الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جائزة نوبل للسلام.. الفائز: لا أحد

8 أكتوبر 2014 23:54
جوشوا كيتينج محلل سياسي أميركي ليس هناك نقص في الجوائز المخصصة للدبلوماسية وصنع السلام والإنجازات الإنسانية. لكن الشخص الذي سيتسلم جائزة نوبل للسلام يوم الجمعة القادم، من قبل لجنة مختارة بوساطة البرلمان النرويجي تكريماً للرجل الذي اخترع الديناميت، يعتبر هو الشخصية الأهم والأكثر استحقاقاً لاهتمام وسائل الإعلام. وقد اتخذت لجنة نوبل النرويجية بعض القرارات السيئة في الماضي (أذكر من بينها ياسر عرفات وهنري كيسنجر وتيدي روزفلت)، وتشير دلائل قليلة إلى أن الجائزة لا تفعل أي شيء لتعزيز السلام. ولكنها، في أفضل حالاتها، تساعد على إبراز قضايا مهمة: مثل التغير المناخي عام 2007، وحقوق المرأة 2011، والقضاء على الأسلحة الكيماوية العام الماضي. وهذا العام، يمكن للجنة نوبل أن تؤدي أفضل مهمة من خلال منح الجائزة إلى أكثر شخص يستحقها: لا أحد. إن هذا التحرك من شأنه تسليط الضوء على حقيقة أن هذا العام على وجه الخصوص كان عاماً عنيفاً في جميع أنحاء العالم. والأكثر أهمية، فإن ذلك سيكون بمثابة اعتراف بأن أبرز اندلاعات العنف كان يمكن التنبؤ بها، وهي نتاج لسنوات من الإخفافات الفردية والجماعية من قبل الحكومات والمؤسسات الدولية. وفي حين أن ظهور «داعش» وتفكك العراق وسوريا قد حدث بسرعة مرعبة، إلا أن هذه كانت انفجارات أقل مفاجأة من الأزمات التي ظلت لسنوات تزداد سوءا. ويقع الكثير من اللوم على الحكومات المعنية وتلك التي تدخلت من الخارج. ولكن لا ينبغي أن يكون من المستغرب أن الحرب الأهلية الدائرة في سوريا بلا رادع وسنوات من الحكم الطائفي قصير النظر في العراق قد يؤديان إلى مثل هذا الوضع. ولن تفوز الولايات المتحدة، ولا باراك أوباما، الحائز على جائزة نوبل للسلام من قبل، بأية جوائز للترويج للسلام هذا العام. في عام 2009، أدهش الرئيس أوباما الحضور في أوسلو عندما أكد في الخطاب الذي ألقاه عند قبوله الجائزة أن هناك أوقات يكون فيها استخدام القوة من قبل الحكومات باسم الحفاظ على السلام والاستقرار الشامل «ليس فقط ضروريا ولكن أيضاً له ما يبرره أخلاقياً». وبعد مرور خمس سنوات، من الصعب القول بأن العالم أصبح أكثر سلاماً نتيجة للانتشار الحكيم للعنف الأميركي. وقد تكون حرب الطائرات من دون طيار قد أهلكت تنظيم «القاعدة»، لكن فروعه المحلية والجماعات المنشقة عنه لا تزال قوية كما كانت دائماً. وتمكنت القوة الجوية لـ«الناتو» من الإطاحة بطاغية في ليبيا لكنها تركت فراغاً فوضويا في السلطة. ومن ناحية أخرى، ينظر إلى تفكك الاتحاد السوفييتي بصورة مبررة اليوم باعتباره تقدماً كبيراً لقضية السلام والحرية الإنسانية. وقد حصل ميخائيل جورباتشوف بجدارة عام 1990 على جائزة نوبل للسلام خلال الأيام الأخيرة من الإمبراطورية السوفييتية. لكن الأزمة التي اندلعت هذا العام في أوكرانيا أظهرت أن كل شيء ليس مُرضياً في الاتحاد السوفييتي السابق. وللمرة الأولى منذ عقود، أعيد رسم أحد الحدود الأوروبية بالقوة، وبدا المجتمع الدولي، وكأنه غير قادر تماماً على منع ذلك من الحدوث. وتم غزو أوكرانيا من قبل روسيا، دون أن تعترف موسكو بأي شيء من هذا القبيل. وفي فصل الصيف، قتل أكثر من ألفي شخص، معظمهم من المدنيين، في غزة وإسرائيل، في موجة أخرى من العنف المتكرر فيما يبدو أن كلا الطرفين لا يبالي بالإصابات ويفشل في إدراك مصالحه على المدى الطويل. وخلال هذا العام، بدأت وسائل الإعلام العالمية، وإنْ كان لفترة وجيزة، في الاهتمام بحملة الرعب التي تشنها جماعة بوكو حرام في شمال نيجيريا. أما جنوب السودان، وهي أحدث دولة في العالم، والتي تحصل على مساعدات المجتمع الدولي والممثل جورج كلوني، فقد انهارت أيضاً في حرب أهلية بدت وكأنها لا مفر منها منذ تأسيسها. وشهد هذا العام أيضاً تدمير ثلاث بلدان في غرب أفريقيا بمرض ربما كان من الممكن احتواؤه إذا لم تتسبب عقود من الحروب الأهلية والحكم الفاسد في ترك هذه الدول بأنظمة صحية بالية. وعلمنا خلال هذا العام أيضاً أن الجانب الذي يستخدم القنابل المسيلة للدموع والهراوات ورذاذ الفلفل هو الذي يقرر ما الذي يعنيه حقا «دولة واحدة ونظامين». ولكن من ناحية أخرى، فإنني لا أعتقد أن العالم ما هو إلا دوامة ميئوس منها من العنف. فقد حدثت أشياء جيدة على مدار الـ12 شهراً الماضية. فثلاث من أكبر خمس دول في العالم - الهند وإندونيسيا، والبرازيل هذا الأسبوع – تجري انتخابات ديمقراطية، وهناك أيضاً تقدم ملحوظ في احتواء أمراض الإيدز والسل، وهي من بين أكثر الأمراض فتكاً في العالم. ورغم ذلك، فمن الصعب أن تجد شخصاً يستحق جائزة نوبل للسلام 2014. فالهدف الأصلي من هذه الجائزة هو منحها لشخص «يقوم بأفضل عمل من أجل الإخاء بين الأمم، وإلغاء أو خفض الجيوش الدائمة وعقد مؤتمرات تعزيز السلام». وفي هذا الصدد، لا حد ينطبق عليه هذا في العام الحالي. وقد تم حجب جائزة نوبل للسلام 19 مرة، كان أبرزها أثناء الحرب العالمية الأولى والثانية. وفي حالة حجب الجائزة، فإن قيمتها المالية (نحو 1.1 مليون دولار) ستحفظ حتى السنة التالية. ومن بين الأسماء المطروحة للنقاش «مالالا يوسف زاي»، الناشطة المدافعة عن تعليم الفتيات في باكستان. ولكن إذا أرادت اللجنة أن تبعث برسالة قوية لقادة العالم بعد عام بعيد تماما عن السلمية، عليها أن تحجب الجائزة لهذا العام.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©