الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مآس في مخيم للاجئين جنوب السودان

11 سبتمبر 2012
ييدا (جنوب السودان) (ا ف ب) - يطلق اللاجئ الصغير دانيال صرخات ألم حادة نتيجة تشقق الجلد في اغلب أنحاء جسده لإصابته بنقص حاد في التغذية، وهو ممدد على سرير في عيادة مخيم ييدا للاجئين في جنوب السودان. ويقول عمال الإغاثة إن حالة دانيال ابن الأربع سنوات هي حالة متكررة بين أطفال مخيم اللاجئين الواقع على طول الحدود داخل جنوب السودان. ووصل دانيال إلى المخيم مع والده بعد فرارهما على غرار الكثير من السودانيين، بسبب الحرب الأهلية في ولاية جنوب كردفان المجاورة. وأوضح والده كمال عبد الإله “كان يأكل بشكل طبيعي، إلى أن انتفخ بطنه وأصيب بالإسهال”، فيما جلس إلى جانب ابنه في العيادة التي تديرها منظمة “أطباء بلا حدود”. وأفادت الأمم المتحدة بوجود حوالي 62 ألف شخص في ييدا بولاية الوحدة في جنوب السودان وحوالي 100 ألف غيرهم في ولاية أعالي النيل. وتنتشر في المخيم المؤلف من أكواخ قش وبلاستيك رائحة المجاري النتنة في كل مكان. وادت الأمطار الأخيرة إلى قطع الطرقات فأجبرت برنامج الأغذية العالمي على إلقاء أطنان من الحبوب بالمظلات في عملية باهظة التكلفة قبل نفاد المخزون في مخيمات اللاجئين على طول الحدود. لكن نقص الأغذية ليس سبب وفود المرضى على غرار دانيال إلى العيادة. وأوضح منسق قسم الطوارئ لدى أطباء بلا حدود فورا ساسو أن “مشكلة سوء التغذية الرئيسية في المخيم تعود بشكل أساسي إلى الأمراض على غرار الإسهال والملاريا التي تؤدي إلى قلة التغذية ولا سيما لدى الأطفال”. وتعتبر منظمات غير حكومية أخرى أن الوضع الصحي تحسن تدريجيا مع انحسار الأمطار ما أتاح جفاف برك المياه التي خالطها غوط آلاف اللاجئين بغياب أي تجهيزات صحية مناسبة. ويؤكد الكثير من اللاجئين انهم يقضون حاجتهم في الطبيعة نظرا إلى بعد المراحيض القليلة. وقالت كارن دانيالز الممرضة في عيادة تديرها منظمة “ساماريتانز بورس” الإنجيلية غير الحكومية “نشهد انتشارا مريعا لحالات الإسهال منذ حوالي شهرين،.. الحالة منتشرة بين الكثير من الأطفال الذين كانوا يعانون من نقص التغذية فأصيبوا بنقص حاد في الغذاء”. وبدأت منظمتها في إضافة الكلور إلى المضخات والخزانات وتعليم اللاجئين قواعد الصحة والنظافة. وتابعت دانيالز “اعتقد أن ذلك يأتي بالنفع” مشيرة إلى انخفاض بطيء في عدد حالات سوء التغذية. لكن فورا ساسو من أطباء بلا حدود أشار إلى أن “عدد الوفيات يتراجع لأننا نزيد عديد العاملين معنا ونوسع منشآتنا، لكن حالات الملاريا تتزايد”. وقالت هوا كوا تجني التي تتجول باستمرار بين الأسرة في عيادة أطباء بلا حدود حيث تعالج ابنتاها في الثالثة والخامسة من العمر من قلة التغذية، “هناك الكثير من المطر والبعوض”. وأكدت أنها تنام “أرضا من دون أي فراش أو غطاء” فيما علا سعال ابنتها الجاف فوق أنين المرضى. في الأسرة المحيطة استلقى أطفال تشققت جلودهم فيما لفت ايديهم بضمادات للحؤول دون قيامهم بنزع أنابيب التغذية. وأكدت اللاجئة أن “الغذاء غير كاف”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©