قرر سمير فرج رئيس المجلس الأعلى لمدينة الأقصر المصرية إزالة مقابر الكومنولث في المدينة والتي يرجع تاريخها إلى عصر الخديوي عباس حلمي الثاني· والتي تضم رفات 135 من البريطانيين والإيطاليين وبعض الجنسيات الأخرى· وذلك في إطار أعمال التطوير الجارية بالأقصر لتحويلها إلى أكبر متحف عالمي مفتوح· ومن المقرر بـــدء عمليـــة جمـع رفــــات الـ 135 شخصا غداً الأحد بحضور وفد من الاتحاد الأوروبي ووزارة الصحة البريطانية وقنصليتي بريطانيا وإيطاليا· وكان قرار إزالة مقابر الكومنولث في الأقصر أثار جدلا واسعا بين مصر ودول الاتحاد الأوروبي، غير أن الجدل انتهى بالاتفاق على إقامة مقابر بديلة تحمل نفس الاسم في مدينة طيبة الجديدة شمالي الأقصر لنقل الرفات إليها· ومن المتوقع أن تستمر عملية جمع الرفات وإعادة دفنها في المقابر الجديدة عدة أيام·
وكانت الأقصر شهدت أزمة مماثلة بسبب إزالة أجزاء من مقر البعثة الأثرية الأميركية في المدينة، والمعروف باسم ''بيت شيكاجو'' ضمن مشروع ازدواج طريق كورنيش النيل·
واعترض الأميركيون وتقدموا بشكوى لرئيس الوزراء المصري أحمد نظيف اتهموا فيها فرج بإثارة الأزمات للبعثة·
لكن اللجنة الوزارية لتطوير الأقصر أمرت بالإزالة التي جرى تنفيذها الأسبوع الماضي وسط سخط وغضب أميركي واسع·
ويذكر أن مقابر الكومنولث في الأقصر بنيت في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني وظلت مهجورة، بحسب قول الباحــث المصــري عــز العرب عبدالحميد ثابت، إلى أن انفجرت الثورة في مدن مصر بعد نفي سعد زغلول زعيم ثورة ،1919 حيث اشتبك أهالي الأقصر مع الجنود الانجليز في المدينة وقتلوا سبعة جنود تم دفنهم في مقابر الكومنولث لصعوبة نقلهم إلي بريطانيا نظرا لظروف الحرب آنذاك·
ومن ثم، تحولت الكومنولث إلى مقابر لدفن الإنجليز الذين كانوا يقيمون بكثرة في الأقصر للعمل في الري والسكك الحديدية والآثار والذين طلب كثيرون منهم دفنهم في الأقصر·
ومن أشهر المدفونين بها الأديبة هارتي ارتين التي كانت تقيم في بيت فرنسا بالأقصر وكانت صاحبة أشهر صالون أدبي وقتها
عدد اليوم
