الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

احتجاجات هونج كونج.. والتعاطف الهش

8 أكتوبر 2014 23:53
سيمون دينير بكين قد تكون احتجاجات هونج كونج استأثرت باهتمام الإعلام الدولي خلال الأسبوع الماضي، لكنها أثارت انتباهاً أقل في بر الصين، حيث حرصت الحكومة على التحكم في تدفق المعلومات وإخضاعها لرقابة صارمة، بل حتى في بكين التي يفترض أن يكون فيها الناس على اطلاع بما يجري في هونج كونج قال العديد من الأشخاص الذين استُجوبوا على نحو غير رسمي يوم الاثنين الماضي أنهم ليسوا مطلعين على الأمر ولا علم لهم بوجود احتجاجات، وقد ظهر ذلك واضحاً يوم الاثنين، إذ توجه الناس بكثافة إلى مراكز التسوق، وانتقلوا عبر أرجاء المدينة بالمواصلات العامة، وعندما وُجه السؤال إلى نحو خمسين شخصاً أعرب نصفهم تقريباً عن جهلهم التام بالاضطرابات التي شهدتها هونج كونج، فيما أشار الباقي إلى أن فهمهم لما يجري ظل مرهوناً بما تبثه وسائل الإعلام الرسمية من تقارير ومعطيات، وهو ما أكدته «جيو لين»، الطالبة ذات العشرين سنة وهي تتناول وجبة العشاء بإحدى مطاعم بكين، بقولها إنها اندهشت لحجم الاختلاف والتباين في المعلومات بين ما تتلقاه من أصدقائها في هونج كونج، وبين ما تسمعه عبر الإعلام الرسمي: «فأصدقائي الذين يدرسون في هونج كونج قالوا أشياء سلبية عن الحكومة وما تقوم به هناك، فيما يصر التلفزيون الرسمي على لا عقلانية المتظاهرين، والحقيقة أني لم أعد أعرف من أصدق، وإن كنت لا أعتقد أن الطلبة عنيفون كما تقول السلطة، بل إني أغبطهم على قدرتهم الهائلة في التعبير الحر». ومع أنه من الصعب قياس الرأي العام في الصين بالنظر إلى القيود المفروضة على حرية التعبير ومحدودية المواضيع التي يمكن طرقها، إلا أنه ومن خلال الأحاديث التي أُجريت مع عدد من الناس في مناطق محيطة بالعاصمة يبدو أن منسوب تعاطف الصينيين مع مظاهرات هونج كونج محدود للغاية، لا سيما فيما يتعلق بمطلبهم الرئيس المتمثل في تمتيع هونج كونج بديمقراطية كاملة، بل هناك ميل لدى الصينيين نحو انتقاد المحتجين باعتبارهم راديكاليين تحركهم حكومات أجنبية بهدف تعطيل الحياة، وذلك بدلا من انتقاد السلطات في هونج كونج وتصلب الحكومة المركزية في بكين. وبالقدر نفسه عبر سكان العاصمة الصينية في استطلاع غير رسمي- وهي المدينة التي عاشت أحداثاً دامية في واقعة تيانانمين عام 1989- عن رغبتهم في حل الإشكالات القائمة من خلال الحوار، وبطريقة بعيدة عن العنف والأساليب القمعية، واللافت أن أغلب المستجوبين لم يبدوا أي استياء كبير من الرقابة التي تمارسها السلطات الصينية على وسائل الإعلام، فقد نشرت وكالة «شينخوا» الرسمية في الصين خبراً يوم الأحد الماضي يقول إن «الصينيين من جميع فئات المجتمع عبروا بقوة عن تنديدهم ومعارضتهم للتجمعات غير القانونية للمتظاهرين في هونج كوج»، لكن بحلول الاثنين الماضي بدأ الرأي العام الصيني بالعاصمة بكين في تبني موقف أكثر تعقيداً، فرغم انتصارهم للموقف الرسمي للحكومة، قلة من الصينيين صدقوا أن الاضطرابات تقف وراءها الولايات المتحدة، فيما لام آخرون «الراديكاليين» على تعطيل حياة الناس خدمة لأجندتهم الخاصة. وبشأن هذه المواقف العامة للصينيين قال «زهوا تشاينينج» البالغ من العمر 34 سنة والموظف في القطاع المالي، إن المظاهرات التي شهدتها هونج كونج تقف وراءها «قوى أجنبية»، معتبراً أنه لا مكان لها في الصين بقوله إن «الوحدة تظل خيار الصينيين الأول وهي الأقرب إلى الثقافة الصينية، فيما الديمقراطية تتعارض مع الوحدة التي تستدعي نوعاً من التحكم والديكتاتورية»، وفي السياق نفسه ترى إحدى الطالبات التي رفضت الكشف عن اسمها أن المحتجين «تعرضوا لغسيل دماغ»، مشيرة إلى مشاكل يتعرض له السياح الصينيون عندما يزورون هونج كونج «فسكان هذه الأخيرة متعجرفون وغير ودودين»، لكن صاحب محل بقالة يبلغ من العمر 36 عاماً كان أكثر تفهماً لمطالب المتظاهرين، قائلاً «أعتقد أن المحتجين كانت نواياهم جيدة في البداية، غير أن ردة فعلهم جاءت متشددة بعض الشيء، وهم أثروا سلباً على السير العادي للحياة في هونج كونج وأساؤوا أيضاً لصورة الصين في الخارج». ولم تعبر سوى أقلية من المستطلعة آراؤهم عن تعاطف واضح مع المحتجين، مثل الطالب «وي ياو» الذي اعتبر أن الطلبة المحتجين «يسعون فقط لمزيد من الحرية، وهو أمر صائب ومفهوم لأنهم في هونج كونج كانوا يتمتعون دائماً بقدر من الحرية أكبر منا نحن في البر الصيني، لكني آمل أن يسيطروا على الوضع ولا تنفلت الأمور من بين أيديهم». ومن بين 31 شخصاً تم استجوابهم فقط أربعة منهم قالوا إن لجوء السلطات الصينية للعنف لإخماد المظاهرات كان ضرورياً، فيما أكد 23 منهم أنه على حكومة هونج كونج المحلية اتباع أسلوب الحوار والبحث عن حل متفاوض عليه، لكن شخصين فقط من المستجوبين، ومهما عامل نظافة يبلغ من العمر 45 عاماً ومستثمر في القطاع الخاص لا يتجاوز 32 سنة قالوا إن السلطات الصينية يجب أن ترضخ لمطالب المحتجين وتؤسس لديمقراطية كاملة في هونج كونج. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©