أنها تتجه لأن تجعل الإعلان صناعة مجانية تتم من دون أية تكاليف شأنها في ذلك كشأن التراسل النصّي عبر الإنترنت·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©