الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

2006 قَلَبَ كيان الكرة الإيطالية

21 ديسمبر 2006 23:06
بعد عام حفل بالانجازات والسقطات على حد سواء، لكرة القدم الايطالية يحاول مشجعو كرة القدم في إيطاليا في الوقت الحالي أن يستكشفوا ما قد يحمله المستقبل للعبتهم المفضلة بعد تتويج منتخبهم بكأس العالم 2006 بألمانيا وخيبة الامل التي أصابتهم نتيجة فضيحة التلاعب بنتائج المباريات التي تفجرت منتصف العام· ويرى كثيرون أن 2006 هو العام الذي قلب كيان كرة القدم الايطالية فقد سارت الامور في هدوء ومن دون أي مشكلات حتى مايو الماضي، حيث فاز يوفنتوس بلقب الدوري المحلي وهو السادس له خلال آخر عشر سنوات وحل ميلان في المركز الثاني وفشل انتر ميلان مجددا في الفوز باللقب الذي لم يحرزه منذ ·1989 وفي غضون أسابيع قليلة تغيرت مجريات الاحداث رأسا على عقب، حيث كشف ممثلو الادعاء النقاب عن فضيحة كبيرة قلبت الموازين كافة وغيرت نتائج مواسم بأكملها· وبناء على مئات المكالمات الهاتفية التي تم تسجيلها نشرت الصحف الايطالية الكثيرعن الفضيحة وأحداثها المثيرة، حيث اكتشفت إيطاليا نجاح بعض مديري ومسؤولي الاندية في تعيين الحكام الذين يرغبون فيهم لادارة مباريات فرقهم بالدوري المحلي، وكيف سيطرت مجموعة من السماسرة ووكلاء اللاعبين على سوق الانتقالات عبر طرق غير مشروعة؟· ومنذ البداية بدا أن لوشيانو موجي وأنطونيو جيراودو من المديرين السابقين لنادي يوفنتوس هما الاكثر تورطا في الفضيحة كما وضح تورط أندية ميلان وفيورنتينا ولاتسيو وريجينا في مع عدد من الحكام ومسؤولين رفيعي المستوى بالاتحاد الايطالي للعبة· وأسفرت التحقيقات التي أجراها الاتحاد الايطالي بالتعاون مع ممثلي الادعاء عن قرار قضائي يقضي بتجريد يوفنتوس من لقب الدوري الذي أحرزه الموسمين الماضيين، وكذا هبوطه للمرة الاولى في تاريخ النادي إلى دوري الدرجة الثانية مع منح انتر لقب الدوري الموسم الماضي· وخصمت الهيئة القضائية الرياضية التي تولت نظر قضية الفضيحة عددا من النقاط من رصيد الاندية التي تورطت في الفضيحة في بطولة الدوري بالموسم الجديد· وبالرغم من الصدمة الكبيرة التي تلقتها كرة القدم الايطالية بهذه الفضيحة سارت الامور بشكل طبيعي ولم يكن هناك أمر غريب في العقوبات التي فرضت على الاندية· بيد أن الغريب والمثير للدهشة حقا كان نجاح المنتخب الايطالي في الفوز بلقب كأس العالم 2006 بألمانيا في الوقت الذي سقطت فيه كل هذه الاندية وبعض لاعبي المنتخب أنفسهم في فخ فضيحة التلاعب خاصة أن فوز المنتخب الايطالي (الازوري) باللقب هذه المرة لم يكن متوقعا بشكل كبير· ولكن مارشيلو ليبي المدير الفني السابق ليوفنتوس الذي قاد المنتخب الايطالي إلى نهائيات كأس العالم 2006 بنجاح شديد والذي ورد اسمه في الفضيحة نفسها وخضع للتحقيقات نجح أيضا في إبعاد اللاعبين عن جو هذه الفضيحة التي تضرب أنديتهم وعاد معهم بكأس العالم لايطاليا للمرة الاولى منذ ·1982 وبعد أن انتهت الاحتفالات بكأس العالم حلت لحظة العقوبات وبدأ المشجعون والاندية مرحلة المواجهة مع العواقب الوخيمة للفضيحة· وكانت الاحكام الصادرة في غاية القسوة للاندية خاصة يوفنتوس الذي حرم من لقبين وهبط لدوري الدرجة الثانية وحرم من المشاركة الاوروبية، بالاضافة لخصم عدد كبير من النقاط من رصيده في دوري الدرجة الثانية هذا الموسم· وفرضت على ناديي ميلان وفيورنتينا عقوبة خصم ثماني نقاط و15 نقطة على الترتيب من رصيديهما في الدوري هذا الموسم ليفشل الفريقان هذا الموسم الذي اقترب من منتصفه في احتلال أحد المراكز المتقدمة بجدول المسابقة· ومع المركز المتأخر الذي يحتله فريقا ميلان وفيورنتينا في الدوري هذا الموسم أصبح موقف كليهما صعبا للغاية في التأهل لدوري أبطال أوروبا للموسم المقبل وهو ما يعني خسارة فائقة على المستوى المالي أيضا· ولكن الخسارة قد تتضاعف بالنسبة للاندية الكبيرة مثل ميلان في ظل تفكير الاتحاد الايطالي للعبة في اتباع نظام جديد في توزيع حصص المقابل المالي للبث التلفزيوني· وقال أدريانو جالياني نائب رئيس نادي ميلان وهو أحد الموقوفين للتورط في فضيحة التلاعب بنتائج المباريات إن النادي سيخسر نحو 40 مليون يورو (52 مليون دولار) إذا طبقت القواعد الجديدة التي تمنح إمتيازات كبيرة للاندية الصغيرة· وحصرت جيوفانا ميلاندري وزيرة الرياضة الخسارة بأنها تبلغ عشرة ملايين يورو (13 مليون دولار) للاندية الكبيرة مثل ميلان وانتر ويوفنتوس الذي يبدو الاقرب للصعود إلى دوري الدرجة الاولى بنهاية الموسم· وليس من المرجح أن تعاني هذه الاندية قصورا أو عجزا ماليا، حيث تنتظرها زيادة في مقابل البث التليفزيوني الذي سيجلب لها نحو مليار يورو (3ر1 مليار دولار) قبل عام 2010 بينما ستكون المشكلة الحقيقية في كيفية توزيع هذه المبالغ بين الاندية والنسبة التي يحصل عليها كل ناد· وفي الوقت الذي يسدل فيه الستار على عام 2006 بأفراحه وأحزانه ينتظر كرة القدم الايطالية تحديا جديدا مع مطلع العام الجديد حيث تتقدم إيطاليا بطلب تنظيم بطولة كأس الامم الاوروبية (يورو 2012)· وتحتاج إيطاليا إلى 500 مليون يورو (659 مليون دولار) لاعداد ثمانية ملاعب لاستضافة فعاليات البطولة وهو مبلغ ضخم بالنسبة للاقتصاد الايطالي الراكد ولكن بعد فوز المنتخب الايطالي بكأس العالم 2006 أصبح لدى المشجعين استعداد للاعتقاد في وجود المعجزات·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©