الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«إيبولا» وحظر الرحلات الجوية

8 أكتوبر 2014 23:54
ديفيد داوسي عميد مدرسة المهن الصحية بجامعة «ميرسيهيرست» في ولاية بنسلفانيا وصل الفزع من فيروس «إيبولا» إلى الولايات المتحدة لأول مرة الأسبوع الماضي، عندما جاء «توماس أريك دونكان» المصاب بالفيروس قادماً جواً من ليبيريا إلى دالاس. ويعتقد أن الرجل اتصل بنحو 100 شخص بعد أن أصيب بالعدوى وفحص المتخصصون في الصحة العامة حالة كل فرد من هؤلاء واحتمالات تعرضهم للإصابة بالمرض. ونصف هؤلاء الأشخاص خاضعون للمراقبة الآن. ويعتبر تسعة منهم في أعلى مستويات الخطورة، ويتم فحصهم مرتين يومياً لاكتشاف أي علامات على الإصابة بالمرض. وسوائل الجسم، ومنها القيء تؤدي إلى نشر «إيبولا»، وقد تقيأ «دوكان» على الرصيف خارج منزله. وكان «دونكان» قد دخل مستشفى في دالاس، وأخطأ الطاقم الطبي في تشخيص حالته وأعادوه إلى المنزل. واستغرق الأمر أياماً قبل إرسال فريق جيد التدريب إلى شقة دونكان لتنظيفها. والخطأ البشري في هذه الحالة المفردة يلقي الضوء على ضرورة حظر الرحلات التجارية من الدولة التي يوجد فيها الفيروس إلى حين احتواء الوباء. ولدى الأشخاص الذين يشتبه في تعرضهم للإصابة بـ«إيبولا» ولديهم القدرة على السفر إلى الولايات المتحدة كل مبرر كي يركبوا طائرة ويتوجهوا إلى الولايات المتحدة في أقرب وقت ممكن. وهذا لأنهم إذا بقوا في أفريقيا، فإن احتمالات نجاتهم من المرض منخفضة إلى حد كبير. وإذا توجهوا إلى الولايات المتحدة فبوسعهم أن يتوقعوا الحصول على أفضل رعاية طبية ممكنة في العالم، وبالتالي سيكون أمامهم احتمالات نجاة أكبر بكثير. ولذا لديهم كل حافز للكذب بشأن حالة تعرضهم للمرض على مسؤولي الخطوط الجوية والصحة العامة، كي يسافروا إلى الولايات المتحدة، ألن يكذب المرء لو كان في مكانهم؟ وتمتد مدة حضانة فيروس «إيبولا» نحو 21 يوماً، لذا من الممكن أن يعتلي المرء ظهر طائرة في اليوم الذي يصاب فيه بالفيروس ويقضي ثلاثة أسابيع في الولايات المتحدة قبل أن تظهر عليه أعراض المرض. وقد يصيب المرء سواء كان رجلاً أو امرأة، أي عدد ممكن من الأشخاص قبل تشخيص المرض على النحو الصحيح، وقبل عزل الأشخاص ووضعهم في الحجر الصحي. وانتقد مسؤولو الصحة الأميركيون بشدة فكرة فرض حظر على السفر رغم أن بعض أعضاء من الكونجرس يعارضون هذا الموقف بشدة. وقال مسؤولو الصحة هؤلاء، إن فرض حظر على الطيران سيقيد المساعدات إلى البلدان المتضررة، وسيزيد من التوترات القائمة بالفعل. لكن خطوط الطيران التجارية ليست الطريقة الوحيدة التي ترسل بها الولايات المتحدة الإغاثة وعمالها. الولايات المتحدة لديها أكثر الجيوش تقدما في العالم كله ويمكننا أن ننقل الناس والإمدادات بغير الاعتماد على شركات النقل التجارية. ويقارن تفشي «إيبولا» في غرب أفريقيا بميادين الحرب. ويُنظر إلى المرض في الوقت الحالي بأنه تهديد أمني قومي بنفس خطورة الأسلحة النووية. وتعهدت الولايات المتحدة بإرسال أربعة آلاف جندي إلى الدول المتضررة. وقد حان الوقت لاتخاذ الإجراءات الأمنية التي تتفق وجسامة الخطر. وهذا يعني بذل كل ما في الوسع لمنع الأشخاص المصابين من الوصول إلى هنا. وجاء في تقرير نُشر في الآونة الأخيرة أن علماء استخدموا أنماط انتشار مرض «إيبولا» وبيانات حركة النقل الجوي العالمية في توقع أن فرص وصول المرض إلى فرنسا يوم 24 أكتوبر نسبتها 75 في المئة وفرصة وصوله إلى بريطانيا بنسبة 50 في المئة في اليوم نفسه. ويقوم التوقع على استمرار النقل الجوي بكامل طاقته. وبافتراض أن النقل الجوي انخفض بنسبة 80 في المئة -وهو ما يعني أن وقف شركات طيران كثيرة رحلاتها إلى الدول المنكوبة- يمكن أن تكون فرصة وصول المرض إلى فرنسا نسبتها 25 في المئة وبريطانيا 15 في المئة. وفرنسا هي أكثر الدول التي يرجح أن تكون التالية في وصول المرض إليها لأن الدول التي تفشى فيها المرض وهي غينيا وسيراليون والسنغال ترتبط بفرنسا بحركة نقل جوي كثيفة. أما بريطانيا، فإن مطار هيثرو، هو أحد أكثر مطارات العالم حركة جوية. ومكمن الخطر يتمثل في أن الفيروس، الذي يتسبب في حمى يصحبها نزف دموي، قتل 3400 شخص منذ ظهوره في غرب أفريقيا في مارس، وأصاب المرض ما يقرب من 7200 شخص وبدأ ينتشر الآن أسرع. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©